ترجمات عبرية

يديعوت: معركة حماية الديمقراطية

يديعوت 2022-10-31، بقلم: آري شافيت، حماية الديمقراطية

كل حملة انتخابات هي استفتاء شعبي. وفي كل حملة انتخابات يوجد سؤال واحد أساسي يكون المواطنون مطالبين بأن يجيبوا عنه. فهل الانتخاب بعد غد هو بين بيبي ولا بيبي؟ بين يمين وبين يسار؟ الحرب أو السلام؟ الرأسمالية أو الاشتراكية؟ لا. كل هذه الأسئلة هي تاريخ. السؤال الحاسم هذه المرة مختلف: بوتين أو لا بوتين. إسرائيل قومية متطرفة – بسلطة مطلقة، بروح موسكو، أو إسرائيل يهودية – ديمقراطية. حكم مركزي للكرملين في القدس – أو مجتمع حر.

حتى قبل وقت قصير مضى، كان بوتين بطلا محليا. مثل نظيره الأميركي دونالد ترامب يعد هنا كزعيم قوي لامة قوية. رجل – رجل. عندما فشل باراك أوباما في سورية ونجح فيها بوتين، نال الذكر من موسكو هنا هتافات عاصفة. أمام الضعف والمصالحة للغرب الليبرالي فإن كل الـ»كي.بي.جي» السابق عرض عنقود قيم سحر لب قسم كبير من الاسرائيليين: قوة، تصميم، دهاء وذكاء. في الوقت الذي أخذت فيه إسرائيل تتغير. الخوف الحقيقي والمبرر من فقدان قدرة الحكم، خلقا تطلعا لزعيم قوي ذي قبضة حديدية. العداء لجهاز القضاء ولد إيمانا بحكم قوي عديم القيود وعديم الحدود. انهيار حل الدولتين أدى إلى فشل مزاج قوة وهكذا، بالتدريج، سنة تلو سنة، تبنى قسم مهم من الاسرائيليين عالم مفاهيم يشبه جدا عالم مفاهيم الحاكم الروسي. فقد ملوا الكونية، الليبرالية، التوازنات والكوابح. تعبوا من الأخلاقية، من السلامة السياسية والقيود التي وضعت على القوة. عندما أيدت الجماهير اليئور عزاريا وثارت ضد رئيس الأركان آيزنكوت، فإنهم تمردوا في واقع الأمر على الرسمية الديمقراطية المتوازنة والملجومة. وعندما يحملون الآن على أكتافهم سموتريتش وبن غبير فإنهم يسيرون في طريق صياد الدببة مكشوف الصدر من سيبيريا.

مشكلة: دولة القبضة الروسية تنكشف هذه الأيام في أوكرانيا كدولة بائسة. نموذج بوتين انكشف في كييف وخيرسون كنموذج فاشل. محب الحرائق من الكرملين ليس زعيما قويا لامة قوية بل زعيم ضعيف لامة متفككة. لماذا؟ لأنه عندما لا يدافع الجنود عن مجتمع حرب بل عن حكم طاغية – فإنهم يهربون من المعركة. وعندما يكون النظام فاسدا – يكون الجيش عفنا. وعندما لا يكون فصل للسلطات ولا تكون حرية، فإنه لا تكون هوية وطنية متماسكة ولا تكون هناك روح قتالية. وعندما يخرج الناس إلى حرب خيار لا تستهدف الدفاع إلا عن الاحتلال – فمصيرهم الهزيمة. القومية المتطرفة ذات نزعة القوة والصلاحيات المطلقة تنهار في ذاتها وتؤدي إلى الخراب. لقد عرفت الصهيونية دوما هذه الحقيقة الأساسية. فقد تحققت المعجزة الإسرائيلية لأننا وازنا دوما بين القومية والكونية، بين القوة والحرية وبين الروح القتالية والسعي إلى السلام. عرفنا دوما ان علينا أن نكون أقوياء لكننا فهمنا دوما ان علينا أن نكون محقين أيضا. رغم أننا شهدنا هنا مئة سنة حرب، فإننا لم نتخل عن الحرية، عن الديمقراطية وعن التقدم. وبشكل شبه عجيب نجحنا في أن نصمم دولة عرفت كيف تكون أثينا قوة دون أن تصبح سبارتا. وعليه فإن ما يقترحه سموتريتش، بن غبير وحلفائهما علينا الآن خطير جدا وعليه فإن فعلهم السياسي هو غير صهيوني على نحو ظاهر.

هكذا بحيث أن الخيار الذي يقف أمامه الإسرائيليون هذا الأسبوع ليس بين نتنياهو، لابيد وغانتس؛ الخيار هو بين القومية المتطرفة على نمط بوتين وبين القومية اليهودية، الإسرائيلية والديمقراطية، في 21 تشرين الثاني المعركة هي على الروح وعلى البيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى