نواف الزرو: أين العرب من رؤية نتنياهو التوسعية، وأين هم في المعادلة الوجودية؟

نواف الزرو 24-8-2025: أين العرب من رؤية نتنياهو التوسعية، وأين هم في المعادلة الوجودية؟
في حقيقة تطورات المشهد الفلسطيني-العربي الاقليمي الخطيرة نوثق:
نتنياهو يتحدى العرب بتصريحاته الاخيرة حول رؤيته التاريخية ل”ارض اسرائيل”، فحينما يعلن عن اعتقاده بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، لافتا إلى أنه يؤيد “رؤية إسرائيل الكبرى” التي تشمل وفق مزاعم إسرائيلية مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر فانه يقدم لنا خلاصة الرؤية الصهيونية-التوراتية ل”ارض اسرائيل الكاملة”، ويؤكد نتنياهو إنه يشعر بأنه في مهمة تاريخية وروحية، وإنه مرتبط جدا برؤية إسرائيل الكبرى”، وحين سئل نتنياهو عما إذا كان يشعر بأنه “في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي” أجاب بأنه “في مهمة أجيال “، وأضاف: “لذلك إذا كنت تسألني عما إذا كان لدي شعور بالمهمة، تاريخيا وروحيا، فالجواب هو نعم”، ونقول من جهتنا: على الفلسطينيين والعرب والعالم ان يأخذو رؤية وحلم نتنياهو التاريخي على محمل الجد، فالذي يشن كل هذه الحروب الإبادية في المنطقة يكون بمنتهى الجدية فهو لا يمزح مع العرب.
فأين العرب إذن من رؤية نتنياهو التي تشكل تحديا وتهديدا صريحا للعرب….؟!
الى ذلك: الاحتلال يشن حربا إبادية إجرامية مفتوحة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري من حيث بشاعتها بحق اهلنا في غزة نساءا واطفالا وشيبا وشبانا وبالبث الحي والمباشر، والاحتلال يجتاح فلسطين بكاملها، ليس فقط استيطانا وتهويدا، بل وقتلا وتدميرا وتخريبا وإلغاءا واعتقالا للشعب الفلسطيني بكامله على امتداد مساحة فلسطين. والاحتلال يمضي في أجندته الاستعمارية الاستيلائية التهويدية التي تحكمها معادلة: “ليقل العالم ـ غير اليهود ـ ما يقوله، ولكن قاطرة الاستيطان والتهويد ماضية باستمرار، وفي كل المواقع والمناطق المحتلة”.
وعلى المستوى العربي يعلن نتنياهو انه يشن حربا وجودية ضد الاعداء، بل انه يذهب لإبادة الآخر العربي في لبنان وسوريا مثلا متذرعا انه يخوض حربا وجودية من اجل أمن ومستقبل”اسرائيل”…
وعلى المستوى الاقليمي تشن”اسرائيل” عدوانا كبيرا ووجوديا بالمعني التدميري الشامل على ايران بذريعة تدمير قدراتها النووية والصاروخية بينتما هي تمتلك كل أسلحة التدمير الشامل، بل وتنفرد بامتلاكها…!
وفي ظل كل هذه الحروب الإبادية والوجودية التي تطال الامة العربية بكاملها بالمعنى الاستراتيجي نتساءل ويتساءل الجميع:
اين العرب إذن في هذه المعادلة الصراعية الوجودية…؟!
فلسطين تحتاج من الامة في ظل هذه الإبادة الصهيونية الاجرامية المنفلتة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الى جملة واحدة مفيدة في ظل هذا التغول الصهيوني على القضية والحقوق والتاريخ والرواية والهوية والحاضر والمستقبل…؟!
يقول الشاعر المصري عبد المعطي حجازي في صرخة قوية: “إننا كأمة أمام خيارين: إما أن نتركهم يفعلون ما يريدون، وإما أن نحشد قوانا ونرد على حرب الإبادة بمثلها، ونحن قادرون….!، ويضيف في تصريح لـ”رأي اليوم 2025/3/20″ ” إن أقل شيء يجب أن تقوم به السعودية-مثلا- هو وقف إمدادهم بالبترول، وأقل شيء على مصر هو قطع العلاقات مع هؤلاء القتلة المجرمين…!.
فهل يا ترى تستجيب الامة وتنتفض في المستقبل المنظور قبل فوات الأوان….؟!
ام ستذهب الامة بسبب حكامها وانظمتها الى سبات طويل قد يمتد الى عقود او ربما قرون على طريقة العهد العثماني….؟!.