ترجمات عبرية

هآرتس: التوترات في الضفة الغربية امتدت إلى أريحا تخلق صداعا لنتنياهو تجاه امريكا

هآرتس 6-2-2023، بقلم عاموس هرئيل: التوترات في الضفة الغربية امتدت إلى أريحا تخلق صداعا لنتنياهو تجاه امريكا

أريحا ومخيم عقبة جبر للاجئين القريب منها، ليست بالمدينة التي تعتبر من رموز النضال المسلح الفلسطيني. في الانتفاضتين وفي فترات توتر أخرى، تصرفت أريحا تقريباً بشكل منفصل عما حدث في مدن الضفة الغربية الأخرى. في فترة اتفاقات أوسلو، نقلت إسرائيل للسلطة الفلسطينية في المرحلة الأولى السيطرة على أريحا كموطئ قدم أولى في الضفة إلى جانب السيطرة على قطاع غزة، على افتراض أنه عند الحاجة يكون بالإمكان تطويق المدنية ومنع خروج الإرهاب مها.

لكن في الأيام العشرة الأخيرة وقفت المدينة الناعسة في مركز اهتمام جهاز الأمن. وهذا حدث عقب محاولة تنفيذ عملية فاشلة: فلسطيني مسلح وصل إلى مطعم إسرائيلي في مفترق ألموغ جنوب أريحا وأطلق رصاصة واحدة، وفر من المكان بسيارة مع مخرب آخر، بعد أن اكتشف وجود خلل في سلاحه. وأظهر تحقيق “الشاباك” أن هذا الشخص عضو في خلية لحماس، التي وجد أعضاؤها في مخيم عقبة جبر ملجأ. وحسب أقوال “الشاباك”، فإنهم خططوا لتنفيذ عمليات أخرى. في نهاية الأسبوع الماضي دخلت قوة للجيش الإسرائيلي إلى المخيم وكان تبادل لإطلاق النار مع المسلحين، وأطلقت صواريخ مضادة للدبابات. وقد أصيب ستة فلسطينيين، لكن أعضاء الخلية نجحوا في التملص.

فجر أمس كانت محاولة أخرى للعثور عليهم. قوات من الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” اقتحمت المخيم، وأثناء تبادل إطلاق النار قتل خمسة مسلحين فلسطينيين وأصيب اثنان، معظمهم كما يبدو من أعضاء الخلية. لم يكن هناك أي مصابين في الطرف الإسرائيلي. بشكل استثنائي، القوة التي أصابت المسلحين تنتمي لمنظومة حماية الحدود، وهي كتيبة مختلطة تخدم فيها مجندات أيضاً، اللواتي شاركن في المعركة. الآن ينتظرون ما إذا سيكون رد على القتل بعملية من الضفة أو إطلاق الصواريخ من القطاع. وتيرة القتلى الفلسطينيين في الضفة أكثر من قتيل واحد يومياً منذ بداية السنة. وفي الأسبوع الماضي ظهر تسخين على حدود القطاع شمل إطلاق القذائف والصواريخ المضادة للطائرات ونار الرشاشات. السؤال هو: هل ستقرر حماس الرد على قتل النشطاء المتماهين معها في أريحا أم سترخي الحبل لفصائل فلسطينية أخرى؟

رافعة ضغط سموتريتش

قبل بضعة أسابيع التقى الوزير بتسلئيل سموتريتش مع ممثل جهاز الموظفين العامين البروفيسور دانييل هيرشكوفيتس، وشخصيات رفيعة أخرى في الجهاز. كان على الأجندة طلب لسموتريتش، وهو زيادة أعضاء الإدارة التي ستخدمه كوزير في وزارة الدفاع والمسؤول عن قضية الاستيطان في “المناطق” [الضفة الغربية]. وأوضح الوزير أثناء المحادثات خطته وطموحاته في وظيفته الجديدة، التي يتولاها إلى جانب منصب وزير المالية. “في الحقيقة، أنا أجلس أربعة أيام في الأسبوع في مكتب وزارة المالية”، قال سموتريتش حسب المشاركين في المحادثات. “ولا أجلس في وزارة الدفاع إلا يوم واحد. ولكن لا تخطئوا، المهمة الأهم عندي هي مهمتي في وزارة الدفاع”. وأضاف سموتريتش بأن نشاطه في وزارة الدفاع سيتم التعبير عنه بـ “أعمال استيطانية واسعة”، التي ستملي مستقبل الاستيطان في الضفة الغربية لسنوات قادمة.

تولد لدى جهاز الأمن انطباع بوجود وسائل في يد سموتريتش لضمان التعاون معه: بصفته وزير المالية، فهو الشخص الذي في يده صنبور الميزانية. قبل بضعة أيام في صفحته على تويتر، نشر سموتريتش صورة وثق فيها جلسة له مع شخصيات رفيعة في وزارته منتصف الليل. كبّر المتابعون الصورة واكتشفوا ما تم تسجيله على اللوح القابل للمسح في الوزارة أمام سموتريتش: “إضافات رئيس الأركان”. الجيش الإسرائيلي ينتظر منذ فترة طويلة مساعدة وزارة المالية لتسوية الزيادة في مخصصات التقاعد للضباط المسرحين من الخدمة الدائمة. مشكوك فيه إذا جاء نشر الصورة بالصدفة.

بدأ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ولايته الحالية بهجوم تشريعي، هدفه إحداث انقلاب قضائي في إسرائيل. الأمور تتم بشكل سريع ومتطرف في الوقت الذي ما زالت فيه المعارضة وجهاز القضاء يحاولان استيعاب نواياه. ولكن لتجسيد خطته وإنقاذ نفسه من الإدانة في المحاكمة الجنائية ضده، فنتنياهو بحاجة إلى مساعدة شركائه في الائتلاف، الذين كل واحد منهم له أجندة سياسية ومصالح خاصة به. على نتنياهو المناورة بينهم وأن يوازن بين عدة أهداف، التي يحاول دفعها قدماً في موازاة ذلك.

إذا تصالح نتنياهو مع النيابة العامة والقضاة والمتظاهرين وطلب إجراء حوار حقيقي حول المساومة (ليس المساومة الوهمية التي يدفعها قدماً من قبله رئيس الدولة إسحق هرتسوغ) فسيضطر إلى كبح وزير العدل ياريف لفين الذي قد يقدم استقالته إذا شعر بأنهم لا يعطونه كل طلباته. إذا واصل إلى الأمام بكل القوة، فسيضطر إلى تطبيق وعوده لسموتريتش ووزير الأمن الوطني بن غفير.

لكن المضي بالخطوات التي يقودها نتنياهو ولفين أمر قد يكلف نتنياهو المواجهة مع الإدارة الأمريكية وازدياد حدة التوتر في “المناطق” [الضفة الغربية]. واضح لجهاز الأمن أن سموتريتش يريد العمل بسرعة. هكذا جرت استعدادات لعقد جلسة أولى لمجلس التخطيط الأعلى في الضفة. وحسب التقديرات، تقف على الأجندة مصادقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة، وهي خطوة ستعقد العلاقات بالتأكيد مع الولايات المتحدة.

حقيقة أن الإدارة الأمريكية لا تثق بوعود نتنياهو واضحة أيضاً من الخطوة الاستثنائية التي اتخذها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي قرر بعد زيارته لإسرائيل وللضفة الغربية الأسبوع الماضي أن يبقي شخصاً رفيعاً في وزارته، وهي بربارة ليف، لتراقب خطوات الطرفين. نتنياهو، رغم الحكومة المتطرفة التي شكلها، يتبع خطاً منضبطاً في الساحة الفلسطينية، البعيد عن مواقف شركائه. في جميع القضايا التي على جدول الأعمال في الفترة الأخيرة، مثل منع تصعيد في القطاع بعد إطلاق الصواريخ والتوتر في أوساط السجناء الأمنيين وإخلاء بؤرة “اور حاييم” الاستيطانية وتأجيل إجلاء القرية البدوية الخان الأحمر- اختار العملية المنضبطة أكثر.

في المقابل، أراد بن غفير تأجيج النفوس: زيارته كوزير للأمن الوطني إلى الحرم، والمطالبة من مصلحة السجون بتشديد ظروف السجناء الأمنيين، وهدم البناء غير القانوني في القدس، ودوام استفزازه للعرب في إسرائيل. تفاخر بن غفير بأنه منع السجناء الفلسطينيين من إعداد خبزهم بأنفسهم، وحتى إنه نشر أمس فيلم فيديو يظهر فيه وهو يحتفل بتناول رغيف خبز ويشرح بأن الإرهابيين في السجون لن يتمتعوا بمثل هذا الامتياز.

لكن في الخلفية توترات أشد – حول توزيع كبار السجناء بين السجون، ومعاقبة الأسيرات اللواتي عبرن عن سرورهن بالعملية الدموية في “نفيه يعقوب” بالقدس. مؤخراً، هدأت النفوس قليلاً في السجون. الوزير ومصلحة السجون نفوا بأنه تم التوصل إلى تفاهمات مع السجناء. استناداً إلى تجربة الماضي، فإنه يمكن الافتراض بأن المخابرات المصرية دخلت إلى الصورة، وأن كبار رجال حماس والجهاد الإسلامي في السجون قد حصلوا على رسائل مطمئنة تم تنسيقها مع إسرائيل.

أما الأردن، ورغم زيارة نتنياهو الإيجابية نسبياً ولقائه الملك عبد الله (العلاقات بينهما غير جيدة)، فهو قلق مما يحدث في الحرم، وخصوصاً من استفزاز بن غفير. في زيارته للمنطقة، ذكر بلينكن إمكانية أن يزور نتنياهو واشنطن قبل بداية رمضان في 22 آذار القادم (كان نتنياهو يأمل تسلم دعوة أبكر من ذلك، قبل نهاية شباط؛ ربما أجّل الأمريكيون اللقاء على خلفية معارضتهم للانقلاب القضائي خاصته). في الولايات المتحدة والأردن ومصر يقلقون من إمكانية الاشتعال في القدس و”المناطق” في شهر رمضان.

في المحادثات التي جرت في رام الله، كرس وزير الخارجية الأمريكي معظم وقته لمخاوف الإدارة من تداعيات إضعاف السلطة الفلسطينية. حاول بلينكن التوسل لرئيس السلطة الفلسطينية العجوز لنشر الأجهزة الأمنية الفلسطينية للقيام بنشاطات جديدة في جنين ونابلس. أصبح الفلسطينيون يتحدثون عن خطة “دايتون 2” الأمريكية لنشر الأجهزة في شمال الضفة استمراراً لتدريب الأجهزة قبل نحو 16 سنة بعد الانتفاضة الثانية.

لم يتحقق بالفعل إعلان السلطة عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل رداً على عملية الجيش الإسرائيلي في جنين التي قتل فيها عشرة فلسطينيين في نهاية كانون الثاني. ويجري الطرفان حتى الآن اتصالات في قضايا ملحة، لكن القطيعة السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية شبه كاملة. لا بديل للقناة التي أدارها وزير الدفاع السابق، بني غانتس، مع الرئيس محمود عباس. معظم الرسائل تنقل للسلطة الفلسطينية بواسطة منسق أعمال الحكومة في “المناطق”، وبواسطة “الشاباك”.

كتب ناحوم برنياع في “يديعوت أحرونوت” في نهاية الأسبوع أن الإدارة الأمريكية التي تخشى الاشتعال في “المناطق” والتي تريد وقف الانقلاب القضائي في إسرائيل، تتحسس مع نتنياهو بحثاً عن صفقة.

سيضمن الأمريكيون لرئيس الحكومة المضي بالضغط والخطط الهجومية ضد المشروع النووي الإيراني، وسيساعدونه في طريقه لتحقيق حلمه، وتحقيق اتفاق تطبيع مع السعودية، وهو في المقابل سيكبح خططه في المجالات الأخرى.

التغيير في المقاربة الأمريكية واضح أيضاً في المناورة المشتركة مع الجيش الإسرائيلي “جونفر أوك”، التي جرت الشهر الماضي وتقاسم فيها الطرفان أهداف هجوم في مناورة بصورة تذكر بهجوم مشترك في إيران. واستخدم نتنياهو أيضاً إيران كحجة، وربما كذريعة، في محادثاته مع شركائه في اليمين. هم حسب رأيه، يجب أن يأخذوا في الحسبان ما يجري في “المناطق” كي لا يشوشوا عليه استعداداته لهجوم في إيران. ولكن منذ عقد تقريباً ورئيس الحكومة يلوح بالورقة الإيرانية لأغراض داخلية. من غير المؤكد أن ذلك سيقتنع شركاءه بسهولة. يجب التذكر، ما زالت على الأجندة إمكانية حدوث انتقام لإيران على هجوم الحوامات الذي نسب لإسرائيل في أصفهان الأسبوع الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى