ترجمات عبرية

هآرتس: يجب التفكير بهذه القضية، أن تكونوا آباء لابن هو مجرم حرب

هآرتس – حجاي العاد – 15/7/2025 يجب التفكير بهذه القضية، أن تكونوا آباء لابن هو مجرم حرب

يقولون لاشخاص جائعين بأن يأتوا لاخذ الطعام في الساعة الحادية عشرة، لكنهم ياتون، كاشخاص جائعين غير منضبطين، في الساعة العاشرة. عندها يقولون للجنود بأن يقوموا بقصفهم واطلاق النار عليهم. عندها يقوم الجنود اليهود المنضبطين بقصفهم واطلاق النار عليهم، على العشرات والمئات منهم.

هل يوجد لكم ابن يخدم في سفينة صواريخ؟ ربما لديكم ابن هو مجرم حرب. هل هو رجل مدفعية، قناص؟ وبالطبع، في المقام الاول طيار؟ فكروا في هذا الامر. يمكن أنكم آباء لأحد مجرمي الحرب. لو لم يكن هكذا، ابنكم، لما كان يقصف اشخاص جائعين، غير منضبطين، جاءوا قبل الوقت بساعة. لقد بكروا بساعة لأنهم اشخاص جائعون. جائعون لأننا قمنا بتجويعهم.

هذا اكثر فظاعة من كفر قاسم. هذا اكثر فظاعة، ليس فقط بسبب ان “العلم الاسود” اصبح خرقة بالية، وليس بسبب الحجم المخيف الذي لا يقدر الآن، بل هذا اكثر فظاعة بسبب الصمت، ودعم الجمهور الساحق في اسرائيل، من الجميع. لقد اصبح من الواضح لكل شخص يعيش هنا بأنه لن تكون عندنا محكمة كفر قاسم اخرى. وبالتاكيد لن تكون محاكمات نيرنبرغ لمجرمي الحرب لدينا – القيادة العسكرية العليا والمستوى الحكومي. لن يكون هناك أي شيء، ولا حتى غرامة تبلغ عشر اغورات.

اين هي النيابة العامة العسكرية؟ تصمت. بالتأكيد هي تنشغل في تحسين اداء جهاز الطمس. عفوا، التحقيق – العسكري. ماذا بشأن رئيس الاركان؟ بالتاكيد هو يبحث في القاموس عن معنى كلمة “قيم”، لكنه يجد هناك فقط فراغ، حيث بالضبط من اجل ذلك قمنا باختراع كلمة “القيمية”، من اجل أن لا نتحدث عن الاخلاق، ومن اجل أن ننسى “لا تقتل”. أين هي المستشارة القانونية للحكومة؟ هي تنشغل ببيبي، وبالدفاع عنه من لاهاي. اين رئيس المعارضة؟ اين رئيس الكنيست؟ أين رئيس الدولة؟ تثاؤب، صمت، هم يقومون بالذبح.

تذكرون الخطابات في ذكرى مرور خمسين سنة على حرب يوم الغفران، قبل دقيقة من 7 اكتوبر – كيف تعلمنا، ما هو “ثقل المسؤولية”، كيف استخلصنا الدروس، كيف ان كل شيء تبين أنه هراء كبير، كلام فارغ، في كيبوتسات الغلاف وفي سديروت واوفكيم ونوفا. انهار من الدماء والعرق لا يمكن تخيلها. وفوق كل ذلك زعامة لم تتعلم أي شيء. رئيس حكومة مكيافيلي، الذي بفضله غولدا لم تعد الاسوأ منذ قيام الدولة. هم اقزام يتحدثون بصوت مرتفع. ولكن وراء ذلك لا يوجد أي شيء. اداء من استخلاص العبر بدلا من التواضع والمنطق السليم. 

هل تذكرون كل ذلك؟ الآن تذكروا كل خطابات يوم الكارثة، في كل الاحتفالات وفي كل الدروس، كيف تعلمنا من الكارثة ليس فقط ان اليهود لن يكونوا في أي يوم بدون حماية، بل ايضا الجندي اليهودي لن يكون في أي يوم مثلهم. هل تذكرون؟. هاكم بحر اخر من الكلمات الفارغة، هراء كبير، اداء فارغ من الالتزام بالقيم الانسانية الاساسية – وواقع من الجثث الممزقة في كل ارجاء غزة.

كلمات مثل الرمال، التحلل حتى الصميم، الجثث تتحلل تحت الرمال.

اصبح يمكن تخيل سيل الافتراءات التي ستطلق لا محالة حول “الضرورة العسكرية” والخطر الواضح والظروف المعقدة وتقييم الاستخبارات والتناسب والاجراءات المتشددة، يا لها من اجراءات. ولكن كيف يمكن للمرء تحمل هذا الكم الهائل من الكلام. الجميع يعرفون ما هي “الحاجة”، والجميع يعرف ما الذي تفعله اسرائيل في غزة: تدمير اكبر قدر ممكن وقتل اكبر قدر ممكن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى