إسرائيل اليوم: لا تهملوا التهديد من الشمال

إسرائيل اليوم – تسفي هاوزر – 14/8/2025 لا تهملوا التهديد من الشمال
حزب الله آب 2025 ليس حزب الله آب 2023. سحره على العقل الإسرائيلي السليم انتهى. السبب الذي ألم بإسرائيل، وكانت ذروته في عدم اخلاء الخيمة في هار دوف، يبدو اليوم غير مفهوم.
لقد الحقت المعركة في الشمال بهذا التنظيم خسائر غير مسبوقة، ضربة لمنظومات اطلاق الصواريخ، تصفية مسؤوليه وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصرالله وضعضعة شرعيته في لبنان. يقف التنظيم اليوم امام واقع جديد.
في الساحة الدولية يتسلل الفهم بان حزب الله يجب ويمكن تجريده من السلاح. تقارير الأمين العام وقوات اليونيفيل تتهم حزب الله بخرق قرار 1701 وتضع أساسا قانونيا – دبلوماسيا لإجراءات الانفاذ. بالتوازي، فان باريس وواشنطن وضعتا خطوطا أساسية لوقف النار، انسحابات متدرجة وانتشار معزز للجيش اللبناني في الجنوب بهدف نزع سيطرة التنظيم في جنوب لبنان ونزع سلاحه.
في الساحة الداخلية، يبدو أن لبنان يتأزر بالشجاعة لتغييرات جذرية. فالرئيس جوزيف عون قضى علنا بان على السلاح ان يحصر في ايدي الدولة فقط، في ظل رفض التدخل الخارجي، والحكومة أقرت الخطوط الأساس لمبادرة أمريكية – أوروبية لحصر السلاح بالدولة. لكن الضربة الأكبر لحزب الله وقعت بسقوط الأسد في سوريا وفي اثناء 12 يوم من حملة “الأسد الصاعد”. في هذه الحملة تلقت ايران، السيد الاستراتيجي لحزب الله ضربات لم تشهدها منذ الحرب مع العراق. ليس هذه ضربة سطحية بل معركة صفت مؤقتا قدرة ايران على أن تشكل ظهرا أمنيا وذراع تموين فاعل لحزب الله.
نافذة فرص نادرة
الخليط بين حزب الله ضعيف وبين إيران جريحة خلق نافذة فرص نادرة لإزالة تامة لتهديد حزب الله. من المهم التشديد: القضم في قدرات حزب الله في “السيوف الحديدية” كان جزئيا. فلا تزال باقية لدى التنظيم قدرات هامة اذا لم تعالج فستوجه آجلا أم عاجلا ضد إسرائيل.
اليوم توجد نافذة فرص استراتيجية نادرة. مثل هذه النافذة تغلق بسرعة – إيران لن تترك ذراعها اللبناني ضعيفا على مدى الزمن؛ وهي تعمل منذ الان على ترميم القدرات، رفع مستوى ترسانة الصواريخ وبناء معادلة ردع جديدة.
وعليه فان على إسرائيل أن تمارس كل ثقل وزنها لاستكملاال نزع سلاح حزب الله. هذا جهد متعدد الابعاد سيتضمن ضمن أمور أخرى حوار مع الأمريكيين والفرنسيين، استخدام رافعات إقليمية ومساعي وعي وتأثير.
حزب الله لا يوجد في رأس جدول أولويات إسرائيل، مع أن التهديد من الشمال لا يزال التهديد الأهم على امنها. إسرائيل هي دولة عديمة الاستراتيجية. وهي تقوم على أساس قدرات تكتيكية افتراضية في الزمن الحقيقي، كمحاولة للتعويض عن انعدام قدرة التخطيط المسبق. في إسرائيل الملح هو دوما الاولي. غير مرة كلف هذا ثمنا باهظا.
ان اهمال معالجة حزب الله سيعطي التنظيم الاكسجين اللازم لاعادة تأهيله من جديد. إسرائيل من شأنها أن تجد نفسها بعد بضع سنوات امام تحد مختلف تماما عن ذاك الذي يحدق بها اليوم.
التأجيل الإسرائيلي كلفنا دماء في غزة. درس 7 أكتوبر يحظر علينا أن نغفو في الحراسة في الجبهة الشمالية.