ترجمات عبرية

بن درور يميني – فلنسمع صوتا ضد عنف المستوطنين

يديعوت – بقلم  بن – درور يميني – 21/12/2021

” للمستوطنين انفسهم توجد مصلحة عليا للتنديد بالعنيفين، للعمل ضدهم ولاقامة سور بينهم وبين الزعران. ولكن في هذه الاثناء – هذا لا يحصل. وهو يجب ان يحصل. لا يزال لم يفت الاوان “.

بعد أن قلنا كل ما قلناه عن وزير الامن الداخلي عومر بار- ليف بشأن عنف المستوطنين ينبغي أن نذكر زعماء ونشطاء المستوطنين غير العنيفين بدورهم. منذ سنين وهم لا يحركون اصبعا ضد المستوطنين العنيفين. منذ سنين وهم يدحرجون العيون الى السماء. منذ سنين وهم يتعللون بالذرائع. امس، فقط امس دعا النائب بتسلئيل سموتريتش رفاقه من اليمين لان يتجاوزوا حواجز  الجيش الاسرائيلي  كي يصلوا بالقوة، وبخلاف القانون الى حومش، البؤرة الاستيطانية غير  القانونية. واضاف، بالطبع، الـ “لكن بدون عنف”. رغم ان هذا كان في الاذاعة، كان يمكن أن نرى الغمزة والابتسامة. ففي يوم الاحد فقط اقتحم مئات المستوطنين الحواجز  التي وضعها الجيش الاسرائيلي في المكان، في ظل مواجهات عنيفة  مع الجنود. وبالتالي، على من بالضبط يضحك؟

بؤرة حومش هي فقط رمز للاكراه والعنف. قلائل ومصممون قرروا خرق كل قرار للدولة، والاستيطان في المكان الذي سبق أن اخلي في فك الارتباط وفقا لقرار الحكومة. كما أن حكومة اليمين التي كانت هنا حتى شهر حزيران لم تمنح تسويغا لهذه البؤرة التي لا تتضمن الا مدرسة دينية، بل انها هدمت المدرسة في شهر نيسان، عندما كان سموتريتش وزيرا للمواصلات. يدور الحديث عن بؤرة اوجاع رأس للجيش الاسرائيلي، لانها توجد في قلب سكان عرب. لا حاجة لان تحب مشروع الاستيطان كي تعرف بانه يوجد مستوطنون يقيمون علاقات عمل ممتازة مع الفلسطينيين، في المناطق الصناعية المشتركة. ويوجد مستوطنون يمسون بامن الدولة ويعرقلون العمل الجاري لمحافل الامن.

وأساسا، متى بالضبط قام مجلس “يشع” للمستوطنين بعمل حقيقي كي يكافح العنف؟ فمنذ عشرات السنين والزعران يعربدون. منذ سنين يضطر الجيش الاسرائيلي، كل يوم بيومه، لان يرافق الاطفال من قرية ام طوبا في الجنوب الى المدرسة في قرية الثواني، بسبب الخوف من عنف المستوطنين من حفات ماعون. ماذا فعلتم، أنتم المستوطنون غير العنيفين كي تمنعوا هذا العار؟ هل ينبغي ان نذكركم مرة اخرى بالعجوز الفلسطيني الذي ضرب بوحشية؟ وينبغي ان نذكركم بعدد المرات التي تعرض فيها للاعتداء الحاخام اريك آشرمن. سألت في الماضي ايضا مجلس “يشع”. الاجوبة التي تلقيتها لم تكن اجوبة. نحن نعرف بان الحديث يدور عن سلسلة طويلة من اعمال العنف. مرة يكون هذا قطع اشجار. ومرة اخرى يكون هذا اقتحام لحديقة لعب اطفال فلسطينيين، والمرة تلو الاخرى وفي واقع الامر في مرات لا تحصى يكون هذا تنكيلا بالمزارعين الفلسطينيين، مرة يكون رشق للحجارة – وغيره وغيره بما في ذلك العنف ضد الجنود. اين الحاخامون؟ اين المسؤولون؟ اين الاخلاق اليهودية؟ اين النواب من اليمين؟ بالعكس، هنا وهناك كان تعاون. فلجنة مستوطني السامرة ايدت “تدفيع الثمن”، وهي مدعومة من مجلس السامرة. 

وفقا لمعطيات جهاز الامن، التي نشرها هنا اليشع بن كيمون، ففي  2019 وقع 363 حدثا عنيفا للمستوطنين تجاه الفلسطينيين؛ وفي العام 2020 – 507 وفي 2021، صحيح حتى شهر حزيران – 416 حدث. بمعنى ان الحديث يدور عن ارتفاع متواصل. صحيح أن عنف المستوطنين اكبر بعشرة اضعاف، وصحيح ان عنف الفلسطينيين، بما في ذلك قتل يهودا ديمنتمن يوم الجمعة يتم ايضا دون صلة بعنف المستوطنين. ولكن ماذا في ذلك؟ فهل هذا ما يدعو الزعران اليهود لان ينغصوا حياة الفلسطينيين الابرياء؟ إذ انه ليس كل ما تبلغ عنه “منظمات الحقوق” كذب. فلا حاجة لانتظار التقارير في الـ “سي.ان.ان” و “ونيويورك تايمز”. وحتى الذريعة المتمثلة في أن هذه المحافل تضخم، تبالغ وتزور – لا تتناقض وحقيقة أنه يوجد عنف مستوطنين، يصطدم بصمت خراف زعماء المستوطنين. 

لا يدور الحديث فقط عن الاخلاق، اليهودية والعالمية. يدور الحديث ايضا عن مس شديد بالمصلحة القومية. هذا عنف مناهض للصهيونية وهذا عنف يشعل نار كارهي اسرائيل كائنا من كان.  هنا وهناك، بالفعل، كانت تصريحات ضد العنف. كانت قليلة جدا. لم يرافقها اي عمل. نفتالي بينيت، حين انهى مهام منصبه كمدير عام لمجس “يشع” للمستوطنين قال ان “اعمال تدفيع الثمن هي التهديد رقم 1 على مستقبل يهودا والسامرة. من ناحيته، من ينفذ هذه الاعمال يطلق النار على رأس الاستيطان”. هذا بالطبع صحيح، ولكنه هو، واولئك الذين تولوا المنصب بعده، اكتفوا بالتصريحات. وهذا ايضا، فقط ضد اعمال “تدفيع الثمن” وليس ضد التنكيلات الجارية. 

ان الادعاءات ضد بار-ليف محقة. هو وزير في الحكومة. وعليه أن يعالج العنف. لا ينبغي له أن يبحث فيه مع مسؤولة من واشنطن ولا ان يخلق معادلة منكرة بين عنف المستوطنين وعنف الفلسطينيين. ولا يزال، لا يمكن لزعماء المستوطنين والسياسيين من اليمين ان يعفوا انفسهم من المسؤولية. للمستوطنين انفسهم توجد مصلحة عليا للتنديد بالعنيفين، للعمل ضدهم ولاقامة سور بينهم وبين الزعران. ولكن في هذه الاثناء – هذا لا يحصل. وهو يجب ان يحصل. لا يزال لم يفت الاوان. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى