ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: سنة بدون استراتيجية

يديعوت احرونوت 9/10/2024، رونين بيرغمان: سنة بدون استراتيجية

لو كان هبط هنا، في دولة إسرائيل رجل فضاء، في اليوم التالي لذكرى سنة على بدء الحرب، وجمع الاحداث التي وقعت في اكثر من يوم بقليل من كتابة هذه السطور – لاصابه الدوار ولا بد كان سيسأل نفسه كيف يمكن للناس أن يعيشوا في مثل هذا الواقع. 

بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لرد ضد ايران يقول الجميع انه سرعان ما سيأتي وبعد كل هذا القدر من التصريحات سيكون صعبا على إسرائيل التراجع، حتى لو ارادت، وحتى لو تلقت تعويضا سمينا على نحو خاص من الولايات المتحدة – ايران، كما نشر، تضغط على حزب الله لقبول وقف النار الذي رفضت المنظمة ورئيسها الذي لم يعد حيا الموافقة عليه. 

تراكضت اول امس شائعتان، وكلتاهما بدتا بلا أساس تماما. الأولى هي ان نتنياهو يتميز غضبا على الولايات المتحدة في انها تعمل عبر وزير الدفاع وانه سيستغل رحلة غالنت الى واشنطن كي يقطف الحظوة على الأوامر التي سيصدرها للجيش في غيابه. قليلا مثلما في محيط نتنياهو يشتبهون، بالخطأ بان هكذا فعل غالنت مع تصفية نصرالله حين كان رئيس الوزراء في الولايات المتحدة. 

الشائعة الثانية تقول ان نتنياهو الذي نسقت الرحلة معه بشكل كامل ومطلق، سيوقفها في الثانية الأخيرة. 

بالنسبة للاولى، حقا من الصعب التصديق. فبعد أن كان واضحا تماما بانه لا يمكن تنفيذ الخطة التي عرضها الجيش وسلاح الجو على الحكومة بدون تنسيق ومساعدة من الولايات المتحدة، ناهيك عن قوائم المشتريات واستكمال النواقص، دعا وزير الدفاع اوستن غالنت الذي ضم اليه رؤساء وزارة الدفاع ومسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، الى ميراتون لقاءات في البنتاغون. والسبب، هكذا حسب مصدر مطلع على التفاصيل: “هكذا فقط يمكن الجلوس معا على خرائط ايران والتنسيق”.

لكن بعد أن غرد الحساب المتماثل مع مقربي وقريبي نتنياهو في الشبكة بان غالنت هو عميل امريكي، كان هناك في محيط غالنت من راهن على الامكانية الثانية، المغلوطة، بان نتنياهو سيأمره بالبقاء. آخرون قالوا لوزير الدفاع بانه لا يمكن لمثل هذه السخافة ان تحصل. 

لكن رئيس الوزراء فجأة الغى رحلة وزير الدفاع بمعاذير مختلفة، لكن واضح ما الذي يغيظه حقا – بان الاتصال جرى عبر غالنت كريه روحه وليس عبره. وقد اشترط الرحلة بمكالمة مع بايدن، وفعل نوعا من الابتزاز على واشنطن. 

لا غريب ولا رجل فضاء سيفهم هذا. ليس رجل الفضاء فقط بل وحتى في البنتاغون ينظرون الى إسرائيل ولا يفهمون البلاغ عن تأجيل رحلة غالنت. 

والجيش الإسرائيلي، الذي يؤكد انه اكتشف نفقا يجتاز من لبنان الى إسرائيل بعد غير قليل من النفي للموضوع (في الجيش يقولون، وربما عن حق، انه بسبب الشكل السري الذي اكتشف فيه النفق وأجريت المتابعة له)، يؤكد بان ليس لديه معلومات عن انفاق أخرى لكنه لا يؤكد بانه لا توجد انفاق كهذه. وحرب إسرائيل في الشمال تستمر، وفي الجنوب، وهنا وهناك بيانات مريرة واحيانا قاسية جدا واحيانا قاسية حتى اكثر؛ رشقات صواريخ حزب الله تهز السماء (لكنها تلحق ضررا اصغر نسبيا مما توقع الجميع). وهنا وهناك صاروخ من اليمن، حيث يرفض الحوثيون المرة تلو الأخرى تعلم الدرس الذي وعد رئيس الوزراء بان يلقنهم إياه. والقصف في دمشق، المنسوب لإسرائيل حسب منشورات اجنبية، فيما ان الهدف هو الحاج سامر، مسؤول حزب الله عن نقل السلاح من سوريا الى لبنان. 

وايران، التي تستعد للرد على الرد، وإسرائيل التي تستعد منذ الان للرد على الرد على الرد على الرد، وفي نفس الوقت، تخوض أيضا صراع جبابرة لمنع انفجار في الضفة الغربية وفتح جبهة أخرى. 

وفي غزة – هل يمكن لاحد ما ان يشرح لرجل الفضاء ما الذي يحصل هناك؟ ما تفعله إسرائيل بالضبط ولماذا يواصل الجنود التعرض للقتل وكيف يفترض بهذا أن ينتهي.

والمخطوفون؟ أيتذكر احد ما المخطوفين؟ صحيح، في كل خطاب لمحفل رسمي او عسكري او سياسي، وكذا في وسائل الاعلام يحرصون على الحديث عنهم في كل مرة، لكن هل يعمل احد ما حقا في صالحهم في داخل المنظومة السلطوية؟ فقد سبق أن قالوا انهم في وضع رهيب، وعلى شفا الانهيار. وباستثناء التسريب من البحث الخاص الذي عقده نتنياهو في الموضوع واقوال لا بد من استيضاح صحتها بان مسؤولين كبار في اسرة الاستخبارات الإسرائيلية يقولون انهم لا يعرفون اذا كان السنوار استأنف الاتصال لكنه حرص فقط على نفسه وعلى ضمان حصانته. لا توجد اتصالات ولا توجد مفاوضات ولا توجد صفقة. 

وترميم الغلاف؟ وترميم بلدات الشمال؟ ومعالجة المصابين؟

من احاديث مع مسؤولين كبار في جهاز الامن واسرة الاستخبارات ليس واضحا الى أين يسير كل هذا وماذا بالضبط يسعون لتحقيقه في الخطوة الهجومية الواسعة وكثيرة البؤر ضد ايران. تقدير اسرة الاستخبارات هو أنها سترد وعندها سيتعين على إسرائيل أيضا ان ترد. لتبادل الضربات هذه يوجد اسم – يسمونها حربا. 

الفكاهي الأمريكي جون ستيوارت تفكه على الصحافي باراك رابيد الذي قال في الـ “سي.ان.ان” ان السياسة الإسرائيلية هي منع التصعيد من خلال التصعيد. هذه جملة غبية. لكن رابيد لم يفعل سوى أنه عكس بدقة السياسة الإسرائيلية التي حقا وبجدية شرحها مسؤولون إسرائيليون كبار لمسؤولين كبار في جيوش اجنبية هذا الأسبوع فقط. 

يقول مسؤول امني كبير: “يمكن ان نصيغ هذا بشكل مختلف أيضا – النجاح من خلال الفشل. لقد خرجت إسرائيل الى حرب في غزة كي تحقق هدفين: تحرير المخطوفين وتفكيك قدرات حماس (ناهيك عن ابادتها في الانتصار المطلق والالهي. بعد ان لم تنجح في تحقيق أي من هذين الهدفين، اضيف هدف آخر في الجبهة الشمالية – إعادة السكان بأمان الى بيوتهم، وليس واضحا كيف ستحققه هو أيضا”. 

هناك من يعتقد بانه يمكن اغلاق الجبهة الجنوبية عبر نصر في الجبهة الشمالية، “والان واثقون بانه اذا ما وجهنا ضربة قاضية على ايران فانها ستؤدي الى اغلاق الجبهة في الشمال وهذه ستغلق الجبهة في الجنوب. هكذا نحن نفتح مزيد فمزيد من الجبهات. 

رجل الفضاء، لا يفهم كيف يمكن العيش هنا هكذا. لكن ربما الجواب هو “لان كل شيء مطبع، فان ما يبدو لنا وكأنه متعذر، لا يمكن أن يحصل – فجأة يحصل”، هكذا يقول مصدر امني كبير اقتبس هنا عدة مرات في الماضي في نظرته الواعية الى الواقع وتوقعاته، المتكدرة، التي للأسف تجسد نفسها كل مرة من جديد بالاسى والدم. “والكل يعتاد، وانعدام الاستراتيجية جراء الفجوة التي بين القدرات العسكرية والاستخبارية الرائعة للعثور على اهداف وتصفيتها وبين انعدام القدرة على ترجمتها الى سياسة واتفاقات وتسويات. ان انعدام الاستراتيجية هو عطل. وهذا هو الاستراتيجية، التي لا توجد فيها إدارة مرتبة ومنظومة واضحة ولا تؤدي الى شيء بل ببساطة الى نزوات قد تؤدي الى شيء خير ما. واذا لم تؤدي اليه فلا بأس، سنجرب شيء آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى