ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الفرصة الأخيرة لاحمد الشرع

إسرائيل اليوم – شاحر كلايمن – 22/8/2025 الفرصة الأخيرة لاحمد الشرع

الحوار الاستثنائي هذا الأسبوع مع حكم احمد الشرع كان درسا في قيود القوة. تذكير: هذا الأسبوع التقى الوزير رون ديرمر ووزير الخارجية السوري اسعد الشيباني في باريس، وبشكل استثنائي أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن لقاء مع مندوب إسرائيلي. 

في دمشق يعترفون بنقطة الضعف العسكرية لديهم، وصحيح حتى الان يحاولون استغلال القنوات الدبلوماسية.  من ناحية الجانب الإسرائيلي أيضا واضح انه سيكون متعذرا الخروج لاحتلال محافظة السويداء. مغامرات مشابهة في الماضي انتهت بشكل سلبي جدا وهذا ليس لان للجيش الإسرائيلي تفوق في القوة البشرية ونقص في المهام. ولكن الوضع الصعب في المحافظة يبرز مبادرات إنسانية.

الشرع على علم جيد بذلك، وقد وصف ذلك هذا الأسبوع في لقاء مع شخصيات في ادلب. “توجد بضع عناصر تحاول جمع القوة من خلال قوى عظمى إقليمية مثل إسرائيل او غيرها”، قال، متطرقا الى القيادة الدرزية في السويداء. “المنطقة الجنوبية هي منطقة مع عدد كبير من السكان. كل عدو يرغب في أن يدخل اليها سيضطر لان يوقف شرطيا على كل باب بيت. هذا امر صعب بعض الشيء. وعليه فما يفعلونه الان بضع عناصر في سوريا هو مجرد ازعاج”. 

لاحقا، وصف الرئيس السوري تحدي زعماء المحافظة كمحاولة لممارسة الضغط. الهدف هو دفع سوريا في الاتجاه المرغوب فيه من ناحيتهم: مبنى فيدرالي يتيح للاقليات في الدولة المفككة إدارة شؤونهم بشكل شبه مستقل. في قيادة الحكم الإسلامي يرون في ذلك خطا احمر، إذ في هذه المناطق توجد كنوز طبيعية وسكان مسلمون سُنة غير قليلين. الشرع، من جهته، حاول بث هدوء وثقة بالنفس. بزعمه، فان التهديد بتقسيم سوريا “هو امر متعذر تقريبا”، إذ ان “تلك العناصر”، كما وصفها “لا تحوز الوسائل للانفصال عن الدولة”. أحيانا يتحدث انسان ما عن الاخر ويسقط عليه وضعه. ففي دمشق يحاولون بأنفسهم أن يتصدروا خطوة فرق تسد في الطائفة الدرزية في جنوب سوريا. منذ زمن والحكم الإسلامي يتبادل الرسائل مع جهات مختلفة في الطائفة. الهدف المعلن هو بلورة صيغة تفاهمات تجسر الفجوات وتؤدي الى حل. ولكن يبدو ان رجال الشرع يحاولون الاستجابة ظاهرا للمطالب التي طرحت عليهم في اللقاء مع مندوبي إسرائيل والولايات المتحدة. 

حسب تقارير عربية، تلقى الوزير الشيباني “فرصة أخيرة” في باريس للوصول الى حل قبل فتح محور تموين بين السويداء وهضبة الجولان. مطالب أخرى طرحت هي إعادة فتح طريق دمشق – السويداء للبضائع ورفع الحصار عن المحافظة الدرزية. في نفس الوقت يوجد جهد لادخال مراقبين من الأمم المتحدة في المحافظة لاجل مساعدة السكان. التخوف هو ان حتى هذه الخطوات لن تكفي، وستتعرض للتخريب من جانب حلفاء دمشق في المنطقة. 

“السويداء تقاطع دمشق”

مشكلة الشرع هي ان قلة قليلة جدا في محافظة السويداء مستعدة لان تجري معه مفاوضات. وهؤلاء ليس لهم تأثير حقيقي في الطائفة، ويبدو أن قوتهم ضعفت اكثر في اعقاب المذابح وتبادل اطلاق النار في تموز. وتتحدث التقارير عن قرابة 2000 قتيل ومغدور. وأوضح مصدر درزي فقال: “هذه المحادثات لن تقدم او تؤخر او تحدث تغييرا لقرار أهالي السويداء مقاطعة دمشق ورفض صلاحياتها بشكل نهائي. وروى مصدر آخر لوسائل الاعلام العربية بان التسريبات عن ما يزعم انه حوار تستهدف اثارة البلبلة والخلاف في السويداء. 

نشيط درزي، مطلع على ما يجري في المحافظ شرح لـ “إسرائيل اليوم” بان ليث البلوص وجهات أخرى تجري حوارا مع الحكم لا يمثلون حقا أبناء الطائفة في سوريا الا بنسب قليلة. على حد قوله فان الأغلبية الساحقة – 90 في المئة فاكثر – ترى في حكمت الهجري زعيما. بل ان محافل أخرى في السويداء تنعى البلوص وامثاله بـ “الخونة”. 

يبدو أنه في محيط الشرع يسعون لان يدقوا اسفينا بين إسرائيل وقيادة الدروز أيضا. من احاطات نشرت في وسائل الاعلام العربية، كان يخيل ان الطرفين قطعا شوطا بعيدا. ففي قناة “العربية” التابعة للسعودية قيل حتى عن اتفاقات حول 80 في المئة من النقاط، بما فيها استئناف مستقبلي لاتفاق فصل القوات من العام 1974. معنى الامر أن تنسحب إسرائيل تماما من المناطق التي احتلتها في جنوب سوريا وعمليا تترك الدروز لمصيرهم. ولما كان السعوديون راغبين في مكانة الشرع، فان التقرير يعكس على ما يبدو تطلعات الجانب السوري أساسا. 

الاكراد أيضا يقاطعون

الدروز ليسوا الأقلية الوحيدة التي تقف امام “إعادة توحيد سوريا”. فمؤخرا الغي لقاء كان مخطط له في باريس مع مندوبي قوات سوريا الديمقراطية (الاكراد). وبالتوازي سربت تهديدات لتخطيط هجوم باتجاه الشرق في ظل الاستعانة بقوات قبلية من البدو المحليين. في هذه الجبهة أيضا يبدو ان الشرع يحاول كل الوقت فحص الحدود والانتظار للحظة المناسبة. والى ان تأتي هذه، فلن تكون له مشكلة في تخدير خصومه بالقنوات الدبلوماسية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى