ترجمات عبرية

يديعوت – محور ضد طهران ..!

يديعوت  2022-03-28 – بقلم: عميحاي أتالي

بعد أكثر من عقد من الجمود، سخنت مؤخراً العلاقات مع تركيا، وزار وفد عسكري لأول مرة المغرب، وزار رئيس الوزراء بينيت مصر، وقمة وزراء الخارجية في سديه بوكر هي ذروة الازدهار السياسي لإسرائيل، أساساً في الساحة الشرق أوسطية: من الجهة الأخرى، الاتفاق النووي المتبلور يفترض أن يقلق إسرائيل وكذا الخوف من التصعيد الأمني في ضوء شهر رمضان.
ينجح رئيس الوزراء بينيت في أن يقول عن نفسه إنه احتل على نحو جميل المكانة السياسية العظيمة التي تركها له بنيامين نتنياهو. فبينيت ينجح في أن يحافظ جيداً على اتفاقات إبراهيم، التي كانت إنجاز نتنياهو بل أن يعزز علاقات إسرائيل مع جيراننا في الشرق الأوسط.
في الأسبوع الماضي زار رئيس الوزراء مصر والتقى في شرم الشيخ بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومع ولي العهد في اتحاد الإمارات، وعنيت القمة أيضاً بمواضيع الأمن وبمواضيع «الحياة نفسها» – الاقتصاد، الطاقة والتكنولوجيا.
بينيت يعرف كيف يستغل الفرص وعلى خلفية الارتفاع في أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا، يحلم بالغاز الإسرائيلي الذي سيصبح سائلاً في مصر ويباع لأوروبا.
إضافة إلى هذا كانت في هذه القمة إشارات لإيران من الدول التي توشك على التوقيع معها قريباً على الاتفاق النووي.
في إسرائيل، كما ادعت مصادر سياسية في نهاية القمة أنه كان هدفها ضمن أمور أخرى محاولة نقل رسالة استياء في ضوء الاتفاق المتبلور، وبخاصة طلب شطب الحرس الثوري من قائمة منظمات الإرهاب الأميركية.
إلى القمة في مصر تنضم قمة أخرى. وزير الخارجية لبيد سيستضيف ابتداء من اليوم في سديه بوكر وزراء خارجية اتحاد الإمارات، البحرين، المغرب ومصر إلى جانب وزير الخارجية الأميركي.
في الإحاطات التي قدمها مصدر سياسي رفيع المستوى زعم أن هذه قمة مهمة: «هدف القمة: شرق أوسط آخر»، أعلن وأضاف: «في إسرائيل لم تكن أبداً قمة بمثل هذا الحجم، تستضيف فيها إسرائيل أربعة وزراء خارجية من دول عربية».
ولم يتردد المصدر في ربط القمة صراحة بالاتفاق النووي وقال: «على خلفية التخوف من إيران والعودة المرتقبة إلى الاتفاق النووي، فإن الحديث يدور عن دول ترى بشكل متماثل التهديد الإيراني».
كما أسلفنا، فإن العلاقات مع تركيا تتحسن هي الأخرى: فبعد 12 سنة جعلت فيها تركيا نفسها خصماً لإسرائيل في أعقاب أحداث مرمرة، فإن جملة من الأحداث من ضمنها ضرر كبير للوضع الاقتصادي في الدولة، وضعتها في موقف ضعيف نسبيا.
وشخصت القيادة السياسية هذا الفراغ ومن أخذ على عاتقه مهمة تحسين العلاقات الرئيس إسحق هرتسوغ والذي يتكشف أكثر فأكثر كسياسي ذي تأثير مهم على علاقات إسرائيل الخارجية.
لقد سبق لهرتسوغ أن زار تركيا بنفسه، واستقبل هناك بحرارة لدى أردغان الذي يوجد الآن في موقف المغازل، كما حرص هرتسوغ على عدة بادرات طيبة، والآن يدعي أردوغان بنفسه بأن بينيت قد يصل قريباً إلى دولته.
وفد عسكري زار مؤخراً المغرب هو دليل آخر على تحسين العلاقات وتحولها إلى علاقات بين مستويات العمل – وليس فقط المستوى السياسي.
تضع جملة الأحداث هذه إسرائيل في نقطة فائقة من ناحية إقليمية. فبينيت ينجح في مواصلة طريق نتنياهو بل وأخذها إلى الأمام. ولكن فوق كل شيء تحوم سحابة غليظة: الاتفاق النووي مع إيران. إذا كان الاتفاق نفسه الذي سيسمح لإيران بالعودة إلى الوضع الطبيعي من جوانب عديدة دون وقف مهم للبرنامج النووي، فلا تكفي الأحاديث عن إخراج الحرس الثوري من قائمة منظمات الإرهاب، هي خطوة واحدة أبعد مما ينبغي.
حسب التقارير فإن الولايات المتحدة مستعدة لأن تزيل الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب وتطالب بالمقابل بتعهد إيراني «بلجم» الجهاز.
أما إسرائيل، وكذا بضع أصدقاء إقليميين جدد لها فلا يمكنها أن تقبل مثل هذه الخطوة.
من جهة أخرى، بخلاف فترة نتنياهو فإن النهج الإسرائيلي الحالي لا يتضمن حملة إعلامية صارخة ضد الاتفاق وستتضمن أساساً حملة قوية لمشتريات أمنية انطلاقاً من الفهم بأن ليس لنا من نعتمد عليه غير أنفسنا.
غير أن الازدهار السياسي الاستراتيجي هذا، من شأنه في نهاية المطاف أن يستقبل بالعوائق: العملية في بئر السبع في الأسبوع الماضي والسبع عمليات في القدس الشهر الأخير والتي انتهت دون إصابات تهدد الازدهار السياسي.
أما القيادة التي تحاول رفع الرأس نحو تحسين العلاقات مع جيراننا وتعزيز الحلف ضد إيران فعليها أن تصلي – وأن تبقي على عين مفتوحة أيضاً – كي لا تسخن مثل هذه العمليات الجبهة المحلية في شهر رمضان، وذلك كي لا تتفجر الأحلام السياسية الكبرى على صخور التعقيدات الإسرائيلية.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى