ترجمات عبرية

هآرتس: علينا مواصلة ملاحقة نتنياهو ورفض المشاركة في حرب الاستنزاف العشوائية

هآرتس 24/4/2025، اوري مسغاف: علينا مواصلة ملاحقة نتنياهو ورفض المشاركة في حرب الاستنزاف العشوائية

في اوج الشرخ وفي بداية أيامنا الرهيبة، التي هي على شكل أيام احياء ذكرى الكارثة والجنود الإسرائيليين الذين سقطوا، ارغب في تقديم منظور للامل السياسي. اعتقد ان البيبية تقترب من نهاية الطريق وأنها تجاوزت الذروة، مثل مسيحها الكاذب والمخادع.

بنيامين نتنياهو لم يعد يجر خلفه الجموع، بل فقط من هم على شاكلته. بسبب كبر سنه ومرضه فان ظهوره امام الجمهور لم يعد يثير الاعجاب أبدا، ومقاطع الفيديو التي ينشرها تستهدف تقوية القاعدة المتقلصة، لكنها لا تجدد أي شيء للجمهور الواسع الذي تعب منه ومن الوضع. دعابته تذكرنا بدافيد ترخان (كذبة قطر). ان محاكمته تجري في الواقع على شكل مهزلة، لكن خطاباته هناك تنقل الصعوبة والضائقة.

مكانته الدولية في الحضيض. قليلة هي الأماكن التي يمكنه الهبوط فيها بدون أن يعتقل. ترامب لم يعد يحسب أي حساب له. وبوتين بالتأكيد كذلك. أوروبا الغربية تشمئز منه. نجله يقول للرئيس الفرنسي “اذهب الى الجحيم”، وقد انجر وراءه بصوت ضعيف. من شعار “دوري آخر” بقي فقط الهبوط درجة في الدوري.

ائتلاف الهراءات الموجود لديه ثبت الآن في الاستطلاعات عند 44 – 45 مقعد. هذه هي الابعاد الحالية للكتلة البيبية – الكهانية – الحريدية – المسيحانية. هي اقل بكثير من المطلوب، واقل بكثير من الـ 68 مقعد. لقد حان الوقت للتعامل معهم بهذه الروحية: حكومة اقلية عديمة الشرعية. هاكم على سبيل المثال بتسلئيل سموتريتش، الذي يفعل ضجة ويحصل على عناوين يوميا. في كل مرة يشرح فيها بأن إعادة المخطوفين ليست الامر الأكثر أهمية، ويصرخ على رئيس الأركان ويستخف برئيس الشباك، يجب القول في وجهه: أنت توجد عميقا تحت نسبة الحسم، والكنيست القادمة ستشاهدها في التلفزيون. أنت وزير فاشل ومتهرب ضليع، الذي ابنك البكر تمكن منذ 7 أكتوبر من القيام بخطوبة وزواج وجعلك جد في جيل الـ 44، والفوز بالقرعة بقطعة ارض بسعر منخفض جدا – فقط هو لم يتجند. من أنت لتقدم المواعظ لأي شخص عن أي شيء.

نحن نميل الى نسب لنتنياهو ومساعديه قوة غير محدودة. هذا طبيعي إزاء امساكهم بدفة السلطة، فقدان العنان والخجل وسجلهم في تدمير إسرائيل. القلق والخوف في محلهما. ومحظور علينا التوقف. ولكن مهم أيضا أن نتذكر نجاح الصد. الواقع الذي كشفه رونين بار في تصريحه المشفوع بالقسم يدل على عمق الخطر، ولكنه أيضا يدل على خلاصة فيها لم يتم اتخاذ حتى الآن أي من الطلبات غير الديمقراطية. رئيس الأركان ايال زمير يبدو أنه اصبح يدرك مع من يتعامل. حتى المفتش العام للشرطة داني ليفي أوضح مؤخرا، حيث كان الوزير المسؤول عنه بن غفير مذعور بجانبه في بث مباشر، بأنه سيمتثل للقانون وقرارات المحكمة.

التقدير الزائد لقوة الأشرار ينبع أيضا من التحيز الإعلامي. القناة الدعائية 14 ومجانينها يصرخون ويشتمون بقوة، لكن نسبة مشاهدتهم محدودة. والناشرون لا يسارعون الى استثمار الأموال لديهم. وسائل الاعلام الحرة مهذبة ورسمية جدا، واحيانا خائفة، وبعضها متملق. الشبكات تغرق بالحسابات الوهمية والمزيفة ومن المخيف تصفحها. ولكن عندما حاول يئير نتنياهو تحريك مظاهرة من ميامي، من خارج مقر الشباك، وصل الى هذه المظاهرة خمسة اشخاص فقط. المظاهرات ضد جهاز القضاء وصفقة المخطوفين وصل اليها عدد قليل. البيبية بصورتها الحالية تذكر بعرض قليل الميزانية برئاسة عائلة لا تقوم بعملها بشكل سليم، بعض مستشاري الاعلام الذين يدهم في كل شيء وغارقين حتى اعناقهم، ومحامي واحد ينشغل ويمثل الجميع.

الخسارة الفظيعة في حرب 7 أكتوبر لا يمكن استرجاعها. الغضب لا توجد له نهاية. نحن تدحرجنا منه أيضا الى كارثة ثانية على صورة قتل متواصل وعشوائي للمدنيين، والنساء والأطفال. ليس فقط غزة المهدمة، أيضا الصورة الإنسانية لاسرائيل وجيشها ستحتاج الى ترميم متواصل. قبل ذلك يجب علينا مواصلة ملاحقة نتنياهو ومساعديه في كل مكان، والوقوف امامهم بصلابة بكل الطرق. وأن نرفض المشاركة في حرب الاستنزاف العشوائية التي لا أساس لها، والتعلم من التاريخ بأن الظلام أيضا له تاريخ انتهاء صلاحية.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى