ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: العاب خطيرة

إسرائيل اليوم – العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش* – 25/8/2025 العاب خطيرة

*قائد منظومة الدفاع الجوي سابقا ومستشار استراتيجي اليوم

تصريح رئيس الوزراء عن الانتقال الى مفاوضات لصفقة شاملة لتحرير المخطوفين وقرار الكابنت السيطرة على مدينة غزة أدخلا الساحة والمشاركين فيها الى مرحلة جديدة في الحرب. 

تتبين حماس كمفاوض عنيد، بعيد عن منظمة فقدت قبضتها وقوتها. كما أنها تقرأ الواقع على نحو صحيح وتترجمه الى خطوات تسمح لها بالتحكم بجدول الاعمال وتحسين موقعها. ان استغلال الرغبة الفرنسية في الاعتراف بدولة فلسطينية والضغط الدولي جعلاها تصلب موقفها، واغرقت حملة “التجويع” قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية الإسرائيلية والدولية وتقرر وقف نار انساني لعشر ساعات في اليوم – وكل هذا دون أن تضطر لاعطاء أي شيء بالمقابل. 

ان موافقة حماس على مقترح الوسطاء لاتفاق التحرير على مراحل قابلة للتفسير من زاويتي نظر: إما ان يكون التهديد باحتلال غزة خلق ضغطا اجبرها على أن تتراجع او انها وافقت على الصفقة لمعرفتها أن إسرائيل سترفض. حكومة إسرائيل تختار التفسير الثاني وتؤخر جوابها على موافقة حماس على اتفاق المراحل، على ما يبدو انطلاقا من الفهم بانه اذا كان التهديد وحده حرك قليلا حماس عن عنادها حتى الان، فان بدء الهجوم على غزة سيسرع الميل.

كم من الوقت ستستغرق السيطرة

فضلا عن ذلك فان الخطاب الجماهيري ينحرف عن الامر الأساس. فالسيطرة على غزة تعرض في نفس الوقت كالسيطرة على بيت حانون او حتى احتلال رفح. غير أن الواقع يختلف تماما بتعقيداته الأكبر. 

مدينة غزة، اكبر مدن قطاع غزة، تقع على مساحة نحو 45 كيلو متر مربع (مساحة تل ابيب، لغرض المقارنة فقط هي نحو 52 كيلو متر مربع)، وفيها 700 الف حتى مليون نسمة (في تل ابيب يسكن نحو نصف مليون نسمة). 

جدير ومجدٍ اجراء النقاش في ذلك بكل معانيه: كم من الوقت ستستغرق السيطرة على غزة العليا وغزة السفلى، المبنية من انفاق متفرعة كثيرة وطويلة؟ هل يمكن للمخطوفين أن يصمدوا في هذا الوقت كي يبقوا على قيد الحياة في الظروف الدون التي يحتجزون فيها؟ 

وشيء آخر، متى في المرة الأخيرة احتلت إسرائيل مدينة عدو بحجم غزة؟ ولا مرة، حتى في حرب لبنان الأولى (1982) احتلينا وسيطرنا في غرب بيروت فقط، في مساحة وعدد سكان محدودين. ليس لإسرائيل أي فكرة كيف سيبدو هذا، وليس لنا جميعا قدرة على أن نقدر كيف سينتهي هذا.

حتى الاسم الذي تم اختياره للحملة يشهد على جمود ويبعث على الارتباك: “عربات جدعون 2”. بعد فشل القسم الأول من الحملة، التي كان هدفها تحرير المخطوفين من خلال ممارسة الضغط على حماس يشهد استمرارها على التفكير إياه، بالنهج إياه – ونأمل الا يكون مع النتيجة إياها. 

وبعامة، ما هي الحاجة لاعطاء أسماء للحملات التي هي جزء من حرب السيوف الحديديدة؟ فلئن بقينا مخلصين لاهداف الحرب، فان كل الاعمال تخدم الأهداف إياها: تقويض وابادة حماس وإعادة المخطوفين. وبالتالي لماذا نحتاج كل برج بابل إياه من أسماء لا تقدمنا في شيء. 

الى أن تبدأ المناورة نفسها نأمل أن يبقى التهديد فقط مثابة تهديد وينزل حماس عن سلم المعارضة. بالتوازي فان المحور السياسي سيشتد ويؤدي الى اتفاق تحرير مخطوفين وانهاء الحرب. على الشروط والاثمان سيسقط ويقوم الاتفاق. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى