معاريف: سلوك نتنياهو في الاتفاق مع لبنان يضع صورته كأفضل سياسي على المحك

معاريف 20/10/2022، بقلم: افرايم غانور، نتنياهو والاتفاق مع لبنان
كلما اقترب موعد الانتخابات في مطلع تشرين الثاني، يتبين أكثر بأن بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، اللذين أعلنا عن السباق المشترك، سيصبحان مفاجأة الانتخابات القادمة. ستستمد قائمتهما قوتهما من خائبي “يمينا” لنفتالي بينيت وآييلت شكيد، ومن الليكود، وقليلاً من “شاس” و”يهدوت هتوراة”.
كان متوقعاً أنه بعد إسقاط حكومة التغيير خصوصاً بعد تحطم “يمينا”، أن نرى صعوداً لليكود بخمسة مقاعد أخرى على الأقل، بصفته الحزب اليميني الرائد الذي يترأسه بنيامين نتنياهو، والذي يعد منذ سنوات مرشح اليمين لرئاسة الوزراء. أما في الواقع، فإن الليكود يراوح في كل الاستطلاعات تقريباً مع 31 – 33 مقعداً، الحقيقة التي تثبت بأن نتنياهو لم يعد يسهم لليكود بالأصوات، خصوصاً أنه بدأ يفقد قوته ومكانته ليس فقط في أوساط الجمهور بعامة، بل وفي أوساط جمهور مقترعي اليمين.
عملياً، يحمل على كتفيه نواة المصوتين إياها، أو من يسمون “البيبيين”. يوجد غير قليل من مصوتي الليكود القدامى ممن يحتجون على أن هذا لم يعد هو الليكود الذي كان ذات مرة مع البهاء البيتاري، ليكود بيغن وشامير.
نجح نتنياهو على مدى سنين في خلق صورة السياسي الأفضل لنفسه، الذي يعرف كيف يوجه الدفة في حملات الانتخابات أفضل من كل من يقف أمامه. وها هو نتنياهو في اختبار هذه الأيام ينكشف تقريباً كمن لا يرى الواقع كما هو ولا يفهم بأنه لو كان يعرض حول اتفاق الغاز موقفاً براغماتياً من التأييد انطلاقاً من التفكير الموضوعي والأمني، مثلما عرض هذا من جانب كل محافل الأمن، لبدا مختلفاً في نظر جمهور واسع من المترددين. المواقف التي يعرضها نتنياهو هذه الأيام عن اتفاق الغاز لحكومة التغيير سخيفة، وبالأساس حين يكون واضحاً لكل ذي عقل بأن نتنياهو لو كان يقف في مكان لبيد حيال هذا الاتفاق لوقع عليه بكلتا يديه. ألا يفهم بأن أمامه فرصة ليثبت لكل المتذمرين بأنه بخلاف ما يقوله معارضوه، يضع الدولة قبل كل مصلحة وشأن؟ سلوك نتنياهو الأخير يثبت أنه فقد الحكمة السياسية التي ميزته على مدى السنين.
إن ظاهرة الزعماء القدامى الذين يعمل الزمن والأقدمية ضدهم ليست جديدة. رئيس الوزراء الأول دافيد بن غوريون هو الآخر -وكان كاريزماتياً جداً- وجد صعوبة في إدراك أن هناك موعد نفاد للعطف والكاريزما والحكم. كما يذكر، تأخر في الاعتراف بذلك حين نشأت في مباي إياه تيارات جديدة، ووجد نفسه أمام معسكر ليفي اشكول وغولدا مائير وغيرهما. تلقى الجواب الحقيقي لأخطائه في صناديق الاقتراع في 1965، حين تكبد حزبه الجديد “رافي” فشلاً ذريعاً في الانتخابات، أدى إلى إنهاء حياته السياسية الطويلة وأعاده إلى بيته في “سديه بوكر” حتى يومه الأخير.