ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: تهديدات تواجهها اسرائيل بسبب السياسة المتخذة في الموضوع الفلسطيني 

يديعوت احرونوت 3/8/2025، ميخائيل ميلشتاين: تهديدات تواجهها اسرائيل بسبب السياسة المتخذة في الموضوع الفلسطيني 

حول فشل 7 أكتوبر طور المستوى السياسي في إسرائيل “حجة غيبة”، مزعومة، وبموجبها جهاز الامن لم يحذره من الهجوم المرتقب وذلك رغم أن القصور تطور قبل ذلك بسنوات وبمشاركة عميقة من السياسيين. هذه الذريعة لا تسري في ضوء التسونامي الدولي الذي يحل على إسرائيل والذي يحتمل ألا يكون الا في بدايته.  اخطار بالتحدي مصدره كثيرون (بمن فيهم كاتب هذه السطور) على مدى الأشهر الأخيرة، ويبدو أن جهاز الامن هو الاخر طرحه، لكن الحكومة كما يبدو رفضت التأثر بالتهديد المرتقب.

لقد طرح الاخطار قبل بضعة اشهر، عندما أعلنت فرنسا والسعودية عن مبادرة لاعتراف دولي واسع بدولة فلسطينية في اثناء انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول القريب القادم. واصطدمت التحذيرات في الغالب بان الخطوة تنبع من أزمة سياسية داخلية للرئيس ماكرون، وانه لن يكون معنى عملي للإعلان، وان الولايات المتحدة تقف الى جانب إسرائيل وستواصل الاذن لها بعمل كل ما يروق لها، واساسا على الصعيد العسكري.

ما اعتبر رذاذ لا يضر اصبح في الاسبوع الماضي طوفانا مع اعلان بريطانيا وكندا عن النية بالاعتراف بدولة فلسطينية في أيلول، إشارات مشابهة من دول أخرى (بما في ذلك دول صديقة، وعلى رأسها المانيا)، وكذا حظر فرضته هولندا على دخول الوزيرين سموتريتش وبن غفير الى نطاقهما. تعبير خطير على نحو خاص عن التسونامي المتصاعد ينطوي في إشارات أوروبية على فحص تقليص التعاون في مجالات التجارة والعلوم.

رد إسرائيل يعكس عدم فهم عميق لجوهر التحدي، وبقدر كبير أيضا انعدام وسيلة. الغالبية يقررون بان المشكلة تكمن في اعلام رسمي فاشل، واساسا حول الازمة الإنسانية في غزة. آخرون في قيادة الدولة يسيرون شوطا أبعد: يتهمون دول الغرب بتعزيز حماس، بما في ذلك المسؤولية عن تصليب مواقفها في المفاوضات على الصفقة؛ يدعون الى إقامة دولة فلسطينية في أراضيها: يحذرون من أنها تعزز الإسلام في أراضيها. وكالمعتاد، الأكثر فظاظة هو بن غفير الذي “شخص” عودة المانيا الى تأييد النازية.

إسرائيل لا تفهم بان معظم العالم بالتدريج يستصعب أن يرى في مذبحة 7 أكتوبر مبررا لكل خطوة تتخذ، وبالمقابل يبدأ بوصف إسرائيل كعنصر مشاغب يقوم على اساسين: الأول – استخدام القوة في كل ساحة وفي كل وضع، بدون مغلف استراتيجي او فعل سياسي؛ والثاني – رؤيا أيديولوجية تستند الى ايمان عميق وتطلع لتغيير راديكالي للواقع مثلما تنعكس من الدعوات لضم مناطق في غزة وفي الضفة، تشجيع الهجرة (دون أن يعرفوا في العالم الى أين بالضبط “سيهاجر” الغزيون)، إعادة تنمية الاستيطان في غزة وتكثيف الاستيطان في الضفة.

المشكلة هي بالفعل اعلام (هسبرا) لكن ليس بمفهوم كشف الصورة الحقيقية بل إيضاح الى أين في واقع الامر تسعى إسرائيل. الفجوة لا تدور فقط حول الازمة الإنسانية في غزة – التي تعكس فشلا ذريعا للجهد الإسرائيلي لتغيير الوضع في المنطقة من الأساس – بل تتعلق أيضا بالضفة حيث تتصاعد إمكانية الانفجار على خلفية تكاثر الاحتكاكات بين المستوطنين والفلسطينيين الامر الذي دفع حتى الأمريكيين لان يطالبوا مؤخرا بايضاحات في اعقاب قتل فلسطيني يحمل جنسية أمريكية قرب رام الله.

ان نهج الحكومة في ضوء التسونامي يعكس خليطا بين فكر أساسي لقسم كبير فيها (لكن ليس لنتنياهو) بروح “الاغيار لا تراعي”، لا يولي أهمية كبيرة للساحة الدولية وبين الايمان الذي بموجبه طالما كان ترامب الى جانب إسرائيل، فلن يقع بها أي ضر، التقدير الذي تعزز في ضوء النقد الذي وجهه الرئيس الأمريكي لدول في الغرب بعد أن أعلنت عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية. لقد قررت إسرائيل عمليا المراهنة على كل الصندوق. التعويل على رئيس معروف كغير مرتقب، رغم انه تزداد التحفظات من سلوك إسرائيل – في حزبه بخاصة وفي الجمهور الأمريكي بعامة، وتوجد إمكانية لان يبدأ العالم العربي، وبخاصة السعودية، الحليف الهام لواشنطن قريبا ممارسة ضغط شديد على ترامب مطالبة بتغيير النهج تجاه إسرائيل.

ان عناد أصحاب القرار السياسي للامتناع عن عرض استراتيجية وعن بحث عميق في الموضوع الفلسطيني – نهج ساد في اوساطهم عشية 7 أكتوبر وحمل “مساهمة” هامة لنشوء المفهوم المغلوط – نوقع بإسرائيل عزلة متزايدة ويمس بشدة بصورتها. وهذا، فضلا عن الضرر الجسيم الذي لحق في حرب استنزاف في غزة، تترافق ومصابين، خلاف داخلي صعب، ابتعاد عن هدف تحرير المخطوفين واقتراب من احتلال كل  القطاع – سيناريو تدفعه قدما أقلية لا تتكبد عناء الشرح ما هي المعاني العميقة لمثل هذه الخطوة.

وكي لا يدعي احد مرة أخرى بان التهديد المقترب لم يرفع الى السطح – في إعادة صياغة لادعاءات سموتريتش بان قبل 7 أكتوبر لم يسمع عن النخبة وعن الطوق الناري الإيراني – نشدد: الموجة التالية والقوية على نحو خاص في التسونامي السياسي يرتقب في أيلول القريب القادم. التهديد المحدود نسبيا (والرمزي) المرتقب هو اعتراف دولي واسع بدولة فلسطينية، والأخطر من ذلك – اتساع الخطاب حول فرض عقوبات غير مسبوقة على المستويات السياسية، الاقتصادية والأمنية الامر الذي سيؤثر دراماتيكيا على حياة كل الإسرائيليين وعلى مكانة إسرائيل في اسرة الشعوب.  قبل لحظة من دخول إسرائيل لان تحل في مكان روسيا بقيادة بوتين، سربيا في عهد ميلوشفتس، او جنوب افريقيا في عهد الابرتهايد مطلوب صحوة سريعة للحكومة واساسا رئيسها لان تلاحظ الهوة التي تقاد اليها الدولة، تهديد ينشأ كله تقريبا من السياسة المتخذة في الموضوع الفلسطيني.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى