#أقلام وأراءالخرائطغزة
اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس: تقدير موقف (19): خطة احتلال غزة مراحلها وأهدافها واحتمالاتها

اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس23-8-2025:تقدير موقف (19): خطة احتلال غزة مراحلها وأهدافها واحتمالاتها
الملخص
- الحديث عن خلافات بين المستوى السياسي والعسكري في اسرائيل، يخدم مخططات “الخداع الاستراتيجي” التي يمارسها نتنياهو منذ بداية الحرب، فالمستوى العسكري التزم بتعليمات المستوى السياسي وبدأ بالفعل في اعداد المخططات العملياتية لتنفيذ قرار المستوى السياسي لاحتلال المناطق المتبقية من قطاع غزة.
- بالرغم من الحديث عن صفقة وقف إطلاق النار، يواصل الجيش الاسرائيلي عملياته، بصورة متطابقة مع الخطة التي اقرها الكابينيت، حيث تواصل الفرقة 162 عملياتها في شمال القطاع، جنوب جباليا وجباليا النزلة. وتعمل الفرقة 36 واللواء 188 في خانيونس، على تدمير خان يونس. وبدأت الفرقة 99 واللواء المدرع السابع عملية السيطرة على الأحياء الجنوبية لمدينة غزة، على محور شارع 8 في منطقة الزيتون الغربية، وصولاً إلى أطراف حي تل الهوى، لفتح ممرات لتحركات القوات وتحسين مواقعهم في الجزء الجنوبي من المدينة، ومحاصرة حركة حماس، والضغط على السكان للنزوح جنوبا باتجاه وسط قطاع غزة.
- لم تقرأ حركة حماس طبيعة ما حدث بعد السابع من أكتوبر، أمام قوة مدعومة من أعتى القوى في العالم، دون أن تدرك أن إسرائيل قررت سحق قطاع غزة وتهجر سكانه، ويبدو ان اغتيالات قادة الحركة والصراعات القيادية، وتأثير تيار جماعة الاخوان، انعكست على افتقاد القيادات القادرة على اتخاذ القرار، ما تسبب في الازمة التي تواجهها الحركة على مستوى اتخاذ القرارات، حيث يفضل المجلس القيادي للحركة مشاركة الفصائل لأسباب تتعلق بعدم قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية، وتقديم أي اتفاق على أنه إجماع فلسطيني، ما يؤدي الى تأخير اتخاذ القرارات في الكثير من الاحيان.
- قرارات الكابينيت ستؤدي الى إطالة أمد الحرب وليس حسمها، وسيظل نتنياهو المستفيد الأكبر، ما دامت الحرب متواصلة، وتسويات الوسطاء مستبعدة والغطاء الأميركي متوفراً، فالأهداف التي حددها المستوى السياسي، لم تُبقِ للوسطاء مساحة للعمل على صفقة، ما يعني ان الحكومة الإسرائيلية حسمت أمرها ببقاءٍ طويل الأمد في غزة.
- سيناريوهات المرحلة المقبلة ترتبط بالخط الاستراتيجي العام الذي رسمته الحكومة الاسرائيلية، حيث يتمسك اليمين المتطرف بمخططات التهجير لتعديل التوازن الديمغرافي في ارض فلسطين التاريخية، لذا فان آلة الحرب الاسرائيلية لا تستهدف البحث عن رهائن او القضاء على حماس وانما تدمير اشكال الحياة في القطاع للتهيئة لمشاريع استراتيجية واقليمية كبرى، عنوانها الرئيسي هو تطبيق مخطط التهجير، بالتنسيق مع ادارة الرئيس ترامب.
- تشير التقديرات ان نتنياهو قد يوافق على الصفقة الجزئية، لتهدئة الاضطرابات الداخلية و مواجهة الانتقادات الدولية المتصاعدة ضد اسرائيل المطالبة بعدم تطبيق خطة احتلال غزة، اضافة الى ان الاتفاق يمنحه وقتا مطلوبا للاستعداد لتنفيذ عملية احتلال مدينة غزة، خاصة أن المقترح لا يتضمن ضمانات حقيقية لوقف الحرب بشكل كامل، ومن ثم فإن موافقة نتنياهو على المقترح الجديد تعد “خطوة تكتيكية”، وسيبقى العامل الحاسم هو موقف الرئيس الامريكي ترامب الذي قد يؤدي تدخله والضغط على نتنياهو لتمرير الاتفاق.
- وفي ضوء الصعوبات التي قد يواجهها نتنياهو لتمرير الاتفاق ترجح التقديرات ان يطالب نتنياهو بالاتفاق على قضايا “الصفقة الشامل” قبل الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار الجزئي، هذه الرؤية قد تستغرق بعض الوقت للتوصل الى اتفاق بشأن التفاصيل المطلوبة، ما يسمح له بمواصلة الضغط العسكري لرسم خرائط الامر الواقع في غزة.
- إدارة ترمب قد تدفع باتجاه اتفاقاً شاملاً يتضمن تسوية دائمة متعددة المراحل، تبدأ بمخطط ويتكوف الاصلي وتنتهي باتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، وستشمل المفاوضات التي ستفتتح خلال وقف إطلاق النار مناقشات حول جميع شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس ونفي قادتها المتبقين في قطاع غزة، ونقل المسؤولية المدنية إلى هيئة دولية.