معاريف – بقلم شلومو شمير – ضوء أحمر

معاريف – بقلم شلومو شمير – 9/9/2020
“ الحضور المركزي لكوشنير في جبهة السياسة الخارجية لاسرائيل تجاهدول الخليج هو أمر محمل بالمخاطر. فاذا كان يهتم بالتطبيع فذلك لان هذايؤدي الى صفقات سلاح وهذا ما يهم كوشنير أساسا “.
إلى أن تعلن دولة خليجية اخرى عن اتفاق تطبيع مع اسرائيل، كمايقدر – يعد جارد كوشنير، خرج التاريخ في اجازة. فالمناسبات الاحتفاليةحول الاتفاق بين اسرائيل واتحاد الامارات، والذي كل واحدة منها توجدكتاريخية سحق التاريخ حتى نخاع عظامه. ويمكن الان الاشارة الى نقطةضعف في الاتفاق الذي انكشف في ذروة الاحتفالية الجارفة التي احاطتبنشر الاتفاق.
ما برز في الايام التالية للاتفاق كان حقيقة أن جارد كوشنير اصبحشخصية مركزية في السياسة الخارجية الاسرائيلية وفي موضوع اختراقطريق في العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج الفارسي ودول عربية اخرى. غير أن الحضور المركزي لكوشنير في جبهة السياسة الخارجية لاسرائيلتجاه دول الخليج هو أمر محمل بالمخاطر.
ان اتفاق التطبيع مع اتحاد الامارات هو انجاز سياسي هام ومثيرللانطباع. لا جدال في ذلك. ولكن هذا انجاز اعدت بنيته التحتية في السنواتالاخيرة بشكل خفي من جانب محافل اسرائيلية. لا يزال مسموح لكوشنير انينال الحظوة على الاتفاق وان يصفه كانجاز امريكي. ولكن الشكل الذي نجحكوشنير في استخدام الاتفاق فيه كوسيلة له للوصول الى مكانة محفل مركزيفي مجال السياسة الخارجية لاسرائيل في الشرق الاوسط يجب ان يشعلاضواء حمراء في القدس.
يريد كوشنير مصلحة اسرائيل، ولكن توجد له اجندة شخصية،واسرائيل ليست في رأس جدول اولوياته، ولا حتى في المكان الثاني. فليسسرا ان كوشنير يسعى لنيل قدرة وصول الى مخزون مليارات الدولاراتللسعودية ودول الخليج. وحتى قبل أن ينتخب حموه دونالد ترامب رئيسا، غازل كوشنير مسؤولين سعوديين وطور معهم علاقات. فكوشنير هو الذيبادر مثلا الى صفقة السلاح الكبرى التي وقعت بين الولايات المتحدةوالسعودية. كما أنه لم يهجر تماما خطة السلام التي عمل عليها ثلاثسنوات، ولكنه لا يتحدث عنها. يبدو أنه اكتشف بان العمل على اتفاقاتتطبيع بين اسرائيل ودول الخليج هو طريق مريح اكثر من الدفع الى الامامبخطة سلام مركبة. ولكن الاهم من ناحيته هو ان اتفاق تطبيع كهذا ينتجصفقة سلاح مع الولايات المتحدة. اذا كان كوشنير يتحدث عن دولة عربيةاخرى ستعقد اتفاق تطبيع مع اسرائيل، فيبدو أنه يأخذ بالحسبان قبل كلشيء ان الاتفاق سيؤدي الى صفقة سلاح.
من ينبغي أن يحذر من تعزيز مكانة كوشنير كمحفل مركزي في السياسة الاسرائيلية في الشرق الاوسط هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فاذا ما فاز الرئيس ترامب في الانتخابات للرئاسة وبقي أربع سنوات اخرىفي البيت الابيض، فان كوشنير الذي يراكم المزيد فالمزيد من القوة، يمكنه أنيؤثر كثيرا على علاقات نتنياهو مع الرئيس الامريكي.



