ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: إسرائيل ضد اسرائيل

يديعوت احرونوت 24/11/2024، بن درور يميني: إسرائيل ضد اسرائيل

وبعد أن قلنا كل ما ينبغي أن يقال عن القرار الحقير لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ينبغي أن نقول ان إسرائيل ارتكبت تقريبا كل خطأ ممكن على الطريق. وهي لا تتوقف عن ذلك. صناعة الأكاذيب تتهم إسرائيل بالاستعمار، بالتطهير العرقي، بالابادة الجماعية، بجرائم الحرب وبالابرتهايد. وقد وجدت اذنا صاغية في المحكمتين الدوليتين في لاهاي. لم يمر يوم واحد على قرار محكمة الجنايات واذا بوزير الدفاع، بجلالة قدره، يمنح هدية لكارهي إسرائيل. يعطي القانون وزير الدفاع الصلاحيات لاعتقال شخص ما لفترة تمتد حتى ستة اشهر. اعتقال اداري. إسرائيل كاتس غير القانون. من الان فصاعدا لا يدور الحديث عن الانسان بصفته انسانا. من الان فصاعدا، قانون واحد للعرب. قانون آخر لليهود. 

اسمحوا لي ان اعترف بانه قبل أسبوع عدت من جولة محاضرات لثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة. ظهرت امام طلاب، امام جاليات يهودية وامام إسرائيليين – أمريكيين. هم يسمعون الادعاءات الثابتة. بما فيها الادعاءات بالابرتهايد. الكثيرون منهم تجندوا كي يدافعوا عن إسرائيل. صعب عليهم. إسرائيل الرسمية اختفت وصمتت. لم توفر لهم أجوبة في ضوء الدعاية الفظيعة. بدلا من جواب يأتي الان إسرائيل كاتس وبدلا من ان يساعد محبي إسرائيل، يمنح هدية لكارهي إسرائيل. لانه مع قرار غبي بهذا القدر – قانون واحد للعرب، قانون مختلف لليهود – يعزز الادعاءات بان إسرائيل هي دولة أبرتهايد. التعليل يجعل القرار اخطر بكثير: “ليس جديرا ان تتخذ دولة إسرائيل خطوة خطيرة من هذا النوع ضد أناس الاستيطان”. عفوا؟ وهل سيف الاعتقال الإداري يسلط فوق مئات الاف “أناس الاستيطان”؟ وهل معظمهم هناك مثابة مشاغبين؟ فصحيح حتى الان يوجد خمسة يهود فقط قيد الاعتقال الإداري، مقابل اكثر من الف عربي. في الذروة كان ثمانية يهود. معظم المستوطنين يتحفظون من المشاغبين. وكاتس، بسخافة غير مسبوقة، يلصق الافراد بمئات الالاف. من بالضبط مستشار كاتس؟ عزمي بشارة؟ عوفر كسيف؟ فهو يجسد حلمهما. يتسبب في حقيقة أن كثيرين وطيبين مثل داغلاس مارييه، عينات ويلف، ريتشارد كامب، نائل زعبي، محمد كعبية، يوسف حداد وكثيرين آخرين سيكون لهم صعب اكثر. كيف بالضبط يريد أن نشرح بانه يوجد قانون واحد للعرب واخر لليهود؟ 

نحن في أيام صعبة. أمام أجواء دولية معادية. ليس كل الجمهور في الغرب يمقت إسرائيل. وليس كل الجمهور في العالم الحر يتبنى موقفا يقول ان إسرائيل ترتكب جرائم حرب او إبادة جماعية او ان إسرائيل هي دولة ابرتهايد. لكن هذا هو موقف النخب، في الاعلام وفي الاكاديميا. قضاة المحكمة الدولية الذين اتخذوا القرار باوامر الاعتقال هم جزء من تلك النخبة.

لكن يخيل ان الموضوع الأهم، اكثر من الاعلام، هو السياسة. كتبت، استجديت، توجهت الى كبار المسؤولين، بمن فيهم أعضاء الكابنت. قلت لهم انه مع خطوات بسيطة وضرورية يمكن لإسرائيل أن تتصدى لجزء من ذاك العداء الدولي الآخذ بالتراكم. مثلا، من خلال إعلانات متكررة: ليس لنا أي مصلحة في أن نمس بشعرة من شعر رأس طفل فلسطيني. كل ما نريده هو تنفيذ القرارات الدولية بوقف الاغلاق مقابل تجريد القطاع. نحن، أي إسرائيل، نعلن من طرف واحد عن وقف نار، لنقل لـ 48 ساعة، وحتى لاسبوع لاجل التقدم بتجريد القطاع وتحرير المخطوفين وكي لا تكون حاجة لمواصلة الحرب. ماذا كان يمكن أن نخسر من مثل هذا العرض الذي كان ينبغي أن يعرض المرة تلو الأخرى؟ لا شيء. حماس كانت ستقول لا. هذا ما تعرف ان تقوله. اما إسرائيل فكانت ستفوز بالنقاط. الكثير من النقاط. ليس لدى أولئك المعادين بشكل تام لإسرائيل لكن بالتأكيد لدى كثيرين آخرين. وهذا ليس فقط لم يحصل بل ان مسؤولين إسرائيليين تحدثوا صراحة عن التجويع، عن أنه “لا يوجد أبرياء” وباقي المواد التي أدت بنا فقط الى السقوط السياسي. والان كاتس.

لإسرائيل توجد حجج ممتازة. فسهل جدا الاثبات بان حماس أسوأ من داعش وان الكثير من زعمائها يعلنون عن إبادة اليهود بل واحيانا المسيحيين أيضا، وعن الحاجة لاحتلال كل العالم. ويمكن الاثبان بان إسرائيل مست بابرياء اقل – نعم، أقل – مقابل مواجهات مشابهة في العقود الأخيرة. وسهل الاثبات بان دولة فيها دكتور جامعة هامة هي عربية، رئيس بنك ليئومي هو عربي، رئيس الهيئة التي بعثت برئيس الدولة الى سبع سنوات سجن هو عربي – هي ليست دولة أبرتهايد. ويوجد المزيد.

لكن ليس فقط لم تفعل إسرائيل أي شيء تقريبا مع الحجج الجيدة التي لديها، بل ان الكثيرين من كبار مسؤوليها وفروا للرأي العام في العالم تصريحات سخيفة. ولاجل إضافة الزيت الى شعلة الكراهية لإسرائيل، يأتي إسرائيل كاتس ويعلن، بشكل شبه رسمي، عن تحويل قانون قد يكون ضروري الى قانون ابرتهايد. توجد لدينا حجج ممتازة حيال المحكمة الدولية والنخب التي تنتج الأكاذيب. لكن قبل ان ننزل عليها باللائمة، يجدر بنا أن نعالج إسرائيل التي هي ضد إسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى