ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: ليس عدم ثقة، بل عدم ولاء شخصي

إسرائيل اليوم 17/3/2025، يوآف ليمور: ليس عدم ثقة، بل عدم ولاء شخصي

قرار رئيس الوزراء تنحية رئيس الشباك يسرع الشرخ الداخلي ويقرب إسرائيل خطوة أخرى الى حرب أهلية. 

ان تنحية رونين بار، التي تعد في نظر مؤيدي بنيامين نتنياهو كخطوة واجبة وفي نظر معارضيه كخطوة أخرى لتقويض الديمقراطية – تقطع الحبل شبه الأخير الذي ربط بين قسمي الشعب. لئن كانت الحكومة حذرت قبل الحرب من أن إسرائيل تضعف وتفقد قوتها، فان هذا التحذير يصدح الان بقوة غير مسبوقة. 

سنة ونصف في الحرب، واكثر من سنتين منذ قامت حكومته الحالية، يسرع نتنياهو مسيرة تطهير مراكز القوى في قيادة الدولة. بعد أن نجح في التخلص من رئيس الأركان هرتسي هليفي ومن وزير الدفاع يوآف غالنت حان امس دور رئيس الشباك رونين بار، فيما أن في الخلفية بدأت منذ الان الإجراءات لتنحية المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا. ان قطع رؤوس جماعي كهذا محفوظ لمعظم الأنظمة الاستبدادية. 

ان التمسك بدونالد ترامب كمصدر الهام هو ذريعة فقط: الحكومة ورئيسها يحاولان ان يزيحا عن طريقهما كل ما ومن يفصل بينهما وبين الحكم المخلد. اضيفوا الى هذا رفض الالتزام بقرارات المحكمة العليا (والحرب الدائمة عليها)، التعيينات المغرضة، الأموال المخصصة فقط لاناسنا والتمييز بين الدم والدم في الخدمة في الجيش – وستحصلون على مسار مباشر الى الدكتاتورية. 

رئيس الوزراء يرى نفسه فوق كل اشتباه

ادعى نتنياهو أمس بان علة التنحية هي عدم الثقة بينه وبين بار. عدم ثقة كهذا ساد بين نتنياهو وكل رؤساء الأركان، رؤساء الموساد ورؤساء الشباك الذين خدموا تحته في سنواته الطويلة كرئيس الوزراء، مع ذلك لم يفكر حتى في أن ينحي أيا منهم. السبب هو انه لم تكن ابدا علامة استفهام حول لمن يعطى ولاؤهم: لدولة إسرائيل، التي باسمها ومن أجلها يعملون. الاختلاف الان هو ان نتنياهو يطلب من رؤساء جهاز الامن الولاء الشخصي، كشرط لمواصلة ولايتهم. وعندما يكونون مطالبين بان يختار بين مصلحة الدولة ومصلحته فانه يتوقع ان يختاروه.

قضية قطر غيت التي يحقق فيها الان هي دليل على ذلك. كما كتب هنا أمس، في دولة سليمة كان على نتنياهو أن يقود التحقيق بطلب استنفاده حتى النهاية وفي ظل الوعد بان يبعد عن محيطه كل من هو مصاب بالقضية. حقيقة أن نتنياهو يتصرف العكس لا تدل فقط على أنه يخاف مما سيتبين: هي توضح انه يعتقد عن حق وحقيق بانه هو ومحيطه يوجدون فوق كل اشتباه وتحقيق. 

يمكن الافتراض انه استمرارا لتنحية بار سيسعى الى تعيين رئيس شباك يدفن القضية، بالتعاون مع مفتش عام وشرطة يخدمان منذ الان الحكم على المليء (مثلما تبين من قرارهما السريع لاستدعاء رئيس الشباك السابق نداف ارغمان الى التحقيق). ان تنحية بار، لأول مرة في تاريخ الدولة ينحى فيها رئيس شباك او جهاز امني آخر – ستقر بالتأكيد في الحكومة. ومن المتوقع لها مع ذلك ان تواجه مصاعب قضائية لا بأس بها، وعلى أي حال ألمح بار أمس بان هذه خطوة مرفوضة.

ليس واضحا أيضا ما الذي سيحصل في الشارع الإسرائيلي. صحيح ان الاحتجاج ضد الحكومة تآكل في اشهر الحرب الطويلة، لكنه يتلقى الان حقنة تحفيز لم تعطى له منذ التنحية الأولى ليوآف غالنت من وزارة الدفاع في اذار 2023. هذه أيضا وصفة لتسريع مسيرة تفكك قسمي إسرائيل. يتبين أن كل ما تحقق في الحرب من شأنه أن يضيع هباء.

على بار ان يرحل بسبب القصور الذي وقع في ورديته وبمسؤوليته. وقد أوضح ان هذا ما سيفعله. لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن الحكومة التي تقيله هي الحكومة ذاتها التي وقعت الكارثة في ورديتها ومسؤوليتها الموازية، المسؤولية التي ترفض ان تأخذ بها او حتى ان تحقق فيها: فأمس فقط رفض نتنياهو اقتراح حل وسط لاقامة لجنة تحقيق رسمية. وأوضح عمليا ان من ناحيته الكارثة لا تعود له. 

ان حقيقة أن اغلبية الشعب تريد شيئا آخر غير ما يريده – في موضوع لجنة التحقيق، في موضوع المخطوفين، في موضوع التملص من الخدمة – تدل الى أي مدى ابتعدت الحكومة عن الجمهور الذي انتخبها وانشغالها الوحيد هو في حماية وتثبيت قوتها وحكمها.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى