ترجمات عبرية

هآرتس: أصبح نصر الله زعيماً كاريزمياً في الصحف الغربية، إسرائيل ليست على الإطلاق في مجال الدعاية

هآرتس 6/10/2024، سيفي هندلر: أصبح نصر الله زعيماً كاريزمياً في الصحف الغربية، إسرائيل ليست على الإطلاق في مجال الدعاية

الحملة المتدحرجة ضد حزب الله، من تفجير آلاف اجهزة البيجر وحتى تصفية حسن نصر الله، خلقت موجة نشوة مفهومة في اسرائيل، وليس فقط فيها. فالفرح العلني الذي استقبلت به الخطوة في شمال سوريا، الى جانب الرضا الذي سمع من الرياض وحتى اتحاد الامارات، اوضح بأن هذه خطوة ذات امكانية لتغيير الاوضاع في الشرق الاوسط. ولكن هجمة الصواريخ من ايران تبين أن الطريق لا تزال طويلة، وبهذا الشكل أو ذاك، واضح أن التحالف المسيحاني، الحريدي – المجنون بجنون الاضطهاد بقيادة بنيامين نتنياهو سيفعل كل شيء كي يفوت هذه الفرصة الاستراتيجية.

الى جانب الصواريخ والتفجيرات من كل صوب محظور أن نتجاهل جبهة مركزية اخرى تتكبد فيها اسرائيل هزيمة منذ نحو سنة: الرأي العام في الغرب. الى الانهيار المدوي لصورة اسرائيل بعد 7 اكتوبر، المذبحة الاقسى لليهود منذ المحرقة، انضمت الكتف الباردة من الغرب حين تبين أن اسرائيل ساعدت حسن نصر الله على تحقيق غايته كشهيد. ردود الفعل الرسمية الباردة بعد تصفية احد كبار القتلة في الشرق الاوسط في العقود الاخيرة يمكن تبريرها بصعوبة، بنوع من الحذر الدبلوماسي، بخاصة من جانب الدول التي تتشكل منها قوات يونفيل الدولية. والدعوة في الصحف الغربية اوضحت كم هي واسعة الفجوة بين الصورة والواقع.

لوموند” أبنت زعيم المليشيا الاجرامية الشيعية الذي وصفته كـ “زعيم كاريزماتي”، بل وكـ “موضع سحر في الشرق الاوسط” دون التخلي عن لقب “النظارات الرقيقة” التي كان يستخدمها. “لابرزيان” وضعت عنوانا اصيلا على نحو خاص: “رجل دين ومحب كرة قدم، من هو حسن نصر الله؟”.

واشنطن بوست” شرحت بأنه “في اوساط محبي نصر الله كان خليط من شخصية الأب، البوصلة الاخلاقية والزعيم السياسي”، دون نسيان الثناء الذي تلقاه على “تمكين” الشيعة في لبنان.

التوصيفات المحرجة والسطحية هذه هي قبل كل شيء خطأ مهنيا. فنصر الله ليس زعيما عربيا آخر. من ناحية مستوى الاعجاب والخوف الذي اثاره في الشرق الاوسط هو يذكر بناصر. قدرة التجاهل لدوره في قتل جنود فرنسيين وامريكيين في 1983 في بيروت، دوره المركزي في قتل الشعب في سوريا وبالطبع قراره فتح المواجهة الحالية مع اسرائيل، تجعل من الصعب جدا على من يحاول أن يفهم الاحداث بمنظور واسع.

بالمقابل، محظور اعتبار هذه الامثلة، وكثير اخرى مثلها، قدرا بطعم الكراهية لاسرائيل، فهي ايضا عرض آخر من اعراض الهزيمة التي تتكبدها في اوساط الرأي العام. هذه جبهة تصاب فيها اسرائيل بضربة على الركبة منذ نحو سنة دون أي محاولة لخلق رواية مصداقة مضادة. باستثناء غاليت ديستل اتبريان، يعرف الجميع بأن رحلة اهمالية الى الامم المتحدة مع كراتين، قبلة من داني دنون ووجبة عشاء متملقة لدى مليارديريين ليست بديلة عن استراتيجية اعلامية.

الحقيقة المحزنة هي أن اسرائيل نتنياهو بعامة لا تلعب في هذا الملعب، بنية مبيتة. منذ أن صعد ائتلاف بيبي – بن غفير – سموتريتش الى الحكم وبدأ بالانقلاب النظامي وهو يصر على أن يصور اسرائيل كقوة اصولية في الشرق الاوسط. بعد 7 اكتوبر ينضم الى هذا رفض نتنياهو وضع أي اقتراح لمخرج سياسي من الحفرة التي اقتاد اسرائيل اليها في غزة وأن يدفع قدما بصفقة المخطوفين ويسمح بايجاد حل دبلوماسي للمواجهة مع لبنان. يوجد هنا “نصر مطلق” يتحول الى انهيار اعلامي وسياسي، في الطريق الى حرب بلا نهاية وللحفاظ على حكم الزعيم بكل ثمن.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى