ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يقدم: الشر في الأقلية “درعي”، مقابل الشر المطلق “سموتريتش”

هآرتس 16-11-2022، بقلم تسفي برئيل: نتنياهو يقدم: الشر في الأقلية “درعي”، مقابل الشر المطلق “سموتريتش”

“بتسلئيل سموتريتش وزير دفاع” عنوان مخيف. يجب تخيل محادثة عمل بينه وبين نظرائه الأمريكيين أو الفرنسيين، أو وصف جلسة في هيئة الأركان مع رئيس الأركان وطاقم القيادة العليا لكي نصاب بقشعريرة من عمق هذا العبث. رجال أمن وجنرالات في الاحتياط هبوا ليوضحوا الخطأ الفظيع الذي سيرتكبه نتنياهو إذا عيّن سموتريتش في هذا المنصب.

“أعتقد أنه خيار سيئ لجهاز الأمن ولأمن دولة إسرائيل أيضاً. ليس لسموتريتش تجربة أو معرفة، ولا يملك ما يكفي من السلطة أمام جميع الذين هم في وزارة الدفاع والجيش. هو شخص مؤهل جداً، يجب أن يمر بتدريب ويكتسب الخبرة قبل تولي مثل هذا المنصب”، قال إيتان بن الياهو في القناة 12. أما عاموس جلعاد فكان أكثر حزماً عندما قال: “سموتريتش شخص له عمود فقري، ولن يتجاهل الدوائر التي جاء منها، وأتوقع مواجهة شديدة جداً آخذة في التطور”. اعتبر نية تعيين سموتريتش “كارثة كبيرة”. آخرون حذروا من شرخ في العلاقات مع الولايات المتحدة ومواجهات في “المناطق” [الضفة الغربية] وربما عملية واسعة في قطاع غزة، وهجوم على إيران، وبناء عشرات المستوطنات الجديدة.

المشكلة مع سموتريتش هي مواقفه المتطرفة بخصوص العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، ومع دوافعه القومية المتطرفة وعنصريته المتعصبة. بماذا يهم إذا كان مؤهلاً؟ هل هو مناسب أكثر للمنصب إذا كان يحمل رتبة جنرال؟ إذا كان الفشل في تعيين سموتريتش هو فشل في الأدوات، أي نقص في المعرفة والتجربة، وعدم معرفة المنظومة الأمنية وغياب سلطة قيادية.. إلخ، هل آريه درعي أفضل منه في وزارة الدفاع؟ هل يمكن لأحد تخيل درعي يجري مفاوضات حول طائرات قتالية؟ وأن يقرأ خرائط عملياتية ويوجه سلاح الجو؟ وماذا إذا كان إيتمار بن غفير في وزارة الأمن الداخلي؟ هل هذا خيار منطقي أكثر من سموتريتش في وزارة الدفاع أو من تعيين درعي كمسؤول عن خزينة الدولة؟ وبالأساس، هل من المنطقي أن يتولى متهم بمخالفات جنائية منصب رئيس الحكومة؟ ولكن عندما تكون النار موجهة نحو سموتريتش، فمن يتذكر المجرمين الآخرين؟

يبدو أن أي تعيين وزير رفيع في هذه الحكومة كان سيجتاز مستوى شروط لجنة تعيين الشخصيات الرفيعة، ولو كان من الصلاحيات لوضعت على الجميع الخاتم الذي يقول “غير مؤهل وغير مناسب”. ولكن النقاش الملتهب حول جودة التعيينات ليس حول مؤهلات المرشحين وقدرتهم، بل يتغذى من الخوف العميق والراسخ من مواقفهم السياسية والوحشية المتوقعة من هذا التجمع الذي يسمى حكومة نتنياهو، وهو خوف يخدم نتنياهو، ويسوغ اختباراً استثنائياً وخطيراً يسمى “أهون الشرور”، الذي بحسبه إذا كان تعيين سموتريتش هو الشر المطلق فإن تعيين جميع الوزراء الآخرين، بمن فيهم بن غفير في منصب وزير الأمن الداخلي وآريه درعي في منصب وزير المالية، هو أهون الشرور. هذا التمرين يفترض أن هناك ضرراً سيلحق بنا من كل تعيين. ولكنه يخلق الوهم في أن تعيينهم حسب مبدأ “أهون الشرور” سيقلص الضرر الجماعي للحكومة، وبالأساس سيعرض نتنياهو على أنه الشخص الحكيم وصاحب البيت المسؤول الذي يدافع عن الديمقراطية ويحمي حدود إسرائيل من التدمير الداخلي.

هذه منظومة آنية مستطرقة، يحول فيها نتنياهو المجرمين المدانين إلى وزراء كبار وشرعيين، وفي المقابل يحصل منهم على شهادة حسن سلوك لتولي منصب رئيس الحكومة. إذا كانوا هم “أهون الشرور” مقارنة معهم، فإنه هو الخير المطلق. التمرين لا ينتهي هنا؛ فإذا لم يعين سموتريتش في منصب وزير الدفاع في نهاية هذه المناورة، فالفضل بذلك يعود لنتنياهو الذي أنقذ الدولة من أسوأ ما في الأمر، وبعد أن نخرج المصور من الهيكل سنرى من يتجرأ على المعارضة وانتقاد الأعمال البهلوانية التي سيقدمها نتنياهو.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى