ترجمات عبرية

معاريف: خدعة “النصر المطلق”

معاريف 21/10/2024، افرايم غانور: خدعة “النصر المطلق”

تصفية يحيى السنوار بعث من جديد لدى مؤيدي الحكومة التي في ورديتها وقعت علينا كارثة 7 أكتوبر الدعوة لـ “النصر المطلق”، الدعوة التي يوجد فيها اكثر من أي شيء آخر إرضاء لنزعة الثأر. لولا مخطوفينا لكان مستبعدا ان ينضم الكثيرون في إسرائيل الى الرغبة في المحاسبة، والثأر من الغزيين الذين الى الابد لن تنسى ولن تغتفر لهم المذبحة. 

الدعوة لـ “النصر المطلق” ليست فقط هاذية وغير واقعية. فيها تجاهل تام للمخطوفين الذين يذوون في انفاق حماس والذين بدونهم اعادتهم لا يمكن لاي انجاز ان يعتبر “نصرا مطلقا” أصبحت دعوة تستهدف رفع الحكومة ورئيسها. دعوة معناها توجد هنا حكومة قوية ومصممة، لا تخضع للضغوط. يوجد هنا رئيس وزراء تجاهل الضغوط، المحللين والجنرالات المتقاعدين ممن دعوا الى التنازلات وبقي مصمما على الا ينفذ “صفقات سائبة” كما وصف هذا بعض من شركائه ممن مارسوا عليه الضغوط على طول الطريق. 

ان مؤيدي “النصر المطلق” يمجدون طريق نتنياهو في أنه بفضل عناده على الدخول الى رفح نجحنا في تصفية السنوار. وهذا بخلاف الحقيقة التي شاعت في حينه في وسائل الاعلام: الطلب القاطع من جانب غانتس وآيزنكوت في 15 شباط في موضوع السيطرة على خانيونس ورفح، الطلب الذي عارضه نتنياهو في حينه خوفا منه من توسيع ساحة الحرب.

أولئك الذين يكررون شعار “النصر المطلق” في اعقاب موجات النجاحات العسكرية دخلوا في حالة نشوة مبالغ فيها ومنقطعة عن الواقع، تثبت أننا هنا لا نتعلم شيئا. نافذة الفرص التي فتحت مع تصفية السنوار في الوقت الذي باتت فيها أيدينا هي العليا تشكل فرصة في تحول في الشرق الأوسط. فبدلا من تكرار “النصر المطلق” كان على نتنياهو ان يعرض على الفور (ولا يزال هذا غير متأخر) مبادرة لاعادة المخطوفين مقابل وقف الحرب في غزة. وهذا، الى جانب الدعوة لكل من هو لديه اهتمام بما يجري في منطقتنا، بالعمل فورا على بلورة خطة لتمويل دولي لاعمار القطاع، بإقامة جهاز مدني من الدول العربية ليدير ويوفر الاحتياجات الأساسية فيه، والى جانب هذا يشرف على الحياة اليومية فيه. هذا الجهاز يشكل حكما مؤقتا حتى بلورة حكم دائم يدير غزة، المجردة من السلاح الهجومي.

بالتوازي، من المهم استغلال وضع حزب الله الصعب لاتفاق متجدد مع لبنان، على أساس قرار 1559 والذي فيه احترام لسيادة لبنان مع تفكيك الميليشيات العاملة فيه وعلى رأسها حزب الله بنزع سلاحها. 

وعلى رأس هذا حان الوقت للعمل بتأييد امريكي ووضع طلب لا لبس فيه امام ايران: المساعدة والتدخل الإيراني في المحاولات للمس بإسرائيل، الذي اذا لم يتم سيؤدي الى ضربة للنووي الإيراني، للاماكن الاقتصادية في الدولة ولرموز الحكم فيها.

ولا يزال، هجمات حزب الله في نهاية الأسبوع هي دليل على المسافة الشاسعة عن وهم “النصر المطلق”. فهذه الهجمات، بتشجيع إيراني، تشير الى اننا بعيدون عن انهاء الحرب وان ايران تواصل العمل على إدارة حرب استنزاف هدفها تقويض إسرائيل – ماديا، اقتصاديا واجتماعيا. محظور على إسرائيل أن تنجرف الى مثل هذه الحرب التي هي جيدة للايرانيين. يبدو ان لا مفر، ولا سبيل لوقف الحرب دون توجيه ضربة لـ “رأس الافعى” الإيرانية. ضربة قاسية واليمة لإيران وحدها فقط تصدح في كل الشرق الأوسط ستؤدي الى وقف الحرب والتغيير في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى