ترجمات عبرية

هآرتس: النازية وحماس حولوا الحركة الى شعب، هذا يسري ايضا على البيبية

هآرتس 12/11/2024، روغل الفرالنازية وحماس حولوا الحركة الى شعب، هذا يسري ايضا على البيبية

مهاجمة مشجعي مكابي تل ابيب في امستردام خدمت البيبية (هي دمج تكافلي بين النظام والشعب ووسائل الاعلام)، في غرس رسائلها الايديولوجية. اسرائيل تنفذ تطهير عرقي في شمال القطاع. في السنة الاخيرة قتلت عشرات آلاف المدنيين الابرياء وغير المشاركين، معظمهم من النساء والاطفال والمسنين. المجتمع في معظمه رد بالموافقة، التي تراوحت بين اللامبالاة والتأييد المتحمس وحتى خيبة الأمل من أنهم لم ينفذوا بما فيه الكفاية من القتل.

قسم من المشجعين عبروا في نشاطات في شوارع امستردام قبل المباراة عن سرورهم من التطهير العرقي والقتل الجماعي في قطاع غزة، ومباركة جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي. وقد تمت مهاجمتهم بعنف وبصورة منظمة على يد المسلمين الذين يؤيدون نضال الفلسطينيين من اجل الحرية. ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية ناضلوا من اجل تحررهم من الاحتلال والابرتهايد والمستوطنين العنيفين المدعومين من قبل الجيش الاسرائيلي. حماس تمت تصفيتها عسكريا في القطاع، والجيش الاسرائيلي لا يوجد له ما يفعله هناك، لكنه يفعل. بدلا من وقف الحرب والانسحاب من القطاع واعادة المخطوفين فان الجيش الاسرائيلي يقوم باخلاء شمال القطاع من سكانه من اجل تمهيد الارض للضم واقامة المستوطنات. هذا ليست له أي صلة بالدفاع عن اليهود في اسرائيل. 

هذا يعرفه كل العالم باستثناء الاسرائيليين. فهم لا يريدون أن يعرفوا. وسائل الاعلام الرئيسية لا تريد ابلاغهم. هم يكذبون على انفسهم ويقولون بأن الاعتداء العنيف في امستردام كان “مذبحة”، وربما حتى “ليلة الكريستال 2”. اندفاع لاسامي قاتل على شاكلة الكارثة. هذه هي الرواية التي يقوم النظام بنشرها، وهذه ايضا الرواية في كل قنوات البث الاسرائيلية في التلفزيون، سواء كانت الابواق المخلصة مثل القناة 14 أو التي ما زالت تسمع الانتقادات مثل القنوات 11 و12 و13. ايضا محطات الاذاعة الرئيسية بقيادة قناة “صوت الجيش” والقناة الحكومية (العامة ظاهريا) تنشر نفس الرواية.

النازية وحماس حولوا الحركة الى شعب، وحتى تكافل تام مع الجمهور والاجهزة الرسمية. هذا يسري ايضا على البيبية. فهي ايضا ليست فقط حركة سياسية أو فكرة، بل هي شعب. هناك تكافل تام بين النظام ووسائل الاعلام حول تشكيل ونشر الرواية، التي تقول بأن وجود دولة اسرائيل لم يغير الشيء الكثير في مصير اليهود في العالم. هم يواصلون كونهم ضحايا لعنف قاتل نازي، الذي دوافعه لاسامية، يحركها لاساميون، والتي تطمح الى القضاء على اليهود لاسباب عنصرية، فقط لكونهم يهود. ومعارضة افعال اسرائيل منذ العام 1948 ككيان سياسي وعسكري هي مبررة. اللاسامية القاتلة تنقض على اليهود في بئيري وفي امستردام بنفس الايديولوجيا، فقط لكونهم يهود. 

الرواية الكاذبة تشكل وعي منغلق ومدافع وعدائي: العالم كمكان خطير لليهود فقط لكونهم يهود، بدلا من عالم معادي للاسرائيليين بسبب افعالهم. عمليا، لا يهم على الاطلاق ما يفعله اليهود – العالم دائما سيكون مليء باللاساميين النازيين الذين يريدون قتلهم، بسبب “اسمع، يا اسرائيل” وبسبب القبعة المنسوجة وغطاء الصلاة اليهودي. اللاسامية مطروحة وكأنها تدفع كل الاسرائيليين الى تبني هوية لها خصائص دينية. لأنه في نهاية المطاف بسبب الههم فان الخطر الذي يهدد حياة اليهود ينتظرهم في شوارع منهاتن وبرلين.

القضايا الجنائية التي يتم التحقيق فيها مع مكتب بنيامين نتنياهو تشمل هندسة الوعي من اجل خدمة هذه الرواية. من الواضح أن النظام يبذل الجهود الكبيرة لخلق التكافل مع الجمهور، الذي يسمى “معا”. الهدف هو ايمان الاسرائيليين بأن اللاسامية هي سمة من سمات الكون، وأنه لن يغير أي شيء ذلك الى الأبد، وأن نتنياهو سيدافع عنهم.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى