ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الاستنتاج الوحيد إسرائيل تديرها حكومة غير سوية يجب اسقاطها

يديعوت احرونوت – رون بن يشاي – 15/7/2025 الاستنتاج الوحيد إسرائيل تديرها حكومة غير سوية يجب اسقاطها

ليس بقلب مرتاح أدعو الى اسقاط حكومة منتخبة في إسرائيل، لكن احداث الأيام الأخيرة أوصلتني الى استنتاج واحد ووحيد، استنتاج لم يسبق لي أن وصلت اليه في كل حياتي – شؤون دولة إسرائيل تديرها اليوم حكومة غير سوية. 

حكومة سوية ما كانت لتدفع قدما بانقلاب قضائي في ذروة حرب في سبع ساحات، ينبغي فيها اتخاذ قرارات في شؤون الحياة والموت وما كانت لتمزق هكذا الشعب، تزرع فيه الكراهية وتمس بدافعية القطاعات التي تقاتل وتتحمل العبء. 

حكومة سوية ما كانت لتتصور العمل على قانون يعفي 80 الف شاب مؤهل من التجنيد بل وتحفزهم على عدم التجند بعطايا يتلقونها على حساب دافع الضرائب. وذلك في الوقت الذي يتعطش فيه الجيش الى 10 الاف مجند كي يحافظ على الإنجازات الأمنية التي وصلنا اليها ويمنع التدهور الى حرب جديد بعد وقت قصير.

حكومة سوية ما كانت لتمزق نسيجنا الاجتماعي، ما كانت لتهدم “الدولة اليهودية والديمقراطية” التي قاتلنا ولا نزال نقاتل في سبيلها. 

ان التركيز على بنيامين نتنياهو كجذر كل الشرور ليس صحيحا. انها الحكومة كلها، بكل أعضائها. انا أخاف منهم. انا ببساطة أخاف منهم. تحليل العوامل والدوافع أن تكون حكومتنا صعدت الى مصاف “مسيرة السخافة” وتعمل بخلاف مصالحنا الأمنية والقومية وبخلاف المنطق السليم ابقيه لخبراء افضل واكثر خبرة مني في السياسة الإسرائيلية والنفوس التي وراءها، لكن يبدو أن التشويه الفكري والخسوف الذي عانت منه هذه الحكومة يؤدي بنا الى أفكار باتت غريبة، ضارة وخطيرة أكثر فأكثر. مثلا “المدينة الإنسانية” التي يطلب نتنياهو وسموتريتش من الجيش اقامتها بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا. حسب الخطة التي توجد منذ الان في الجيش لا يدور الحديث عن معسكر اعتقال لا سمح الله وبالتأكيد ليس عن معسكر إبادة، مثلما تدعي محافل معينة في اليسار الإسرائيلي وفي اعقابهم أيضا قسم من وسائل الاعلام الدولية. النية هي إقامة معسكر لاجئين كبير ستضطر إسرائيل لان تبذر من المليارات لاقامته وعلى شبكات المياه، المجاري، خدمات الصحة العامة والمستشفيات ا لضرورية لمئات الالاف في البداية ولمليون فلسطيني في نهاية المسيرة. 

لكن فضلا عن الزمن الذي سيكون ضروريا لاقامة معسكرات اللاجئين هذه والمقدرات التي ستستثمر فيها ليس واضحا أي هدف عسكري واي مصلحة إسرائيلية ستخدمها هذه “المدينة الإنسانية”. 

 يعتقد وزير الدفاع كاتس ورئيس الوزراء نتنياهو بان جمع السكان الفلسطينيين قرب الحدود مع مصر يقرب هجرة السكان اليها من قطاع غزة. سموتريتش يأمل بان هكذا ستفرغ له ولدانييلا فايس مناطق لاستيطان متجدد في قطاع الفلسطينيين، لكن هذا سيكون هذيانا تاما لان لن تكون أي دولة غربية مستعدة لان تستقبل عشرات الاف اللاجئين من غزة، ناهيك عن مئات الالاف. 

نصف الغزيين على الأقل مستعدون للهجرة من القطاع لكنهم سيفعلون هذا فقط الى دول غربية حيث سيتحسن وضعهم وليس الى دول قد تكون مستعدة لان تستوعبهم في افريقيا وفي آسيا حيث سيتفاقم وضعهم الشخصي فقط.

كما ان فكرة إقامة مدينة مؤطرة في جنوب القطاع تفصل السكان عن حماس ليست ممكنة التنفيذ ومنقطعة عن الواقع. مثلما حصل في المنطقة الإنسانية في المواصي وفي مناطق أخرى في غزة، فان أناس حماس بلا سلاح سينتقلون مع عائلاتهم الى المدينة الإنسانية جنوبي محور موراغ وهناك سيخوضون معارك شوارع مع أناس العشائر الذين سبق ان تمردوا عليهم، والذين هم أيضا سيأتون الى المدينة الإنسانية كي يحصلوا على الغذاء. “الصمامات” التي سيقيمها الشباك كي يرشح أناس حماس والجهاد الإسلامي من بين الوافدين الى المدينة الإنسانية سبق أن ثبتت عدم نجاعتها، عندما فر سكان شمال القطاع للنجاة بارواحهم الى المواصي وبينهم أناس حماس، وكذا عندما سمح لاولئك الناس بالعودة الى شمال القطاع والشركة الامريكية حاولت هي أيضا الفصل بين الإرهابيين وبين المدنيين غير المشاركين وفشلت.

