ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: انخفاض حجم العمليات في الضفة

يديعوت احرونوت 24-12-2024، اليشع بن كيمون: انخفاض حجم العمليات في الضفة

الأرقام وان كانت تتحدث من تلقاء نفسها وتمثل هبوطا في معدلات العمليات في الضفة لكن ينبغي التحفظ والقول ان كل شيء في هذه المنطقة هو شيء مؤقت. هذه جبهة كل شيء فيها يمكن أن يتصاعد في لحظة كنتيجة لعملية، عمل عسكري او تطور سياسي.

بعد هذه الصراحة ينبغي اسداء الثناء.: في العام 2024 طرأ هبوط هائل في عدد العمليات في الضفة. فحسب معطيات جهاز الامن، فان العام 2024 الذي سينتهي قريبا لم تكن هناك سوى 254 عملية مقابل 847 في العام السابق و 342 في العام 2022. من ناحية “المقاومة الشعبية” – رشق الحجارة والزجاجات الحارقة – في العام 2024 وقع 1.188 حدث كهذا مقابل 3.256 في العام 2023 و 3.779 في العام 2022.

وبالذات كمية القتلى في الجانب الإسرائيلي، مدنيين ومقاتلين من الجيش في نشاطات عملياتية، بقيت الى هذا الحد أو ذاك متشابهة في السنوات الثلاثة الأخيرة. عدد القتلى الفلسطينيين في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في العام 2024 بلغ 497. اما في العام 2023 فقد قتل 504 فلسطيني، كمية مشابهة تقريبا، لكن في العام 2022 لم يقتل الا 155. وبادعاء جهاز الامن فان 97 في المئة من القتلى مخربون. منذ بداية الحرب في المناسبة اعتقل في قيادة المنطقة الوسطى 2.350 مخرب ينتمون لحماس.

في موضوع الجريمة القومية اليهودية يوجد انخفاض في كمية الاعمال الموثقة. في العام 2024 سجل 663 حدث جريمة قومية مقابل 1.045 حدث في العام 2023 و 947 في العام 2022. فهل يعكس التغيير انخفاضا في العمليات ام انخفاض في الانفاذ: من الصعب أن نعرف.

إذن ما الذي أدى الى الانخفاض في حجم العمليات؟ قائد المنطقة الوسطى آفي بلوط، الذي كان في منصبه السابق قائدا لفرقة المناطق، وضع اصطلاح “إرهاب يلتقي جيشا – مواطن يلتقي روتينا”. بما يتناسب مع ذلك فان قيادة المنطقة الوسطى تركز على ابعاد مخاطر العمليات عن المستوطنات ومحاور حركة السير. ورسم الجيش خريطة المناطق الخطيرة ونفذ اعمالا هندسية تبعد القرى الفلسطينية والمخربين المحتملين عن الأماكن التي يوجد فيها يهود. بل اقام مواقع في عمق الأراضي الفلسطينية وهكذا ابعد الاحتكاكات عن المدنيين. كما اجري تغيير في توزيع جبهات القيادة لاجل ادخال النجاعة بالاعمال الهجومية التي يقوم بها الجيش: قرى في شمال السامرة نقلت من لواء الغور الى لواء منشه؛ جبهة طولكرم انتقلت من لواء منشه الى لواء افرايم. غوش تلمونيم نقلت الى لواء بنيامين.

 تسليح ثلل التأهب

كجزء من استخلاص الدروس من 7 أكتوبر تعززت المستوطنات اليهودية بوسائل قتالية وأصبحت قلاعا عمليا وذلك بنية انه في حدث متطرف يتمثل بمحاولة السيطرة عليها يكون لاناس ثلل التأهب الأدوات المركزية للصمود حتى وصول قوات الجيش. كما توجد تغييرات في موضوع جدار الفصل. الماكثون غير القانونيون لا يزالون موجودين – حسب التقديرات يدور الحديث عن نحو 40 الف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل بشكل غير قانوني – لكن قدرة التصدي لهم في حالة الطوارئ تحسنت جدا. ففضلا عن إقامة عائق في أجزاء واسعة من جدار الفصل يوجد استخدام لوسائل تكنولوجية جديدة تعطي جوابا للقوات المنتشرة على الجدار اذا ما نشأت حاجة.

في السنوات الأخيرة، كما تجدر الإشارة، طرأ تغيير في شكل المقاومة في الضفة. في العام 2015 كانت موجة عمليات ما سمي في حينه “المنفذ الفرد”: بدون شبكة، بدون توجيه، بدون انتماء تنظيمي، فلسطيني كان يأخذ سكينا ويسافر لتنفيذ عملية. فضلا عن انه من الصعب العثور مسبقا على مشبوهين كهؤلاء، فان المشكلة الأكبر كانت التقليد”: فعندما كانت “تنجح” عملية كانت تجر وراءها سلسلة من “المقلدين”.

هذه الظاهرة لا تزال موجودة، وان كان بقدر اقل، لكن بالتوازي عادت خلايا التنظيمات الاصلية التي تعمل بتوجيه محلي من حماس ومنظمات أخرى. وهذه أدت الى ارتفع في العمليات الانتحارية، واساسا السيارات المتفجرة.

المخيمات

في السنوات الثلاثة الأخيرة تطور تهديد جديد. المنظمات في المخيمات التي تسمي نفسها “كتائب”، في مخيمات عديدة، أساسا في شمال السامرة بنيت هياكل لمنظمات صغيرة. مزودون بمال كثير اقام المخربون غرف عمليات، شقق اختباء وبنى تحتية. نشروا في المخيمات كاميرات حراسة، لغموا محاور حركات السير بالعبوات الناسفة ويخوضون معارك اطلاق نار مع الجيش الإسرائيلي. من قدم الالهام كانت منظمة “عرين الأسود” التي عملت في نابلس في العام 2022. وقد صفيت في اعمال مكثفة قام بها الجيش والشباك لكن “مواصلي دربها” لا يزالون. “كتائب المخيمات” لا تتواصل الواحدة مع الأخرى لكن توجد لها نقطة مشتركة: حماس وايران توفران لها الأموال وتحاول تبنيها.

مسألة أخرى هي مسيرات المسلحين في المخيمات، والتي تجرى أحيانا بمسافة بضع دقائق سفر عن قلب البلاد. الإحباط مركب، إذ يدور الحديث في الغالب عن نشطاء مسلحين يحرصون على احاطة انفسهم بغير المشاركين من الأطفال أساسا. وفضلا عن ذلك فان صور المسيرات تنشر لاحقا بحث أنه في الزمن الحقيقي لا تكون معلومات حديثة. اما في قيادة المنطقة الوسطى فيشرحون بان الجيش والشباك يعثرون على المسلحين باثر رجعي ويمسون بهم.

جبهة هامة أخرى هي الحدود الشرقية. هذه حدود مع دولة يوجد لإسرائيل معها سلام، وبالتالي توجد حساسية تجعل من الصعب العمل بحرية. من جهة أخرى، الإيرانيون وحماس يحاولون المرة تلو الأخرى ادخال السلاح عبر هذه المنطقة. ويجري هذا في الغالب على ايدي مهربين ببساطة يلقون بحقائب السلاح من وراء الجدار ويأتي الفلسطينيون او عرب إسرائيليون فيأخذونه. فالى جانب إقامة فرقة جديدة تعمل على خط التماس، في القيادة يشددون على استخدام وسائل تكنولوجية وتعاون في الميدان مع الأردنيين لمكافحة الظاهرة.

وختاما ينبغي التطرق لاعمال أجهزة الامن الفلسطينية في قلب مخيمات اللاجئين في  جنين وطولكرم. أبو مازن ينهي أسبوعين من الاعمال ضد المخربين المسلحين في قلب المخيمات. حتى الان تتقدم الأجهزة نسبيا بشكل إيجابي، لكن من السابق لاوانه القول الى أن سيتطور هذا. لماذا حصل هذا؟ السبب البارز هو الرغبة في الاستعراض للعالم بان السلطة الفلسطينية قادرة على تحقيق الحوكمة والنظام ما يحسن برأي قادتها الاحتمال في أن تنقل السيطرة في قطاع غزة الى ايديها في اليوم التالي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى