هآرتس: تشـديــد الضـغـط فـي خــان يـونــس: التـفـاصـيـل والسـيـاق
هآرتس 2024-01-24، بقلم: عاموس هرئيل: تشـديــد الضـغـط فـي خــان يـونــس: التـفـاصـيـل والسـيـاق
العملية الجديدة التي بدأ بها الجيش الإسرائيلي مساء أول من أمس في خان يونس هي العملية الهجومية الأكثر أهمية التي قامت بها إسرائيل في القطاع بعد شهر تقريباً.
هذه العملية تزيد بصورة واضحة كثافة القتال وتجبي أيضاً الضحايا بأعداد لم نتعود عليها في الفترة الأخيرة.
المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن عن 13 جندياً قتيلاً [24 لاحقاً] في المعارك أمس، ثلاثة ضباط من المظليين في خان يونس و10 [21 لاحقاً] من جنود الاحتياط في انفجار قرب الجدار الحدودي أمام مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.
في الوقت نفسه استمر تقليص القوات في مناطق أخرى في القطاع، وبدأ حوار إسرائيلي داخلي حثيث حول إمكانية الدفع قدماً بصفقة جديدة لإطلاق سراح المخطوفين.
العملية في خان يونس توسع العملية الهجومية إلى جنوب المدينة، خاصة غربها، وهي المنطقة التي يوجد فيها مخيم كبير للاجئين.
الفلسطينيون يعلنون عن وجود حركة لقوات الجيش الإسرائيلي قرب اثنين في المستشفيات في خان يونس.
عندما احتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة تم تمشيط عدد من المستشفيات وتم العثور على أنفاق حفرتها حماس تحتها.
هذه مناطق لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي تقريباً فوق الأرض منذ بدأ الهجوم الواسع الذي شاركت فيه عدة فرق هناك قبل شهر وأكثر.
بعد فترة طويلة كانت فيها القوات ثابتة ركزت على البحث عن أنفاق وتحصينات تحت الأرض، يتم الآن بذل جهود متزايدة من أجل ضرب كتيبتين من الكتائب القطرية في لواء خان يونس لحماس، التي حتى الآن تضررت بشكل قليل.
المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس عن موت ثلاثة ضباط من لواء المظليين النظامي الذين قتلوا بإصابة صاروخ مضاد للدروع في خان يونس.
ومثلما في السابق فإن هذه الجهود ترافقها مقاومة أكثر شدة من قبل حماس منذ اللحظة التي تقدم فيها الجيش الإسرائيلي إلى منطقة جديدة، وقصف تمهيدي لسلاح الجو وقذائف المدفعية التي تتسبب بإصابات كثيرة في الطرف الفلسطيني، من بينهم مدنيون.
الجيش الإسرائيلي أعلن عن موت أكثر من 50 مخرباً في معارك أمس. وخلافاً للسابق فإنه خلال بضعة أيام الجيش الإسرائيلي لم يحذر السكان والطلب منهم الإخلاء قبل البدء في العملية.
أمس بدأت عملية هرب للسكان باتجاه الجنوب نحو رفح، المنطقة الأكثر اكتظاظاً في القطاع، التي ازداد فيها السكان ثلاثة أضعاف وأكثر في أعقاب تدفق اللاجئين من الشمال.
من المرجح أنه توجد هنا أيضاً محاولة لاستخدام الضغط الأكبر على قيادة حماس في القطاع، برئاسة يحيى السنوار.
منظومة القيادة تحت الأرض التي أقامها السنوار هي في خان يونس، على الأقل حتى فترة قصيرة كان هناك شك في أن عدداً من قادة حماس يوجدون هناك وإلى جانبهم مخطوفون إسرائيليون كدروع بشرية لحمايتهم من عمليات التصفية.
وزير الدفاع يوآف غالانت وقادة كبار في الجيش يقولون إن الضغط العسكري سيساعد على الدفع قدماً بصفقة تبادل جديدة.
في محادثة مع عائلات المخطوفين أول من أمس قال غالانت إن “هناك دلائل أولية على أن الوصول إلى الأماكن الأكثر حساسية لحماس يقربنا من تحقيق الأهداف السامية للحرب”، هزيمة حماس وصفقة تبادل.
مجلس الحرب عقد أمس لمناقشة المفاوضات حول الصفقة والتطورات على الأرض في القطاع.
مصادر في إسرائيل ومصادر في الدول العربية قالت مؤخراً إنه يلوح في الأفق تطور إيجابي في المحادثات، للمرة الأولى بعد فترة طويلة.
مع ذلك، يجب التذكر بأن غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكبار قادة الجيش يحاولون بث رسالة أخرى للجمهور وهي أن الحرب الكثيفة ضد حماس لم تنتهِ.
عملياً، هناك فرق كبير بين ما يحدث في خان يونس وفي مناطق أخرى.
في شمال القطاع الجيش الإسرائيلي يوجد بحجم صغير نسبياً، بالأساس على مداخل المناطق المأهولة، وبين حين وآخر يدخل إلى عمق المنطقة لإحباط محاولات لحماس لإعادة السيطرة هناك.
في الممر الذي يوجد على طول وادي غزة تعمل قوات أخرى، وإلى جانب ذلك فرقة غزة تسيطر على الباروميتر الأمني، وهو قطاع بعرض كيلومتر على طول الحدود من الطرف الفلسطيني، لكن أكثر من نصف القوات التي عملت في القطاع قبل شهر تقريباً خرجت من هناك، من بينها العديد من وحدات الاحتياط.
رغم إنجازات الجيش الإسرائيلي إلا أن أهداف الحرب لم يتم تحقيقها بعد، والشلل السياسي الذي يفرضه نتنياهو يمنع ترجمة ما تم إنجازه إلى إنجازات دبلوماسية.
هذا الفهم يتسرب بالتدريج من على جانبي المتراس السياسي. الكثير من معارضي نتنياهو في الوسط وفي اليسار يخشون على حياة المخطوفين، رغم أن بلورة صفقة تتباطأ أيضاً بسبب حماس.
من ناحية اليمين هناك من يشاركون في هذا القلق على المخطوفين. آخرون خائبو الأمل من تقليص القوات دون هزيمة حماس.
أمس أنهى فصيل احتياط الخدمة في القطاع. وعلى السيارات العسكرية التي خرجت من القطاع إلى قاعدة تساليم علق الجنود لافتات كتب عليها “نحن أيضاً قاموا بتسريحنا دون الانتصار”.
فيلم لرحلتهم نشر في الشبكات الاجتماعية. حرف اللام الذي كتب على اللافتة تم تشكيله مثلما في الإعلانات الدعائية الثابتة لليكود.
هذا تطويق يميني واضح، وصدى للمشاعر التي يمكن أن تتعزز بعد ذلك. مثلما يتعلق بمبادرات سابقة كهذه فقد بقي هناك تشكك: هل هذا يشكل انتقاداً أصيلاً أم مجرد حركة متعمدة من نتنياهو للحفاظ على الضغط عليه من قبل اليمين لمواصلة الحرب كما وعد أن يفعل ذلك بشكل علني.
المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي نشر إعلان إدانة لخطوة الاحتجاج لرجال الاحتياط وقال إن “الأفعال التي ظهرت في الفيلم مناقضة للتعليمات… الحدث قيد الفحص”.
عملياً، منذ اللحظة الأولى فقد الجيش الإسرائيلي السيطرة على المبادرات السياسية التي صورها الجنود ونشروها في القطاع، في معظمهم هم من جنود الاحتياط في الطرف اليميني في الخارطة السياسية. وسيكون هناك بالتأكيد الكثير جداً مثلها.
في غضون ذلك ينشغل نتنياهو بصورة حثيثة أيضاً بالدفاع أمام تهديدات محتملة من اليسار.
تخوفاته الجديدة تتركز على الوزير غادي ايزنكوت (المعسكر الرسمي) بعد الصدى الذي أثاره ظهور رئيس الأركان السابق في برنامج “عوفداه” في الأسبوع الماضي.
من غير المستغرب أن ماكينة السم وكبار مبعوثيها في القناة 14 البيتية يتم تحريضهم الآن على ايزنكوت بشكل يومي.
ليس بأي ثمن
محرر صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إبراهيم الأمين، يعتبر الصحافي المقرب جداً من رئيس حزب الله، حسن نصر الله.
في المقال الذي نشره أمس حاول دحض الادعاء السائد في وسائل الإعلام الإسرائيلية الذي يقول أن نصر الله معني بالامتناع بكل ثمن عن حرب شاملة مع إسرائيل.
الصحيفة نشرت بالتفصيل الخطوات التي تقوم بها إسرائيل، الاستعداد لمواجهة شاملة في الشمال، كما نشرت في وسائل الإعلام في البلاد.
المحرر الأمين قال: “إسرائيل تهدد بتوسيع القتال إذا لم يتم قبول طلباتها، إبعاد رجال حزب الله عن الحدود، لكن يجب عليها أن تعرف أن حزب الله أيضاً مستعد للحرب إذا اقتضى الأمر ذلك”.
المنظمة الشيعية مستعدة للرد على أي خرق لإسرائيل لقواعد المواجهة. القصد هو كما يبدو الخطوات الإسرائيلية التي سيتم القيام بها في شمال منطقة جنوب لبنان، أو ستكون موجهة ضد أهداف مهمة بشكل أكبر، كما قال.
في يوم السبت الماضي نشر في إسرائيل بتوسع عن عمليات اغتيال في دمشق وقرب مدينة صور في لبنان، ضد شخصيات رفيعة في حرس الثورة الإيراني وضد الفلسطينيين الذين عملوا من قبلهم مع حماس في لبنان.
الهجمات التي نسبت لإسرائيل ظهرت كمحاولة إثبات لإيران أنه يوجد ثمن لتدخلها الواضح في تشجيع حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن على مهاجمة أهداف إسرائيلية.
في هذه الأثناء يبدو أن إيران تزيد من شدة الاحتكاك العنيف في المنطقة أمام عدد كبير من الأعداء.
في الأسبوع الماضي قام الإيرانيون بهجمات بالصواريخ والمسيّرات على أهداف في باكستان وفي منطقة الأكراد العراقية والسورية.
النظام الإيراني أعلن أن هذا كان رداً على هجمات إسرائيلية وهجمات داعش على أراضيه. في يوم السبت أطلقت مليشيا شيعية عراقية عدداً استثنائياً من الصواريخ ضد قاعدة أميركية في العراق.
التأثير الدولي الأوسع تحققه إيران بوساطة هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وقد زادت الولايات المتحدة وبريطانيا في الفترة الأخيرة الهجمات على مواقع عسكرية ترتبط بمنظومة الصواريخ والمسيّرات التابعة للحوثيين في اليمن.
هناك تقارير عن عشرات الجنود الحوثيين الذين قتلوا في هذه الهجمات وعن مساعدة استخبارية واسعة توفرها إيران لهم من أجل مواصلة الاستمرار في مهاجمة السفن.
ورغم أن الحوثيين يقولون إنهم يوجهون النار فقط على السفن التي بملكية إسرائيليين أو السفن التي تبحر من وإلى إسرائيل، فإن بعض السفن التي تمت مهاجمتها لا تتعلق بإسرائيل.
جزء كبير من جمع المعلومات المسبق عن حركة السفن يتم عبر الإنترنت واستناداً إلى لوحات الشحن التي توجد على السفن والتي تنشر هناك وفيها تفاصيل الميناء الهدف.
طوال الوقت هناك خوف من أن شركات ملاحة دولية ستمتنع عن الإبحار إلى إسرائيل خوفاً من الإصابة.



