ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بينما تتقدم التسوية في الشمال الواقع في غزة يتعقد وقد نغرق في وحلها 

إسرائيل اليوم 24/11/2024، تسفيكا حايموفيتش: بينما تتقدم التسوية في الشمال الواقع في غزة يتعقد وقد نغرق في وحلها 

بعد 13 شهرا من الحرب في سبع جبهات وبعد أسابيع من تغيير سلم الأولويات بين ساحة غزة ولبنان مع مناورة برية في المجال القريب للحدود وحجوم هجمات غير مسبوقة من سلاح الجو في عمق لبنان وفي الضاحية الجنوبية بخاصة، يبدو أن المعركة امام تغيير. 

بخلاف المعركة في غزة، التي منذ بدايتها كان واضحا ان التسوية ليست غاية الحرب (عندما ترفض الحكومة البحث “في اليوم التالي” ولا يوجد توافق على صاحب السيادة في غزة بعد الحرب، فان حكم الحرب ان تستمر وكذا أيضا بقاء حماس كحاكم في قطاع غزة)، سياقات التسوية في الشمال تصل الى السطر الأخير في ظل إصرار إسرائيل على شروط محسنة لتجسيد الإنجازات العسكرية. 

التسوية في الشمال معقدة، أساسا آليات الانفاذ وتطبيق الشروط التي تصر عليها إسرائيل وعن حق. ومع ان التسوية، حين يتفق عليها هي بين حكومتي إسرائيل ولبنان لكن اثنين بدونهما لا تكون التسوية هما بالذات ليسا المشاركين المباشرين. كل تسوية مهما كانت ستمر تحت عيون ومصادقات الإيرانيين من جهة وإدارة ترامب من جهة أخرى ولكل واحد منهما مصالح مختلفة ساحتنا المحلية هي فقط وسيلة للدفع قدما وحماية مصالحهما. معقد – سبق أن قلنا.

بالمقابل، الواقع في غزة معقد اكثر بكثير. طالما كانت حكومة إسرائيل غير مستعدة للبحث في “اليوم التالي” لحماس في غزة، سنشهد حملات اجتياح وسيطرة مؤقتة للجيش الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة (اليوم جباليا وغدا ماذا؟)، الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي وخلايا المخربين سيستمر، والثمن الذي سندفعه بحياة مقاتلينا سيرتفع. يبدو أنه بدون تسوية جوهرها انهاء الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فان الاحتمال لتحرير 101 من اناسنا المأسورين في غزة طفيف اكثر من أي وقت مضى، وبالتأكيد حين تكون هناك جهات في الحكومة تتحدث عن إدارة مدنية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بل وعن استئناف الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة. واذا لم يكن هذا بكافٍ، ففي الواقع في غزة بعد تصفية السنوار حيث لا يوجد عنوان محلي ذو مغزى يتخذ القرارات، واكثر من ذلك اذا كانت في عهد السنوار كل الفصائل موحدة تحت قيادته وإمرته، نشهد في الأسابيع الأخيرة انقساما بين حماس والجهاد الإسلامي، حيث قطع الاخيرون الاتصال ويديرون سياقات مستقلة (حيال روسيا أساسا) حول المخطوفين المحتجزين لديهم. هذا نذر سيء جدا لإسرائيل، لعائلات المخطوفين وللمخطوفين أنفسهم. معقد سبق أن قلنا. 

ان التسوية في الشمال ستسمح، مؤقتا على الأقل، باغلاق ساحة الحرب الشمالية. للسكان بالعودة الى بيوتهم (اختبار لا يزال امامنا في الدولة – من ترميم الثقة وحتى ترميم البيوت والبلدات المدمرة)، للجيش بان ينعش صفوفه، لان يخفف ويقلل العبء عن جيش الاحتياط وان نكون جاهزين للاختبارات التي سيفرضها الواقع علينا. في رأسها اختبار الرد على أول خرق للاتفاق من قبل حزب الله (السؤال هو ليس اذا ما كان سيخرق الاتفاق بل متى). 

ان نعرف كيف نغلق ساحات الحرب

في ساحة القتال في غزة لا تغيير يبدو في الأفق، وفي بداية الشتاء الثاني للحرب يبدو أن الغرق في الوحل الغزي محتم. ان الفرصة للربط بين الساحتين واستخلاص نهاية الحرب في غزة مقابل تحرير المخطوفين كان مصلحة إسرائيلية أولى في سموها، لكن لاسفي بقيت كفرصة غير مستقلة. 

للتسوية في الشمال توجد أهمية إقليمية عظيمة المعنى وهي تطرح أسئلة جوهرية حول الشرق الأوسط: كيف ستعمل ايران بعد أن يكون حزب الله وحماس، وكيليها المركزيين، ضعفا جدا. كيف ستؤثر عودة ترامب الى البيت الأبيض على المنطقة؟ وماذا سيكون مصير باقي الوكلاء الإيرانيين – الحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق؟ هؤلاء الاخيرون شددوا مؤخرا هجماتهم على إسرائيل، والميليشيات العراقية تطلق المُسيرات كل يوم تقريبا. بخلاف باقي الجبهات، الجيش الإسرائيلي لم يهاجم قواعدها بعد. يحتمل انه بعد اغلاق الجبهة الشمالية ستوجه المقدرات لمعالجة هذا التهديد.

ان نعرف كيف نغلق ساحات الحرب هو قرار لا يقل شجاعة عن الخروج الى الحرب. هذه زعامة وتلك زعامة. ولكلتيهما نتوق اكثر من أي وقت مضى.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى