ترجمات عبرية

مركز بيغن السادت للبحوث الاستراتيجية– بقلم غيرشون هكوهن – خدعة سياسية تحت غطاء أمني

مركز بيغن  السادت للبحوث الاستراتيجية بقلم  غيرشون هكوهن– 30/8/2020

يشكل جدار الفصل احد المشاريع الممتدة والاكثر كلفة التي نفذتهااسرائيل. وتقدر الكلفة حتى الان باكثر من 15 مليار شيكل  وآثاره السلبيةعلى حدود اسرائيل المستقبلية عظيمة المعنى. ان الاجتياز الجماهيريللجدار يشكل بالتالي فرصة لفتح عيون الجمهور لاداء هذا الجدار كخدعةسياسية خطيرة تحت غطاء امني“.

آلاف الفلسطينيين، وربما عشرات الالاف اجتازوا في الاسبوعالماضي جدار الفصل ووصلوا في الباصات الى شواطيء البحر في ارجاءاسرائيل. وقد تم اجتياز الجدار في منطقة طولكرمقلقيليا، في بعض منهعبر الثغرات الكثيرة في الجدار. وأثار الحدث التساؤلات عن اداء الجدار،ولكن لاولئك الخبيرين في مسألة الجدار والمعابر لا حاجة لان يكون الحدثمفاجئا. فجدار لا تسيطر على طوله قوات غفيرة في عمل متواصل لا يمكنهأن يسد طريق اولئك الراغبين في المرور عبره. فلم يكن للجيش وللشرطةالاسرائيلية أبدا ذاك الحجم من القوات اللازمة لذلك. قبل نحو سنتين نشرتبحثا شاملا في المسألة وادعيت فيه بان جدار الفصل بني كخدعة سياسيةتستغل الخوف من الارهاب لتثبيت حدود سياسية من طرف واحد.

ان الجدار كعائق مجد بلا شك في جملة الجهود التكتيكية للدفاع. والسؤال عن حيويته يثور في المكان الذي يتحول فيه من أداة تكتيكية الىميل استراتيجي. فالسؤال الاكثر اساسية عن اداء الجدار هو: هل هذا عائقضروري بالفعل لمنع الارهاب؟ ان نجاح الجيش والمخابرات الاسرائيلية فيالقتال ضد الارهاب منذ حملة السور الواقي في 2002 يفيد بان اساساحباط الارهاب يجب أن يعزى للاعمال المتواصلة في الاحتكاك اليومي فيعمق الاراضي وليس للاعمال على طول الجدار. وهنا يكمن حتى الفارقالهام بين نجاعة الجيش والمخابرات الاسرائيلية في قمع الارهاب في يهوداوالسامرة وبين عمل الجيش الاسرائيلي على طول الجدار في حدود قطاعغزة.

ان البحث في مسألة الجدار ليس  مجرد مسألة أمنية، ولا سيما حينيحاذي مسار الجدار في قسمه الاكبر الخط الاخضر. وتعبير صادق عن ذلكاعطاه دنيس روس في الايام التي بدأ فيها بناء الجدار. ففي جولة على طولالمسار الاخذ في البناء توقف روس، نظر الى المسار برضى وقال: “تبدوهذهكحدود، تشتم كحدود، هذه حدود!”.

لقد بدأت فكرة  بناء الجدار الامني تنضج مع اندلاع موجة العملياتالانتحارية بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو.  وكانت حكومة رابين هي التيبدأت تدحرج الفكرة منذ العام 1995. ولكن فهم رابين بانه ستكون لبناءالجدار تداعيات سياسية بعيدة الاثر  تحدد عمليا مسار الحدود السياسيةأدى الى رد الفكرة.  غير أنه بخلاف رابين كان حوله اناس رأوا في المشكلةالامنية للارهاب  فرصة للدفع الى الامام بخطوة بعيدة الاثر: مثابة طريقةعمل بسيطة، سريعة وناجعة لتثبيت الانفصال عن الفلسطينيين وتسليم يهوداوالسامرة من خلال تثبيت ميل في الميدان، دون التعلق بنقاش جماهيرياسرائيلي ودون التعلق باتفاق ومفاوضات.

في الخلاف الاسرائيلي الاكثر مركزية بين الترقب للانسحاب الى الخطالاخضر وبين ميل بسط السيادة في مناطق يهودا والسامرة، شكل الحسملبناء الجدار انعطافة  شديدة المعنى لحرث  الواقع  في اتجاه الانسحاب. فقد توقع مقيموه حلا على مرحلتين: في المرحلة الاولى بنوا جدارا بينما يعملالجيش الاسرائيلي على جانبيه بنية ا لانتقال بسرعة الى المرحلة الثانية التيينتشر فيها الجيش الاسرائيلي  “على الجداروهكذا ينشأ خط حدود ديفاكتور (بحكم الامر الواقع).

يشكل جدار الفصل احد المشاريع الممتدة والاكثر كلفة التي نفذتهااسرائيل. وتقدر الكلفة حتى الان باكثر من 15 مليار شيكل  وآثاره السلبيةعلى حدود اسرائيل المستقبلية عظيمة المعنى. ان الاجتياز الجماهيري للجداريشكل بالتالي فرصة لفتح عيون الجمهور لاداء هذا الجدار كخدعة سياسيةخطيرة تحت غطاء امني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى