يديعوت: أياً كان قرار الزعبي، نتنياهو لن يعود والائتلاف سيسقط

بقلم: شمعون شيفر، يديعوت أحرونوت 22/5/2022
ادعت محافل سياسية في نهاية الأسبوع بأن النائبة غيداء ريناوي الزعبي لا تعتزم مساعدة المعارضة على إسقاط الحكومة، أما الحقيقة فهي أن قرارها لم يعد مهماً. فمهما يكن من أمر، فقد انتهى هذا. حكومة بينيت-لبيد أنهت طريقها لأنها ما عادت تستطيع الركض بانسجام والتصرف كمجموعة. لم يسبق لبينيت ولبيد أن أدارا ائتلافاً، ولم يكونا سوى جزء من ائتلاف.
يقترح كهيلت ختاماً أليماً ودقيقاً لأسباب سقوط الحكومة. أما أنا فسأضيف أن هكذا يبدو غياب الحوكمة، وهكذا تبدو الأيام الأخيرة لحكومة بينيت – لبيد.
لم يتمكن نيتسان من عمل الأمر الوحيد الذي ينتظر منه في الساحة السياسية: أن يحافظ على الزعبي كي لا تفر من الائتلاف.
ومع ذلك لا شك في أمر واحد: حتى لو لم يجتز “ميرتس” نسبة الحسم ولا يدخل الكنيست في الانتخابات التالية، فإن المتحدثين باسمه سيكونون دوماً “محقين”. سيواصلون كونهم “محقين” وسيتحدثون عن مسألة واحدة – الاحتلال، بكل جوانبه. سيلاحقون، ولن يجدوا إلا العبث الذي سيجدون فيه تعبيراً عقيماً. خسارة.
حق نتنياهو كرئيس المعارضة أن يخرب على كل مبادرة تشريع للحكومة. نعم، حتى على مبادرة المشاركة في رسوم تعليم المقاتلين. يفترض بالمعارضة أن تحاول إسقاط الحكومة القائمة، ونتنياهو جيد في هذا.
غير أن نتنياهو لم يقترب مليمتراً واحداً من العودة إلى بلفور، لأن رئاسة الحكومة في نهاية المطاف تشترى عندنا بـ 61 يداً، وحسب كل المؤشرات، لا يملك هذا.
لقد كانت لحكومة التغيير فرصة لسن القانون الذي يمنع المتهم من أن يكون رئيساً للوزراء. تلبثوا وهكذا ساعدوا نتنياهو. اسألوا آييلت شكيد عن السبب.
في 1986 جاء شمعون بيرس الذي كان يوشك على إنهاء ولايته كرئيس حكومة الوحدة، لزيارة كندا. آفي غيل، الذي كان الناطق بلسان السفارة في أوتاوا، روى لبيرس أن هناك تقريراً سيبث في “صوت إسرائيل” يمتدح إنجازات الزيارة. وقال غيل: “وضعت شيفر في الصورة”. وهكذا في منتصف الليل، بسبب فوارق التوقيت، وقف بيرس ورجاله حول المذياع ليستمعوا إلى البث الذي أنهيته على النحو التالي: “الآن حين يعتلي بيرس سريره المريح في المضافة الرسمية، وينظر يميناً يساراً وإلى الأعلى في غرفة النوم، سيرى صورة إسحق شامير يبتسم بملء فمه. وعلى هذا قيل: يضحك من يضحك أخيراً”. ورداً على ذلك، صرخ بيرس على غيل: “أهكذا وضعت المراسل في الصورة؟!”.
في هذه الأيام ينشر غيل الذي تمكن من إشغال منصب مدير عام وزارة الخارجية، كتاباً مضحكاً وذكياً: “مفترق تورينتو”، جدير بالقراءة.
الموغ بخر، شاعر عاش في القدس واشتهر بالقصيدة الشرقية، ينشر هذه الأيام كتاباً “كي ينثر الملح على الماضي”. وكتب يقول: “القدس تتفجر إلى السماء وإلى حجارتها – التي يحتد نصفها ونصفها ينكسر. ونحن أبناء هذه الحجارة نكسر وننكسر، إذ نرشق الواحد إلى الآخر ونعود إلى الحيطان لنطلب مغفرتها ونرتاح في داخلها… ونستجدي ألا تقترب مدينتنا إلى السماء مرة أخرى”. لشدة الأسف، هذا الواقع حولنا لا يتغير. القدس التي نعيش فيها تجرنا معها إلى الأسفل.



