إسرائيل اليوم: الاستعداد للواقع الجديد في الشرق الاوسط

إسرائيل اليوم – يوم طوف ساميا – 13/7/2025 الاستعداد للواقع الجديد في الشرق الاوسط
د. في علم الاجتماع والعلوم السياسية، قائد المنطقة الجنوبية سابقا
حر تموز – آب 2025 و 21 شهرا سبقهما من شأنها ان تؤثر سلبا على استمرار ترجمة الواقع في الشرق الأوسط. ينبغي النظر الى الواقع مباشرة في بياض العين، والعرض على الزعامة في إسرائيل بخاصة وفي العالم بعامة اتخاذ نهج مغاير تجاه ما يجري وبالتأكيد عدم البقاء “عالقين” في 6 أكتوبر 2023، وعدم الانتعاش من النجاحات التي حققتها الضربات لحماس، لحزب الله ولايران.
أولا – لا يوجد شيء يسمى “منظمة إرهاب مردوعة”. هذا قول ونقيضه. الردع معناه الخوف من رد يضر بالسكان وبالبنى التحتية. لكن بالنسبة لمنظمات الإرهاب، فان معاناة السكان تزيد مخزون تجنيدها. عندما تمولها دولة مثل ايران، فانها غير معنية بالبنى التحتية المدنية. 21 شهرا من القتال في غزة مع حتى 6 فرق هي الدليل المر على ذلك – فالجيش المصري هزمه الجيش الإسرائيلي بفرقتين.
ثانيا – منظمات الإرهاب الكبرى لا يمكنها أن تعيش دون دعم من دول غنية. في منطقتنا تعمل ما لا يقل عن 3 دول داعمة للارهاب: ايران، قطر وتركيا، وهذه تفضل البقاء خارج الصورة العلنية، لكنها تدعم بالتصريحات، بالسلاح وبالميزانيات.
ثالثا – عندما تتضمن دولة داعمة للارهاب ذراعا يعرف كمنظمة إرهاب ويسعى الى سلاح نووي، فان نقطة الانطلاق يجب أن تكون أن يصل هذا السلاح الى المنظمات. بغياب الردع فان استخدام السلاح النووي سيخرج عن قواعد الاستخدام بين الدول.
رابعا – نحن نوجد في حرب وجودية على الأقل للسبعين سنة القادمة. 22 دولة إسلامية وبخاصة خمس أو ست ودول وكيانات لا تريد دولة يهودية بين نهر الأردن والبحر المتوسط. الحرب هنا لم تنتهي ويوجد فرق بين انتصارات في المعركة وبين انهاء النزاع.
خامسا – لا يوجد تهديد خارجي وجودي على إسرائيل لا يمكننا ان نعطيه جوابا. من 1947 وحتى اليوم دوما انتصرنا في نهاية الامر. الخطر الوجودي الحقيقي يكمن في الصدوع في المجتمع الإسرائيلي.
سادسا – من عول على العالم الغربي، على أوروبا، على الأمم المتحدة وعلى المنطقة – يخيب ظنهم هذه الأيام، في ضوء سيطرة اللاسامية على الرأي العام في الجامعات، في مؤسسات الرياضة، في الأمم المتحدة وفي لاهاي. زعماء إسرائيل والعالم ملزمون بان يهتموا بهذه المباديء الستة في سياق حملة السنتين الأخيرتين بشكل مختلف عما فعلوه حتى 6 أكتوبر 2023.
المدى القصير – خطوات فورية
إعادة المخطوفين: هذه الحقيقة تقضم وتضعف جدا ثقة الشعب في تشجيع التجند للجيش وفي الاستيطان في بلدات الجبهة بل وتؤكد فجوة إضافية في الشعب المنقسم على أي حال في صدوع عديدة. وبالتالي فانه تحت فكرة “للقيم لا يوجد ثمن” إسرائيل ملزمة بان تعيدهم كلهم بأسرع وقت ممكن.
عن الوقف الفوري للحرب وعن التنازلات لحماس لن اتوسع هنا. بداية، لانه لا يوجد ما يدعوني لان اساعدهم في المفاوضات، وثانيا لانه لا يهم كم نلبي من مطالبهم مقابل كل المخطوفين الاحياء والاموات، فاني اثق بحماس لان توفر لنا أسبابا للعودة للسيطرة على مناطق أمنية في قطاع غزة واساسا على محور فيلادلفيا الذي يفصل بين غزة ومصر. هذا محظور تركه مرة أخرى، لان هذا يتعارض حتى مع اتفاقات أوسلو – التي يعرف فيها فيلادفيا كمنطقة عسكرية مغلقة بسيطرة الجيش الإسرائيلي.
استمرار القتال: يجب مواصلة القتال بلا هوادة في يهودا والسامرة، في لبنان وفي غزة.
وقف الإرهاب اليهودي: بالتوازي، من الواجب وقف الإرهاب اليهودي فورا – هذا إرهاب من شأنه ان يؤدي الى حرب أهلية. يدور الحديث عن حفنة صغيرة بالنسبة لمئات الاف المستوطنين في يهودا والسامرة الذي هم معظمهم ككلهم هم ملح الأرض. اكثر مما نحن نحافظ على اخلاق القتال – اخلاق القتال تحافظ علينا، على يهوديتنا وعلى قيمنا.
إصلاحات داخلية: تشكيل لجنة تحقيق رسمية تفحص مفهوم الامن من العام 2000 وحتى اليوم. تقصير فترات الاحتياط وتجنيد واسع لكل أبناء الـ 18 لخدمة ذات مغزى. التجنيد ليس “مساواة في العبء بل الحق لوجود الدولة”.
انتخابات: مع نهاية الحرب يجب الإعلان عن انتخابات جديدة. الصدمة في السنوات الثلاثة الأخيرة تستدعي الطلب المتجدد لثقة الجمهور.
المدى المتوسط – تغيير بنيوي
Dead Zones: يجب إقامة مناطق مجردة من السلاح – في لبنان جنوبي الليطاني وفي غزة حزام من الف متر عن الجدار. يجب تنفيذ فصل مطلق بين مصر غزة وبقاء دائم في فيلادلفيا الموسع.
ترميم الجيش الإسرائيلي: ترميم روح الجيش وقيمه، أساسا في جانب الثقافة التنظيمية. فمركزية القرار في هيئة الأركان نزعت صلاحيات القادة في الميدان. مطلوب مراجعة المنبى التنظيمي وملاءمته مع التحديات الجديدة.
مجلس الامن القومي: إعادة تشيكل المجلس بحيث يضم مهنيين وليس سياسيين، مع صلاحيات رفع تحليل موضوعي للحكومة.
في المدى البعيد – رؤيا وطنية
في المدى البعيد، مطلوب رؤيا متجددة لإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية أحادية القومية، تحرص على المساواة في الواجبات وفي الحقوق لعموم مواطنيها. المبدأ الموجه: السلام الداخلي اهم من السلام الخارجي. السلام الخارجي بدون سلام داخلي سيجلب حروبا داخلية وخارجية.
الرسالة الدولية يجب أن تكون واضحة: استمرار وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية غير قابل للمفاوضات. هذا هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه السياسة الاسرائيلية في العقود القادمة.