ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: رد إسرائيل على المذبحة في السويداء .. بين الواجب الأخلاقي والمصلحة الاستراتيجية

إسرائيل اليوم – غيرشون هكوهن – 18/7/2025 رد إسرائيل على المذبحة في السويداء .. بين الواجب الأخلاقي والمصلحة الاستراتيجية

في ظهر يوم الأربعاء فُهم في هيئة الأركان بانه في الاحداث القتالية في جبل الدروز في سوريا يكمن تهديد بتصعيد من شأنه ان يخرج عن السيطرة – وبناء على ذلك نقلت قوات من ساحة غزة الى الجولان. 

في لُباب كل قرار استراتيجي تعتمل معضلة بين طرق لا يستوي الواحد مع الاخر. هكذا، في الاعتبارات لوقف اعمال الجيش السوري في السويداء كانت ادعاءات مع وضد، مع مدى لا بأس به من المنطق. من جهة، ما كان يمكن لإسرائيل أن تتجاهل توقعات مواطنيه الدروز بالهروع الى حماية أبناء الطائفة في سوريا، ممن تعرضوا للاعتداءات بل وذبحوا بوحشية. من جهة أخرى، يجدر بإسرائيل أن تفكر جيدا بخطواتها في التدخل في دولة سيادية بالنسبة اليها يوجد احتمال لانهاء حالة الحرب في مسيرة تسوية. 

امام المعضلة، فان القرار الذي يتخذ في مثل هذه الأوضاع واع للتوتر الذي بين الطرق المتناقضة في المحاولة لايجاد نقطة توازن فضلى بينها، لكن من اللحظة التي يتخذ فيها القرار مرغوب الايضاح فيها للاعتبارات وطريقة تجسدها. 

الاضطرار الذي دفع الجيش الإسرائيلي للتدخل المباشر ضد جيش سوريا الجديد وضرب رموز الحكم في دمشق، ينطوي على بعدين من المصالح الاستراتيجية. في البعد الأول يندرج الاعتبار الأخلاقي الصرف – ذبح مواطنين دروز على ايدي عصابات جهادية وقوات جيش الشرع لا يمكنه الا يوقظ واجب التدخل بمنعه. كان بالتأكيد متوقعا من كل زعماء الدول في الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الاعتراف بواجبهم الأساس بعمل كل ما في وسعهم لوقف اعمال ذبح كهذه.

البعد الثاني هو استراتيجي – براغماتي. في سوريا بعد نظام الأسد تشارك بضع دول مجاورة تسعى لتحقيق نفوذ وقوة. الاتراك، بتنسيق مع قطر، يعملون على توسيع مجالات سيطرتهم الإقليمية.

السعودية، الأردن والعراق وكذا ايران لهم مصالح في التواجد والنفوذ في سوريا. لهم جميعهم مصلحة في التأثير على ميول تطور سوريا في المستقبل. في هذه النظرة، إسرائيل كجارة مهدد لا يحق لها ان تغلق على نفسها في نطاق “فيللا في الغابة”، متوقعة بموقف سلبي لشيء ما جيد يحصل.

احتكاك يستوجب استيضاحا ثاقبا

واجب حماية الدروز من قوات إسلامية جهادية يوفر لإسرائيل فرصة لاعمال عسكرية وإنسانية في مجال السوري وبث قوة تعبر عن مصلحة في نفوذ فاعل على ميول تطور سوريا. 

ثمة من يحذرون من أن التدخل الإسرائيلي يحدث تغييرا سلبيا من حيث موقف النظام في دمشق من إسرائيل لدرجة تفويت إمكانية التسوية والسلام، وكأن بضربها الجيش السوري حرقت إسرائيل الجسر للسلام. غير أن مثل هذا الجسر لا يمكنه أن يكون جسرا من ورق. جسر متين لنيل التسوية يجب ان يقوم على أساس اعتراف متبادل بالمصالح المتبادلة، وبينها المصلحة الإسرائيلية في حماية حقوق الطائفة الدرزية وباقي الأقليات في سوريا. 

الشرع بالتأكيد يعرف ويفهم مدى الالتزام الإسرائيلي بحماية الدروز، واذا كان تجاهله عن وعي – فقد تلقت إسرائيل بذلك تعبيرا عمليا عن تقدير حقيقة التسويات مع السوريين. في هذا الجانب، وفرت احداث هذا الأسبوع في جبل الدروز لإسرائيل فرصة لفحص مصالح الشرع في ميل التسوية مع إسرائيل، انطلاقا من احتكاك يستوجب استيضاحا ثاقبا. 

الطريق الذي ستنجح فيه إسرائيل في الايضاح لكل الجهات في المنطقة واجبها لحماية الدروز في سوريا، سيسمح لها أيضا بان تؤثر انطلقا من موقف قوة على اتجاهات تطور سوريا الجديدة. لاعمال إسرائيل سيكون تأثير في مفترق الطرق الذي بين الطريق الى الاستقرار والازدهار في العلاقات المتبادلة وبين نظام حدود يواصل الوجود في تهديد متبادل. في مثل هذا الموقف من السير السياسي الإسرائيلي بالنسبة لسوريا، كان القرار بالتدخل العسكري هذا الأسبوع ضروري تماما

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى