ترجمات عبرية

معاريف: طبق الفضة

معاريف – ليلاخ سيغان – 4/8/2025 طبق الفضة

مَن مِن الإسرائيليين تمكن من أن ينام ليلا؟ الأشرطة الصادمة لروم برسلفسكي وافيتار دافيد هزت حياتنا ونزعتنا دفعة واحدة من أخيلتنا في أنهم بشكل ما على ما يرام. لكن القسم الصادم اكثر كان الفجوة.

  نحن، عالمنا يتأرجح من أشرطة الرعب التي اخرجها رجال حماس، صوروها ونشروها، فيما أن العالم يقف جانبا وهو غارق بعمق في سردية أخرى. صندوق العطف الإسرائيلي صرخ بألم، فيما انه في وسائل الاعلام الأجنبية نشرت الأمور في هوامش الاخبار بلا صورة أو لم تنشر على الاطلاق. 

التاسع من آب هو الوقت لحساب النفس. وقت للنظر ليس بما فعله اعداؤنا لنا بل ما فعلناه بأنفسنا. الشعب اليهودي تعذب دوما حين رفض الاعتراف بالاخطاء. يتبين أنه توجد مشاكل لا تحلها القوة ولا حتى التهديدات ببوابات الجحيم. توجد أوضاع ينبغي مسبقا عمل كل شيء كي لا ندخل اليها. وها نحن وصلنا الى مثل هذا الوضع. كيف حصل هذا؟ لم ننجح في تشخيص الوقت المناسب لعقد صفقة لاعادة كل المخطوفين، وان كان انطلاقا من الفهم بانه بخلاف ذلك لن نتمكن من مواصلة القتال ببأس او التصدي في ساحة الوعي.

  لا يوجد افضل من التاسع من آب كي نفهم بانه عندما نسمح للتزمت ان يقود – نكون نحن الخاسرين. قبل الفي سنة والان أيضا. إسرائيل تنتصر عندما تعمل بمنطق وبعقل سليم – هذا ما انتصر دوما على الأصولية العربية. لكن عندما يقودنا المسيحانيون، الجهاديون سيسيرون دوما الى أماكن من الفوضى لا يمكننا أن نتصدى لها، ولا يهم كم نتطرف. وعليه، نحن ملزمون بان نبقى في ملعب سواء العقل والمنطق.

  السياسة “المتصلبة” لبتسلئيل سموتريتش أقتادتنا الى وقف نار بلا مقابل من حماس. متداعين حتى أعماق روحنا من أفلام الرعب التي رأيناها في السبت ومن عدم اكتراث العالم. خطاب “ولا حتى ذرة مساعدات ستدخل الى غزة” انتهت بعقاب رهيب لإسرائيل وبجائزة لحماس. سموتريتش اثبت بانه حتى لو بدت افكاره جيدة على الورق، فانها لا تصمد في اختبار النتيجة. الان هو المهدد بالضم، انطلاقا من نقص الفهم إياه للاهداف الواقعية التي يمكن تحقيقها.

  ينبغي الاعتراف، علقنا في معضلة يكاد لا يكون لها حل بسبب سياسة مغلوطة على نحو مخيف في غزة. اذا ما دخلنا الان الى مناطق مأهولة – ستحتدم الكارثة الإنسانية. والانهيار السياسي سيعرض امن إسرائيل للخطر. اذا مات مخطوفون فان الزئير الداخلي سيقفزم ذاك الذي كان بعد قتل ستة المخطولفين قبل سنة. التداعيات على الصحة النفسية للجنود المنهكين، على معدلات الامتثال للخدمة في ضوء تملص الحريديم من الخدمة، كل هذه من شأنها ان تقتادنا الى وضع خطير اكثر باضعاف مما قبل 7 أكتوبر.

  في لبنان وفي ايران انتصرنا بضربة سيف لان منطقنا لم يقوضه متزمتون سياسيون حلموا بالاستيطان هناك. حان الوقت للتفكير من خارج الصندوق المسيحاني لاجل حل الفوضى التي الحكومة بتشكيلتها الحالية ببساطة ليست مبنية لحلها.

  ان الاقوال المتطرفة من الحكومة تعظم السردية المناهضة لإسرائيل في الاعلام الدولي. هذه السردية تؤثر أيضا على المجتمع الإسرائيلي، والشرخ في داخلنا يتسع فقط. ولا يهم اذا كان هذا يحصل عن حق ام عن غير حق – هذا ببساطة يحصل. هذا هو الواقع وهو محمل بالكارثة.

  ان التزمت هو طبق الفضة الذي عليه ستعطى دولة فلسطين. هذه ليست دعوة للتهجم على المتزمتين بل دعوة لفهم الوضع. شبعنا شقاقات داخلية، حتى لو كانت الأكثر عدالة في العالم. إسرائيل هي دولة حرة ومسموح ان يكون فيها متزمتون. ينبغي السماح بوجود الآراء المسيحانية في هوامش المجتمع، احترامها لكن ابدا لا ينبغي السماح لها بان تقودنا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى