ترجمات عبرية

هآرتس: كيف يمكنك إدارة مهنة كهذه؟

هآرتس 13/9/2022، بقلم: ب. ميخائيل

رئيس الأركان غاضب جداً من محمود عباس. ما هذا العجز؟ ما الذي يفكر فيه بينه وبين نفسه، هل يعتقد أننا سنقوم من أجله بعمل أسود خاص بنا؟ وإذا لم يستيقظ ويبدأ بالاعتقال والمصادرة والقتل كما طلبنا منه، هل سنضطر إلى فحص أعماله… واللبيب تكفيه الإشارة، إذ لا يمكن أن نواصل بهذه الصورة.

ورئيس الشاباك هو أيضاً قلق جداً. هذا فظيع. مع كل ذلك، سأصوت لسموتريتش أو بيبي أو امسالم. فقط لأقلص الانقسام الداخلي قليلاً. في نهاية المطاف، لا أريد أن أكون جزءاً من مشروع تغذية الإرهاب.

حتى ضباط كبار تذمروا. السلطة الفلسطينية ضعفت، وباتت تسحب قدميها، وفقدت الرغبة في العمل معنا. لماذا؟ ما الذي حدث؟ ببساطة، سلوك مقرف. حتى إننا أرسلنا مبعوثين إلى قطر كي يتحدثوا مع أبو مازن، ويشرحوا ما هو جيد بالنسبة لنا. وليبلغوه بأن عليه أن يستيقظ ويعود للعمل.

مكتب عباس في الطرف الثاني للشارع. وباستطاعة رئيس الحكومة اجتياز الشارع والتحدث معه كما يريد، لكن هذا ممنوع. سيقولون بأنه يساري، ويتحدث مع عرب. مسموح له التحدث مع قطريين وإماراتيين وسعوديين، لأنهم أثرياء. وليسوا فلسطينيين. ربما سينتج عن ذلك بضعة شواكل للصناعات العسكرية. لماذا نتحدث معهم؟ ما علاقتهم بهذه الصفقة؟ عليهم القيام بعملهم ويصمتوا. ولكن الاحتلال يتدهور في هذه الأثناء. لماذا؟ ما الذي حدث؟

ربما فقدت السلطة الشهية لتكون مقاولاً للشاباك بسبب الثمانين جثمانا فلسطينيا منذ بداية هذه السنة. ولكني أقول هراءات يسارية. لكن من يهمه إذا مات بعض العرب؟ في نهاية المطاف، المتحدث بلسان الجيش يشرح بأنهم كانوا جميعاً إرهابيين، ويعمل حسب القاعدة المعروفة، وهي أن أي فلسطيني نطلق عليه الرصاص هو فلسطيني إرهابي.

لكن الآن من الجدير ترك السخرية المتذاكية، نسأل بكل جدية: هل السادة المحترمون المذكورون آنفاً اختلفوا في الرأي؟ هل يتهمون السلطة الفلسطينية بتزايد العصيان الفلسطيني، ويتهمون “الانقسام الداخلي في الشعب”؟

هاكم عدداً من الحقائق كي يعرفها رئيس الشاباك ورئيس الأركان والعاملون الآخرون في مهنة الاحتلال: أنتم تقتلون الفلسطينيين كأنهم ذباب، وتصادرون ممتلكاتهم وكأنها مشاع، وتنكلون بهم بشكل ظالم يصعب إيجاد مثله في كل العالم، وتقيمون في شرايينهم بمساعدة شبكة من الجواسيس والمخبرين والعملاء، وهي الشبكة التي لم تكن لتخجل جهاز المخابرات الألمانية. وتسلبون منهم حقوقهم وحياتهم وإنسانيتهم وآمالهم، وعلى الأغلب أيضاً من أولادهم.

إنكم لا تعرفون لماذا يحاربونكم. ببساطة، أصابكم الجنون. الوقاحة والغطرسة والظلم والشر كلها تظهر من كل مساماتكم.

وكي لا أنسى، هاكم موضوعاً بسيطاً ليعرفه رئيس الأركان: قبل أن يقدم شكواه لأبو مازن، عليه أن يأمر شرطة الاحتلال التي يترأسها بأن تعالج عصابات الجريمة من التلال، التي تقوم بمذابح منتظمة في البلدات الفلسطينية. أو بدلاً من ذلك، يضع هذه المهمة في يد قوات أبو مازن. فهذا قد يساعد.

العفو لأنني قلت هذا بانفعال. اليساريون الساخرون أيضاً ينفد صبرهم أحياناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى