ترجمات عبرية

معاريف: مساء الخير أيها اليأس

معاريف – ايهود ياتوم – 22/7/2025 مساء الخير أيها اليأس

“مساء الخير أيها اليأس وليلة سعيدة أيها الأمل”، كتب يهودا بوليكر ويعقوب جلعاد. كم كانا محقان. فاليأس ليس النصيب الحصري لعائلات المخطوفين الاحياء الذين لا يزال يذوون في انفاق حماس والجهاد الإسلامي. ولا من نصيب العائلات الثكلى وعائلات الجنود في النظامي وفي الاحتياط الذين يقاتلون في الجبهات الكثيرة. كما أنه ليس فقط من نصيب المصابين بالجسد وفي الروح وأبناء عائلاتهم. اليأس هو من نصيب معظم مواطني إسرائيل، الذين يشاهدون خطوات حكومة القصور ولا يفلحون في فهم ما يجري.

حكومة تعنى بتشريع قانون لاعفاء عشرات الاف الشباب الحريديم من خدمة أمنية ووطنية، رغم واجبهم في حمل العبء والمساهمة في امن الدولة وتثبيتها. يصعب علي أن افهم كيف لا يريد زعماء الحريديم التوراتيين والسياسيين ان يفهموا عظمة اللحظة، الضائقة الخطيرة التي تعيشها الدولة في كل ما يتعلق بالنقص الحرج في الجنود وبالمخاطر الأمنية التي تهدد استقلالنا من كل حدب وصوب.

لا افلح في أن افهم حكومة إسرائيل وأساسا من يقف على رأسها، الذي يحاول الدفع قدما بقانون غير أخلاقي، غير وطني وغير قيمي كهذا. لا افلح في أن افهم أعضاء الحكومة والكنيست الذين يعطون اليد لسن هذا القانون الفاسد.

ليس بالامر الأهم تعنى حكومتنا في هذه الأيام الصعبة التي يخوض فيها الجيش حربا زائدة وعديمة الغاية ضد عدو ينتهج قتال حرب العصابات وينجح في أن يمس، يقتل ويصيب الجنود. أليس واضحا للمستوى السياسي بان الإرهاب وحرب العصابات لا يهزمان بوسائل عسكرية؟ الجيش الإسرائيلي ايضا، الذي هو من افضل الجيوش في العالم لا يمكنه أن ينتصر على عدو مرير ووحشي يستخدم ضدنا حرب العصابات.

لا اسلم بحقيقة انه بعد عشرين شهرا لا تزال الحرب تراوح في الوحل الغزي ويبعثون بجنودنا الى حرب زائدة نتائجها السلبية معروفة مسبقا. وكأنه لا يوجد جنود يسقطون ويصابون كل يوم، وكأنه لا يوجد جنود مصابون بالنفوس ويضعون حدا لحياتهم المتعذرة وكأننا أعدنا نازحين من جنوب البلاد ومن شمالها الى بيوت جديدة ومرممة.

بدلا من هذا تواصل الحكومة الانقلاب النظامي وتعنى بجنون مطلق بعملية اقالة المستشارة القانونية للحكومة، بعد أن أدت الى استقالة رئيس جهاز الامن العام روني بار.

أعضاء الحكومة يصرخون، يهينون ويشكون من الفريق ايال زمير ويصعبون عليه جدا إدارة الجيش والحرب. ادعاءاتهم عديمة كل أساس وتنبع من انعدام الفهم الذي يؤدي بالدولة الى منحدر سلس وخطير.

كيف يشعر جنود النظامي؟ كيف يشعر رجال الاحتياط الذين يخدمون منذ الان لمئات الأيام، بعد أن فقدوا مصدر الرزق، تضرر تعليمهم، وتنهار عائلاتهم؟ كيف يمكن أن نشرح هذه الخطوات التي تقوم بها الحكومة لناس نزهاء وعقلانيين؟ لاسفي، ليس لدي أجوبة.

ليس لدي جواب كيف لم تقم حتى اليوم لجنة تحقيق رسمية، وكيف حصل ان فقط قادة جهاز الامن اخذوا مسؤولية كاملة عن قصوراتهم واستقالوا من مناصبهم، وليس أي من رؤساء الدولة. للجيش والشباك مدراء ملزمون بتحمل المسؤولية عن قصورات مرؤوسيهم والتصرف باستقامة، بنزاهة، بقدوة شخصية، بقيمية واخلاق. المستوى السياسي لم يستخلص الاستنتاجات، لم يأخذ المسؤولية ولم يفرض على نفسه الاعتزال. الان على رئيس الوزراء ان يتخذ القرار، فيما هو يقف على رأس حكومة اقلية، ضعيفة وعديمة الوسيلة وان يوقف فورا الحرب، يسحب قواتنا الى حدودهم ويعيد الى الديار كل الـ 50 مخطوفا دفعة واحدة مقابل كل ما يتطلب في المفاوضات، من خلال الدول الوسيطة، حتى وان كان يدور الحديث عن الكل مقابل الكل.

لا ثمنا لاعادة المخطوفين الذين تركتهم الدولة لمصيرهم وخطفوا من بيوتهم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى