ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – عندما تقول ايران نعم، ماذا تقصد

اسرائيل اليوم – بقلم  البروفيسور ايال زيسر – 7/11/2021

” الامريكيون يبحثون عن اتفاق من اللحظة التي دخل فيها بايدن البيت الابيض، لكن الايرانيين بقوا مخلصين لطريقهم، ممارسة الضغط وخلق أزمات في الطريق الى تحقيق هدفهم “.

أحيت ايران الاسبوع الماضي “يوم الكفاح الوطني” في ذكرى السيطرة على السفارة الامريكية في تشرين الثاني 1979. فقد احتج عشرات الدبلوماسيين الامريكيين كرهائن على مدى اشهر في ايدي رعاع محرضين ارسلهم الى المهمة النظام الايراني بقيادة آية الله الخميني. وفقط بعد ان استسلمت ادارة جيمي كارتر لمعظم مطالب الايرانيين، حرر الرهائن. 

شكلت الازمة درسا هاما للنظام الايراني الذي كان في حينه في بداية طريقه، وبموجبه لا يفهم الامريكيون الا لغة القوة، وانه تحت الضغط والتهديد سيسارعون الى الاستسلام. مرت اكثر من 30 سنة ولا يزال الايرانيون مقتنعين – ويخيل انهم كذلك اليوم اكثر من اي وقت مضى – بان القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الامريكيون. لقد كان يمكن للدول سليمة النظام ان تحاول التواضيع وطي ذكرى حدث السيطرة على سفارة اجنبية في عاصمتها، كون هذا خرقا فظا لقواعد سلوك اساسية في العلاقات الدولية. لكن ايران تتباهى بالذات بهذا الفصل من ماضيها. 

هذه السنة وقف في مركز  الاحتفال نجاح آخر سجله الايرانيون في الصراع  الطويل  الذي يخوضونه مع الولايات المتحدة. فقد قررت طهران استئناف المفاوضات التي تديرها مع واشنطن بوساطة باقي القوى العظمى الكبرى، بهدف تحقيق اتفاق نووي محسن، يتضمن رفعا للعقوبات الامريكية التي مست بشدة بالاقتصاد الايراني وربما حتى تعهد امريكي متصلب بعدم الانسحاب من الاتفاق مثلما فعل ترامب في العام 2018. وبالمقابل تبدي ايران الاستعداد لابطاء السباق نحو النووي بل وربما الامتناع عن تجاوز حافة انتاج قنبلة نووية. 

يبحث الامريكيون عن اتفاق كهذا من اللحظة التي دخل فيها بايدن البيت الابيض، ومنذ شهر نيسان استأنفوا المحادثات غير المباشرة مع ايران في هذا الشأن. ولكن الايرانيين بقوا مخلصين لطريقهم، لممارسة الضغط وخلق ازمات في الطريق الى تحقيق هدفهم، وفي شهر حزيران في اعقاب انتخاب الجزار من طهران، ابراهيم رئيسي، رئيسا لايران، اوقفوا المفاوضات.

في الزمن الذي انقضى سرعت ايران تقدمها في الحملة نحو النووي، وهكذا، مثلا، في موعد قريب من نشر البيان عن استعدادها لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة، اعلنت طهران بانها زادت أربعة اضعاف مخزون اليورانيوم المخصب في حوزتها، الحيوي لانتاج قنبلة نووية.  كما سرع الايرانيون  الصراع لسحب البساط من تحت اقدام واشنطن في المنطقة وتثبيت سيطرتهم في سوريا، في العراق وفي اليمن. هذه الاجراءات للاستفزاز والتصعيد، والتي ذروتها  هجوم على قاعدة امريكية  قام به الايرانيون وفروعهم قبل نحو اسبوعين ليس فقط لم يؤدِ الى رد فعل عسكري امريكي بل العكس زاد فقط شهية وارادة واشنطن للوصول الى اتفاق بكل ثمن. لا غرو أن قائد الحرس الثوري حسين سلامة سارع للاعلان بان الولايات المتحدة ضعيفة لدرجة انها لم تعد قادرة للدفاع عن اسرائيل.

يحتمل الا تكون ايران تريد غير التسويف وخوض مفاوضات عقيمة، تسمح لها بان تواصل التقدم نحو النووي في ظروف مريحة ودون ضغط من جانب الولايات المتحدة. ولكن يحتمل أن يرضى  الايرانيون اخيرا ويوقعوا على اتفاق جديد يمكنهم منه أن يكسبوا فقط. إذ لا يكون فيه حقا ما يوقف رحلتهم نحو القنبلة والتي يبدو أنها اجتازت نقطة اللاعودة، بل فقط  يعيق الاعلان  العلني عنه، وفي هذه الاثناء تحظى ايران بالاعتراف وبالشرعية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى