يديعوت احرونوت: واشنطن زاوية الرياض

يديعوت احرونوت 4/5/2025، آفي كالو: واشنطن زاوية الرياض
مئة اليوم الأولى لولايات ترامب الثانية ليست وقتا للاجمال، لكنها بالتأكيد تشكل قراءة للاتجاه الذي تسير فيه. السنوات الأربعة القريبة القادمة ستتميز بانعدام اليقين، التحلل من أنماط السلوك، هزة اقتصادية وتوسيع النزعة القتالية، فيما تتراجع التحالفات التقليدية امام النزعة القومية. وهذه تحقق منذ الان كما يبدو ولاية فوضوية لزعيم العالم الحر الذي يسعى الى تخريب “النظام القديم”.
مثال أول على ذلك يكمن في سياسة الجمارك التي تضعضع المفاهيم الأساسية للتجارة العالمية. فعقب فكره الذي يربط النفوذ والمال معا، فان العالم السُني في الشرق الأوسط يحتل مكانا مركزيا في اجندة ترامب. فزيارته الأولى الى المنطقة بعد نحو أسبوعين ستتركز في السعودية واتحاد الامارات، الحليفين الغنيين للولايات المتحدة. وبينما لدى الاماراتيين سيتجه الاهتمام الى توسيع التعاون الاقتصادي، فان الزيارة الرئاسية الى الرياض ستكون هي الأهم. وعلى الأقل في هذا السياق بقي ترامب ثابتا – في ولايته الأولى ايضا، كانت زيارته الأولى الى الخارج في المملكة. الاستعراض الذي خط في الذاكرة كنجاح مدوٍ من ناحيته، مع صفقات سلاح بقيمة مليارات الدولارات.
ظاهرا، زيارة الرئيس الأمريكي القريبة الى الرياض تلوح كقصة نجاح أخرى. في اطارها من المتوقع الإعلان عن مشتريات سعودية للسلاح الأمريكي بقيمة نحو تريليون دولار – ما يشكل تحديا للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة. لكن فضلا عن ذلك، فان الدراما الحقيقية هي استعداد البيت الأبيض السماح للسعودية تطوير قدرات نووية مدنية على أراضيها. تفاهمات كهذه ستزيد الامكانية الكامنة لسباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. الخوف في أروقة الكونغرس (اتفاق نووي مدني يستوجب مصادقة مجلس الشيوخ) هو أن في المستقبل ستستغل الرياض البرنامج النووي لتطوير قدرات نووية عسكرية.
وسيسأل سائل أين إسرائيل؟ وبالفعل يخيل ان محور واشنطن زاوية الراض يعمل من فوق رأس القدس. وبينما كان الموقف الأمريكي التقليدي (بما في ذلك موقف إدارة ترامب الأولى) هو أن التقدم في عالم النووي المدني في المملكة يرتبط بالتطبيع مع إسرائيل لكن الان، ترامب – من مكان الدافع لانجازات فورية الى جانب التشكيك في نية إسرائيل لانهاء الحرب – يسعى الى الالتفاف على إسرائيل، بشكل كفيل بان يمس بالمصالح الإسرائيلية بعيدة المدى وبجهود التطبيع (هذا رغم ان الزيارة كفيلة بان تدفع قدما مرة أخرى بالمفاوضات لصفقة المخطوفين).
لا توجد أي مساحة طيبة في مجال العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل لم تتضرر بالشلل الاستراتيجي العضال الذي تعاني منه حكومة نتنياهو السادسة. هذا الشلل ينبع من المحاكمة الجنائية الطويلة طول المنفى لرئيس الوزراء واحتياجات البقاء لائتلافه، والمتعلق في ايدي متطرفين ومسيحانيين على حد سواء.
ان انعدام القدرة والأهلية للحكومة لان تتعاطى وان كان بشكل محدود مع الطلب السعودي بافق ما للموضوع الفلسطيني، يشهد مرة أخرى كم هي إسرائيل تصبح في نظر الكثيرين في العالم مصدر تـأخير. في نظرهم فقدت القدس كل أساس للسياسة الفهيمة، المسؤولة والمتوازنة – الأمور التي كانت من ميزاتها. وحيال اضرار الحكومة في مجال العلاقات الخارجية، وحيال التحديات الإقليمية ثقيلة الوزن التي تقف امامها إسرائيل في العقد القادم – على الجمهور ان يسأل نفسه هل هذه هي القيادة التي صلى لها: ها نحن قادمون؟