#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود – القاطرة … القطرية ( 2 )

السفير ملحم مسعود – اليونان ١٠-٢-٢٠٢٢م

عود على بدء …

بعد عرض سريع , لمرحلة الحصار التي فرضها الأشقاء على قطر … وكان لا بد من  المصالحة وإن طال ” الحصار ” …  وهنا لا أريد نكأ الجراح  . وكما يقولون الوقت يداوي كل الجراح

يستحضرني قول الشاعر الكبير عبد العزيز المقالح عن صنعاء ، ونحن هنا في مصالحة (الإخوة )  التي لا بد منها … كما لا بد  للشاعر من  صنعاء في قصيدة شهيرة له هذا مطلعها :

يوماً تغنى فى منافينا القدر .. لابد من صنعاء وإن طال السفر

لابد منها .. حبنا أشواقها  ..  تذوى حوالينا إلى أين المفر

وايضا … إذا رجعنا لتاريخنا … يستحضرني  قول الشاعر الكبير ( السموأل ) وهو شاعر جاهلي يهودي عربي … في قصيدته ( اذا المرء لم يدنس )  جاء فيها :

وما قل من كانت بقاياه مثلنا… شباب تسامی للعلا وكهول

القصيدة الرائعة التي يوضح من خلالها أنّ مقياس المرء القوة، والأفضلية بين القبائل ليس بكثرة العدد وأنّما تكون بالقوة والشجاعة والكرم، والأخلاق العالية والخصال الحميدة.

أقول ذلك وكان  عدم  حضور ومشاركة دولة الإمارات بشخص الشيخ محمد بن زايد ولي العهد في مصالحة   ” العلا ”  لها دلالة لا تخطؤها العين …

واخيرا  جاء الخبر اليقين هذه الأيام … حين إلتقى أمير قطر الشيخ محمد بن زايد   في الصين  على هامش اولمبياد بكين , وكان اللقاء الاول منذ بدأ الازمة ,  ولم تستانف ابو ظبي علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة منذ مصالحة ” العلا ” الخليجبة في يناير 2021 …

وغالباً ما تمحو السنون غبار وعوابر الأيام

في قراءة هادئة عن زيارة امير قطر لواشنطن , وما رشح من قضايا وملفات وهي كثيرة منها  الملف الإيراني  والتي تربطها قطر علاقات متوازنة معها وسياسات واضحة مما يؤهلها اكثر من دور , في نزع فتيل التوترات  والحد من التصعيد .

كما كان  لها أدوار سياسية عديدة كوسيط بين اطراف متقاتلة … وعلى  سبيل المثال افغانستان كذلك من إتصالات ولقاءات كانت مقبولة ومرحب بها من مختلف الأطراف  ,  وحضورها الدائم في المسألة الفلسطينية , ونجاحاتها في فكفكة العقد في اكثر من مكان وزمان … الخ.

حسبما أشار مصدر “نيزافيسيمايا غازيتا” في السلك الدبلوماسي القطري، طالبا عدم ذكر اسمه. ووفقا له، فإن لدى الزعيمين ما يناقشانه ليس فقط حول الصراعات الدولية، إنما وأوجه التعاون الثنائي. وأشار المصدر إلى أن اقتراح التعويض عن الغاز الروسي بحد ذاته يبدو طموحا، لكن من الصعب على الإمارة إرضاء مصلحة الولايات المتحدة:

فالخطة تخلق عامل توتر مصطنع في العلاقات مع روسيا. ويوافقه على ذلك محاور دبلوماسي آخر لـ”نيزافيسيمايا غازيتا” في الدوحة. وقد أشار إلى أن قطر لديها كثير من العملاء في آسيا وسيكون من الصعب للغاية إعادة توجيه الصادرات

خاصة أن الغاز الروسي بات السلاح الروسي الأقوى الذي بات يحرج موقف الدول الأوربية المنضوية في ظل حلف الناتو والمحكومة باتفاقيات دفاع مشترك مع أمريكا، ناهيك عن استشعار الناتو الذي يعتمد على الدعم الأمريكي بشكل رئيسيّ، بالخطر المحدق فيما لو حصل المحظور ونفذت روسيا أجندتها بإقدامها على احتلال أوكرانيا في حرب خاطفة، مع أن موسكو اعترفت مسبقاً باستقلال أوكرانيا، وإن خطوة كهذه تعتبر احتلالاً لا يمكن أن يمر دون تبعات قاسية على المعتدي  .

ولنبدأ بمعايير استيراد الغاز التي تعتمد فيها عقود الشراء على الكمية والزمن والسعر المناسب.. وهي جميعاً متوفرة في العقود البينية مع روسيا التي توفر نصف إمدادات أوروبا من الغاز، هذا إذا علمنا أيضاً بأن روسيا تنتج 200 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي، منها أكثر من 177 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي يذهب إلى أوروبا. هذا غير ما تستوعبه الأسواق العالمية من الغاز الطبيعي الروسي،

وقد أكد رئيس مجلس إدارة غابرو ألكسي ميللر، بأنه بإمكان غازبروم ، زيادة إنتاجها بنسبة 4.8% لتصل لما هو مخطط له

أما الخيار القطري الذي أدخله مؤخراً جو بايدن في حسابات المواجهة مع روسيا، واعتماداً على تقرير حديث لجهاز التخطيط والإحصاء القطري صدر في 18 يناير العام الجاري، فقد بلغ إنتاج قطر من الغاز الطبيعي خلال عام 2020 مستوى 171.3 مليار متر مكعب (126 مليون طن متري)، وهو ما يعادي 4.4 بالمائة من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في العالم، ما يجعل قطر تحتل المرتبة الخامسة كأكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، والصين.. ويعتمد الكثيرُ من دول العالم على الغاز الطبيعي القطري حتى الصين التي تحتاج وتستورد من قطر لتعويض النقص لديها

فهل تستطيع قطر إذن توفير حاجة أوروبا من الغاز الطبيعي لو قطعته روسيا عنها؟

فمن الطبيعي أن فائض الإنتاج القطري من الغاز الطبيعي لن يحل مشكلة أوروبا حتى لو ألغت قطر عقودها مع المستوردين لتوفير المطلوب

ولو افترضنا جدلاً أنها نجحت نسبياً في ذلك وتحملت قطر التبعان السياسية، والقانونية، والمعنوية كثقة العملاء بها، فهل يغض التنين الصيني الطرف عن ذلك، وخاصة أنه يعتبر نفسه الورقة التايوانية الخفية في الأزمة الأوكرانية والشريك المحتمل في الإعلان عن ساعة الصفر مع روسيا، والذي سيدرج قطر لو فعلت ذلك في قائمة الأعداء!

وهذا خطير جداً بالنسبة لقطر المقبلة على مستقبل تنموي واعد .

وهل بوسع قطر أيضاً تجاوز عامل الوقت المرتبط بأقصى طاقة فنية متوفرة لتنفيذ استراتيجية تعويض النقص الطارئ في الغاز الروسي بصفة الاستعجال إلى أوروبا؟ وخاصة أن العقود الصينية القطرية من المحتمل أن تُنْتَهَكْ على اعتبار أن القرارين السياسي والعسكري أصبحا مرتبطين بقرار الناتو بعد إدخال قطر كحليف كامل خارجي في الحلف وخاصة لأمريكا؛ ما سيجبرها على التخندق معه في مواجهة روسيا والصين إذا توحدت ساعة الصفر الروسية الصينية إزاء أوكرانيا وتايوان

في المقابل فإن قطر سوف تصبح هدفاً عسكرياً للخصمين الروسي والصيني على ( افتراض ) أن قرار الحرب يتم بالتنسيق بينهما لإرباك الطرف الأمريكي أي أن حقول الغاز التابعة لشركة قطر غاز والناقلات البحرية التابعة لها سوف تدرج ضمن الأهداف الثابتة والمتحركة

وخاصة أن الغاز الروسي بات السلاح الروسي الأقوى الذي بات يحرج موقف الدول الأوربية المنضوية في ظل حلف الناتو والمحكومة باتفاقيات دفاع مشترك مع أمريكا، ناهيك عن استشعار الناتو الذي يعتمد على الدعم الأمريكي بشكل رئيسيّ، بالخطر المحدق فيما لو حصل المحظور ونفذت روسيا أجندتها بإقدامها على احتلال أوكرانيا في حرب خاطفة، مع أن موسكو اعترفت مسبقاً باستقلال أوكرانيا، وإن خطوة كهذه تعتبر احتلالاً لا يمكن أن يمر دون تبعات قاسية على المعتدي .

حتى اليابان أدلت بدلوها … يُقال انها بدأت بتحويل ناقلات غاز كانت في طريقها للموانئ اليابانية إلى أوروبا … أو هكذا قالوا .
وعلى جبهة عربية أخرى هذا بعض ما جاء على بلومبرغ قبل ايام :

أزمة الغاز الأوروبية تضع العلاقات الروسية الجزائرية على المحك

نيويورك: تتصاعد المخاوف الأوروبية من اضطراب إمدادات الغاز الطبيعي الروسي مع القلق من غزو روسي لأوكرانيا، وهو ما يجعل الدول الغربية في سباق مع الزمن من أجل تأمين إمدادات بديلة للغاز الروسي، حيث تظهر الجزائر باعتبارها حلا مناسبا بفضل احتياطيات الغاز الضخمة لديها ووجودها بالقرب من أوروبا.

وبفي بعض ما جاء للكاتب سهيل كرم في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء فإن الجزائر تعتبر مورد غاز رئيسيا لكل من إيطاليا وإسبانيا، وثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، وهو ما يعني أنها يمكن أن تكون وسيلة للتخفيف من حدة تأثيرات أي اضطراب محتمل في إمدادات الغاز الطبيعي الروسي.

في الوقت نفسه فإن هذا التحول سيوفر للخزانة العامة الجزائرية التي تعاني عجزا ماليا كبيرا، مصدرا كبيرا للدخل، ويمنح الدولة الجزائرية نفوذا دبلوماسيا في أوروبا. في المقابل فإنه يمكن أن يؤثر سلبا على العلاقات المتنامية بين الجزائر وروسيا التي مازالت تنفي اعتزامها غزو أوكرانيا.

ويقول المحلل الاقتصادي سيريل فيدرشهوفن مؤسس شركة فيروكي للاستشارات إن الجزائر تواجه موقفا صعبا، مضيفا أنه إذا أرادت الجزائر الاستمرار كمصدر رئيسي للطاقة بالتالي مساعدة أوروبا، فهذا أمر منطقي، لكن في المقابل فإنه سيهدد خطط تعميق علاقاتها مع موسكو.

الغاز …   كلمة السر.

الملف الساخن اليوم , ونعني تامين  إمدادات الغاز عالميا في مناطق واطراف ملتهبة اصلا ويعتقد المراقبون ربما كانت هذه اهم ما يمكن قوله وموضع إهتمام الجميع في لقاء واشنطن … ونتوقف حول هذاالموضوع بشئ من التفصيل دون التقليل من قضايا اخرى كانت قطر حاضرة وفاعلة… وليس صدفة ما طالعتنا به صحيفة ( القدس العربي ) المقربة من دوائر صنع القرار , من أن قطر سوف تستضيف 22 الجاري قمة للدول المصدرة للغاز على وقع الأزمة الأوكرانية . وتعد روسيا وإيران وقطر من أهم دول المنتدى الذي سيعقد أيضاً اجتماعات وزارية تستمرّ يومين. وفيما تُعتبر الولايات المتحدة وأستراليا من كبار مصدّري الغاز إلا أنهما ليستا من أعضاء التجمّع .

ومن المعروف ان منتدى الدول المصدّرة للغاز يضم 11 دولة تتمتع بالعضوية الكاملة و7 دول لديها صفة عضو مراقب. ويؤكّد المنتدى أنّ هذه الدول مجتمعة تمثّل 70 بالمئة من احتياطي الغاز المؤكّد في العالم و51 بالمئة من الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي المسال .
وفي بعض التفاصيل التي فاضت بها مراكز الدراسات وتحليل المعلومات … اما عن الإعلام فحدٍث ولا حرج … وهذا بعض ما كتبه  الإعلامي والمثقّف السعوديّ، رئيس التحرير السابق لصحيفة “الشّرق الأوسط” والمدير العام السابق لقناة العربيّة … والذي لا تخلو ”  جعبته ”  من المعلومات المفيدة عبد الرحمن الراشد … في مقاله في الشرق الوسط قبل أيام  :

الغاز سلاح جيوسياسي حيوي، لا يقلُّ في أهميته عن التدفئة أو الطبخ. خلال السنوات الماضية عارضت واشنطن ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي في صفقة الغاز مع روسيا. الآن، بعد أن حشد الرئيس الروسي بوتين مائة ألف جندي على حدود أوكرانيا، والتهديد بغزوها، أصبحت أيدي الأوروبيين مغلولة لا يستطيعون وقف التوغل الروسي، وعليهم دفع الفاتورة، حيث ارتفعت أسعار الغاز على المستهلك الأوروبي 193 في المائة. لهذا، يحاول الرئيس الأميركي شلَّ سلاح بوتين الرئيسي، أنبوب الغاز «نورد ستريم»، مصدر إمدادات الغاز لنحو مائتي مليون أوروبي؛ نصف سكان الاتحاد .

وكتب أيضا الراشد ضمن ما كتب : أما تركيا فيبدو أنها اختارت استئناف العلاقة «الطيبة» مع إسرائيل، تريد مدَّ أنبوب الغاز الإسرائيلي إليها، ضمن رغبتها في أن يكون لها دور مهم عند الأوروبيين، وتقليل أضرار سياستها السابقة معهم .

كما تسعى تركيا إلى إعادة تفعيل علاقتها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، حيث اكتشفت أنها، خلال سنوات الخلاف، ذهبت العقود إلى خصمها اليوناني

و … أيضاً، كسبت دولة الإمارات كثيراً من الرخص الصناعية العسكرية والتقنية الإسرائيلية، التي كانت تذهب سابقاً إلى تركيا وغيرها .

أخيرا هل تستطيع  قطر أن تنأى بنفسها عن حروب الغاز مع روسيا ؟؟؟

أما إذا ما سألني القوم … وماذا عن ( غازنا ) المكتشف على شواطئ فلسطين  ؟؟؟ أقول له :

لله يا زَمْري

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى