ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حلم غبي

إسرائيل اليوم – يوسي بيلين – 15/8/2025 حلم غبي

هذا ليس حقيقيا. فلا يحتمل ان نعود الى غزة ويشرحون لنا مرة أخرى بنفس نغمة مفعمة بالثقة، بعد عشر ساعات من مداولات زعمائنا، بان هذه المرة سينجح الامر. بعد شهر. بعد سنة. لا يحتمل أن وزير العدل، الذي لم يخترع هو أيضا الحكمة، يبدل الاقفال كي لا تتمكن المستشارة القانونية للحكومة من الدخول الى الغرفة التي يتشاركان فيها. لا يحتمل ألا يكون وزير الدفاع الذي لتوه عين رئيس الأركان لا يكون جاهزا للقاء قائد الجيش الذي يخرج من مكتبه مكللا بالعار دون أن يرى طرف وجهه. واضح اننا سنستيقظ ذات صباح ليتبين لنا أن كل شيء كان حلما غبيا. 

مثلما يدعي الحريديم بان التعلم في مدرسة دينية هو الذي ينقذ إسرائيل ويمنحها الامن، هكذا يدعي نتنياهو بان الحرب ستجلب المخطوفين. ولما كنا أناسا ليبراليين ونحترم كل رأي، فاننا ننصت بانفتاح لهما كليهما لكن يصعب علينا أن نصدق العلاقة بين ما يعرض كسبب وبين المسبب. على أي حال يخيل لنا اننا نعرف الأجوبة الصحيحة: الامن يمنحه لنا الجيش، فيما أن انهاء الحرب سيعيد لنا المخطوفين الذين يذوون في انفاق القطاع. 

القرار الذي اتخذ في الحكمة (بالاجماع)، كالعادة المحلية (باستثناء سموتريتش الذي لا يمكنه ان يكتفي بما اقترح) لن ينفذ. يحتمل ألا يكون على الاطلاق معدا بان ينفذ، وان كل الخطوة معدة للضغط على حماس. يحتمل أن هذا معد لان يبقي وزير المالية في الحكومة لزمن ما آخر، الى أن يخرب. يحتمل أن في الزمن الطويل المتبقي حتى الهجوم على غزة ستحصل أمور تمنعه. لعل ترامب يقتنع بان هذا لا داع له ولا تكون له الرغبة في أن يشاهد في “فوكس نيوز” طرد مليون نسمة من غزة بعد أن تمكنوا حتى الان من أن يكونوا طردوا من مكان الى مكان مرات عديدة في السنتين الأخيرتين. فبعد كل شيء ليست ورقة مظفرة لتلقي جائزة نوبل للسلام في أوسلو.

احد لا يقترح انهاء الحرب غدا، التنازل عن المخطوفين والسماح لحماس بمواصلة إدارة القطاع. لاجل انهائها كان ينبغي منذ زمن بعيد أن يتحدد من سيحكم في غزة بعد أن يخليها الجيش الإسرائيلي – وهذا، بالضبط، ما يمنعه نتنياهو بنجاح لا بأس به من ناحيته. ليس سرا انه يخفيه عنا. سر انه يخفيه عن نفسه لانه ليس لديه عشرات الاف أبو الشباب لادارة منظومات الحياة لاكثر من مليوني نسمة. لديه اسناد كامل، في البلاد، في العالم العربي (باغلبيته العظمى) وفي العالم على حد سواء – ليمنع عن حماس ان تحكم في غزة. حتى حماس تفهم هذا. لكنه وحيد تماما في معارضته لان تعود السلطة الفلسطينية، المرشحة الوحيدة لاخذ المسؤولية عن هذا المكان الرهيب. ليس واضحا الهوس الذي طوره نتنياهو تجاه السلطة، المنسقة حتى في هذه اللحظات التي تغذون فيها عيونكم في هذا المقال – بشكل وثيق جدا جدا مع إسرائيل، امنيا بالأساس. هذا هو المفتاح. لن يكون حكم في غزة، اذا لم تعد السلطة الفلسطينية الى هناك ونحن نبقى فيها طالما كان نتنياهو يصر على منعها من العودة الى غزة. 

ولما كان هذا هو المفتاح لانهاء الحرب – فهذا هو المفتاح لتحرير المخطوفين. وبالنسبة لضمان عدم حكم حماس بعد أن ننسحب: للسلطة الفلسطينية وللدول العربية التي سترافقها توجد مصلحة واضحة في ذلك لا تقل عن مصلحة إسرائيل.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى