كريم يونس: صراع المصالح لنتنياهو وحماس مع المجتمع الدولي

كريم يونس 29-07-2025 صراع المصالح لنتنياهو وحماس مع المجتمع الدولي
يتساءل الكثير من الجمهور الفلسطيني، اكثر الاسئلة التي قد يكون ليس لها اجابة واضحة بمنطقية تريحهم خاصةً من هم في داخل القطاع المنكوب المعرضه حياتهم لخطر القتل بكافة الطرق، متى تنتهي الحرب ؟ لماذا تنتهي في كل مكان وفي غزة تستمر؟؟..
الحرب لم تكن فقط على ارض الواقع، الحرب الحقيقة كانت عبر وسائل الاعلام، واخرى من خلال المصالح السياسية لحركة حماس والاحتلال وبعض الدول الطامعة في تعزيز النفوذ المستقبلي في المنطقة خاصةً بعد المشاريع الإقليمية واهمها اعادة ترسيم الشرق الاوسط من قبل القوى الكبرى عالمياً، ولكن إلى ماذا يطمح اليه نتنياهو وتطمح اليه حركة حماس لفرض رؤى سياسية تخدم مصالحهم المشتركة، والمصالح الخاصة لكل طرفاً منهما..
سعى الطرفان بمختلف الطرق لإطالة امد الحرب واطالة أمد المفاوضات، وهذا من خلال يقين الطرفان بخروجهم عن المشهد المقبل للمنطقه، او على الاقل استبعاد طرف منهما، فكانت الحرب في بعض الاحيان نشعر وانها اصبحت بوتيرة أقوى سياسيًا وعسكريًا وحتى إعلاميًا، وذلك لفرض واقع يُضعف طرف على حساب الاخر، يستطيع من خلاله فرض شروطه الصعب تقبلها وتكون لها حسابات استراتيجية مختلفة قد تكون في بعض الاحيان صعبة على المنطقة بشكل عام
قام الاحتلال بإستخدام القوى العسكرية في محاور مختلفة داخل قطاع غزة بتكتيكات عديدة أهمها: احتلال الأراضي داخل القطاع، استمرار النزوح وتكراره خاصة بعد تضيق مساحة الأراضي التي يزعم الاحتلال انها امانة، تجويع الناس من خلال اغلاق المداخل والمخارج للقطاع وعدم السماح بإدخال المساعدات الانسانية ، وفي حال دخولها يقوم عملاء الاحتلال بسرقتها من خلال ابلاغهم مسارات دخول شاحنات المساعدات..
على الجانب الاخر غيرت المقاومة اساليب القتال واساليب الحملات الاعلامية التي قد تكون سلاح ذو حدين، بعدما نجحت حركة حماس بالعديد من الحملات الاعلامية التي كانت تقوم على محورين رئيسيين:
– العسكري.. نجحت في تغير تكتيكاتها الهجومية على جيش الاحتلال في عدة محاور اهمها خانيونس جنوب قطاع غزة، وبيت حانون وجباليا شمال القطاع الذي بالفعل يخدمها في عرض قوتها العسكرية واثبات وجودها عالمياً وداخلياً، وهذا من الممكن أن يكون في لحظات يضرها عالمياً وسبب مقنع لاستمرار حرب الابادة على قطاع غزة
– أنسانية.. وهو الاكثر قوة لدى الحركة من خلال نشطاء الحركة داخل وخارج قطاع غزة، وهو ما جعلها تكسب التعاطف الدولي والتركيز الاعلامي العالمي يساعدها في تنفيذ حملات إعلامية مكثفة وواسعه، لها آهدافها الخارجية، وهو الذي قد يكون شائك اكثر من توقعاتها خاصةً بعد تصعيد الخطاب التطرفي والضاغط بصورة أنسانية ولكنها يحمل رسائل سياسية تهدد امن دول اخرى خاصة في المنطقة وهذا ما قد يجعل اعلامي الدول بحملات مضادة، قد يكون هو ما تبحث عنه من خلال تلك الحملات الاعلامية بالفعل
ولكن لماذا نعود إلى مربع المفاوضات مرة اخرى؟ وهل تكون مختلفة عن ما سبق ام تكون كالسابق؟
اتفق نتنياهو وحركة حماس بصورة غير مباشره، الحفاظ على ما هم عليه، وذلك للمصالح الشخصية، بالرغم من محاولة فرض قوة كل طرف على الاخر، الا انه الان قد تختلف المعادلة خاصةً لدى نتنياهو، بعد التصعيد العالمي للاعتراف بدولة فلسطين في الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس الشرقية، مما يمهد اختفاء حماس وايضاً محاربة سياسة نتنياهو بحكومته المتطرفه، وايضاً وجود السلطة الفلسطينية بشكل شرعي مدعومة عالمياً وعربيا.. قد يدفع نتنياهو وحماس لتجديد اتفاقهم على اطالة امد المفاوضات وحدوثها ومن ثم العودة للحرب وإطالة أمدها، من اجل فرض واقع سياسي يكون صعب فيه قيام الدولة الفلسطينية، وذلك مع استمرار الحرب في غزة واحتلال اراضي اكثر، وتطبيق خطط E1 لفصل مخيمات الضفة عن بعضها وعن القدس ، والتوسع الاستيطاني داخل الأراضي الفلسطينة مما يجعلنا امام تحديات سياسية خطيرة فلسطينياً وعربيا ودوليا
في هذه الاوضاع نكون امام خيارات مختلفه هي:
١- استمرار الحرب والقتل وابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستمرار تضييق الخناق على الضفة الغربية واستمرار التوسع الاستيطاني.
٢- اتفاق هدنة انسانية خلال أسبوعين مقبلين، مقابل تنازل إسرائيل عن محور ميراج وتنازل حركة حماس عن المنطقة العازلة على طول القطاع وايضا عن شماله، والعودة للحرب مرة اخرى وإطالة أمدها، ليمهد احتلال اراضي واسعه داخل القطاع واستمرار قتل وابادة الشعب الفلسطيني
٣- الذهاب نحو الصفقة الشاملة تعزز الوجود الاسرائيلي في المنطقة، وانتهاء مهمة حركة حماس خارجياً وداخلياً وظهور نتنياهو بصورة البطل القومي الذي شارف على التقاعد السياسي، واستمرار الفوضى داخل القطاع بعد ظهور تلك الجماعات التابعه لجيش الاحتلال، التي قد تعيق تواجد السلطة الفلسطينية داخل القطاع بدعم عربي ودولي
جميع الحلول لديها رابح وخاسر، وجميعها اتفقت على ان الخاسر هو الشعب الفلسطيني