نحن كمواطنين ملزمون بان نعترف بانه طالما بقيت هذه الحكومة في الحكم، فان أفكارا من هذا النوع ستتسبب بتبذير مقدرات وبضحايا في الأرواح في اوساطنا. واضح تماما ما ينبغي لهذه الحكومة أن تفعله كي تبقي دولة إسرائيل في يدها ما سبق أن حققته، وتمتنع عن مواصلة سفك الدماء والمقدرات التي المنفعة الهامشية له قلت بشكل دراماتيكي هذه الأيام. 

لو كانت لنا حكومة عقلانية وبراغماتية لكان رئيس الوزراء ووزراؤه فهموا واستوعبوا باننا في هذه الحرب انتصرنا قريبا في كل الساحات، ربما باستثناء اليمن. 

رئيس الوزراء، الذي يرى نفسه كالدرع المطلق للشعب اليهودي على اجياله غير مستعد لان يعترف بذلك لكن في غزة أيضا تبقى فقط قليل جدا مما يمكن اخذه من حماس من خلال اعمال الجيش الإسرائيلي. صحيح أن حماس لم تحسم، لكنها هزمت. هي لم تحسم رغم أن معظم قدراتها العسكرية، بما في ذلك الانفاق اخذت منها منذ الان لكن لا تزال لديها الإرادة للوقوف على قدميها وإدارة حرب عصابات من خلال خلايا صغيرة.

نتنياهو يرى في الإسلام المتطرف العدو المطلق الذي يجب الغاؤه من المنطقة تماما من خلال ابادته الجسدية او طرده الى مناطق أخرى. طالما كانت حماس توجد على مسافة 800 متر عن سديروت، فانها تشكل خطرا. نتنياهو ليس مخطئا، لكن كلفة – منفعة نصر عسكري مطلق يحاول أن يحققه من شأنها أن تجعل نصرا كهذا نصرا اشبه بالهزيمة لبيروس الذي قال “نصر آخر كهذا وضعنا”.

في كل حرب، سواء كانت هذه حرب ضد جيوش إرهاب او ضد جيوش لدول، فان القدم المنهية يجب أن تكون سياسية وهكذا أيضا يجب أن يكون في حرب 7 أكتوبر في كل سبع ساحاتها. في لبنان وفي سوريا نحن نوجد منذ الان في مسيرة الانتقال الى المرحلة السياسية، هكذا أيضا في ايران – وان كان هذا سيستغرف هناك زمنا أطول. وفي غزة يجب ان نعمل أمرين بالترتيب التالي: 

الامر الأول، إعادة المخطوفين. كلهم. عندها فقط يمكن للجيش، اذا لم يكن وقف نار دائم، ان يعمل بنجاعة ضد 3 – 4 مراكز الثقل التحت أرضية الأخيرة المتبقية لحماس في غزة. طالما بقي لدى حماس حتى ولو مخطوف واحد، فلن يتمكن الجيش من انهاء المهمة حتى وفقا بنهج نتنياهو وسموتريتش الذين ايديولوجيتهما اقرب بكثير مما يظهر للعيان. 

ان تحرير المخطوفين سينهي أيضا الجدال الهدام في إسرائيل الذي هو الاخر يقسم المجتمع ويزرع الكراهية فيه. 

الامر الثاني هو انه بالتوازي مع تحرير المخطوفين يجب أن نضمم مع الولايات المتحدة، مع دول المنطقة ومع السلطة الفلسطينية حكما جديدا في غزة. نعم، نتنياهو وسموتريتش ملزمان بان يسمحا للسلطة الفلسطينية ان تكون جزءً من اليوم التالي في القطاع، والا فسنضطر ان نختار بين تحول القطاع الى الصومال وحكم عسكري إسرائيلي سيتطلب منا مقدرات وقوى نفسية ليست لدينا. 

على إسرائيل ان تصر في المفاوضات على اليوم التالي في القطاع على مبدئين هامين: الأول، إسرائيل ستكون المسؤولة الحصرية والأخيرة على منها وامن مواطنيها. المبدأ الثاني، يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقيم دفاعا متقدما في أراضي القطاع. وطالما لم يتفق على هذين المبدئين فان من حق إسرائيل أن تصر الا يكون وقف نار دائم. كما ان على إسرائيل ان تساعد الولايات المتحدة وإدارة ترامب للوصول الى اتفاق في موضوع النووي والصواريخ مع ايران. هذا ممكن، لكنه يستغرق وقتا.

هذه هي خلاصة ما ينبغي ان تفعله حكومة في اسرائيل، تضع المصالح الأمنية والقومية امام ناظرها. لكن اذا لم تصعد هذه الحكومة في غضون أسابيع قليلة الى مسار عقلاني يخدمنا، نحن المواطنين، فلن يكون مفر. كلنا سنضطر لان نبذل الجهود لاسقاطها من خلال اضراب عام الى موعد نهاية في الاقتصاد يترافق وخروج جماهيري الى الشوارع. لا مفر امامنا. هكذا فقط مثلما يقال في الصلاة:”نرحل هذه الحكومة المغرضة عن البلاد” وننهي “مسيرة السخافة”، قبل ان تلحق هذه الحكومة اضرارا اخطر، ربما غير قابلة للتراجع بامننا وبنسجينا الاجتماعي. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى