إسرائيل اليوم– بقلم آفي بار ايلي – الخوف من الشيطان

إسرائيل اليوم– بقلم آفي بار ايلي – 21/6/2020
“ فكرة الخطوة المحدودة ليست ناجحة. فهم لن يهاجمونا اقل اذا امتنعنا وقلصنا حجم بسط السيادة وخطوة منقسمة ستسمح فقط لخصومنا ان ينظموا أنفسهم بشكل افضل لاحباطها “.
محظور على نتنياهو أن يخاف الان من التنفيذ الكامل لخطة بسط السيادة في غور الاردن، في شمال البحر الميت وفي الكتل الاستيطانية في السامرة، في بنيامين وفي عصيون. نتنياهو سياسي حذر. فقد تمكن مثلا من ان يسمح لحماس بان تملي على اسرائيل جدول الاعمال الاستراتيجي وأجل الى الزمن المناسب لنا الصراع لالحاق الهزيمة بها. وبالمقابل، لم يتردد في الصدام الجبهوي مع براك اوباما في مجلس الشيوخ الامريكي وخاض هناك هجوما استثنائيا على الاتفاق النووي مع ايران. لقد أبدى في العقد الاخير قدرة على التمسك بتمييزه بين الاساسي والتافه وألا ينحرف عن الخط. اما الان فان قدرة المناورة وقدرة الحسم لديه فتدخلان في اختبار في ساحة حيوية.
لا نعرف ما الذي يجري بين حكومة نتنياهو – غانتس الواهنة وبين إدارة ترامب التي تترنح امام الكورونا وهجمات تقدمية عديمة اللجام. توجد أنباء – قد تكون تلاعبات صحفية؟ – بان ادارة ترامب عظمت قوة غانتس وتلزم نتنياهو بمراعاة تخوفه من مواجهات مع الاردن او مع جهات دولية اخرى. يتحدث آخرون عن شد حبل بين جهات مختلفة داخل ادارة ترامب مع وضد التنفيذ الكامل لخطة السيادة. وتقرير آخر، في هذه الصحيفة ايضا، عن نوايا لتقليصها وبسط السيادة فقط في الكتب الاستيطانية او حتى في بعضها فقط.
تشكيلة الحكومة تعقد الصورة. في كل المرات السابقة التي بسطت فيها دولة اسرائيل القانون في اجزاء من بلاد اسرائيل الغربية، في 1949، 1967 وفي 1981، كانت هذه أعمال ناشئة عن رأيها الخاص، في مواجهة معارضة شديدة من القوى العظمى، والحلفاء الداعمين. اما اليوم، فلم ننتخب لانفسنا حكومة هي أهل بمثل هذا العمل. نصف الوزراء، من أزرق أبيض ومن حزب العمل المجرور له. يتبنون فكرة تقول ان اسرائيل ستفعل فقط ما يسمح لها “العالم” بعمله. معارك الكبح التي أدارها في بداية العقد السابق رئيس الاركان اشكنازي ضد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك لا تبشر بالخير لما هو متوقع الان. فاذا كان بالفعل تخوف داخل حكومة ترامب، فان بوسعها بسهولة أن تعتمد على غانتس وعلى اشكنازي ليوقفا نتنياهو. وبينما ليس لنتنياهو حكومة لتنفيذ خطوة مستقلة كدية، رغم أنه واضح بان رد الادارة الامريكية الحالية سيكون حتى أرق من رد ادارة ريغان بعد بسط السيادة في الجولان، رد لم يضر اسرائيل حقا. عالق آخر يعرقل لنتنياهو خطته لبسط السيادة يأتي من يمينه، من بعض من رؤساء المستوطنين الذين ينذعرون من “دولة ناقص” في 70 في المئة من المناطق، دولة لن تتحقق.
ان الأفكار الداعية لتحديد السياسة فقط في اجزاء من الارض الحيوية لاسرائيل ليست ناجحة، ولا سيما بقدر ما تقفز فيها النية عن الغور. ودون الاستخفاف على الاطلاق بالكتل الاستيطانية وبالمحاور الى الغور، فان المصلحة الاستراتيجية الاهم لها هي السيادة الاسرائيلية على نهر الاردن. لانها ستحبط امل الفلسطينيين بالارتباط بريا مع العالم العربي وعلى اساس الارتباط مهاجمة اسرائيل بحملة هجرة وارهاب. فما معنى تثبيت السيادة في مناطق اخرى، وعندها التكبد باضرار يلحقها صراع دولي حاد – دون أن نضمن مصلحتنا الاساس؟ وبالتالي، اذا كانوا يبحثون في خطوة محدودة، فان الغور هو الاولى. ولكن كل فكرة الخطوة المحدودة ليست ناجحة. فهم لن يهاجمونا اقل اذا امتنعنا وقلصنا حجم بسط السيادة وخطوة منقسمة ستسمح فقط لخصومنا ان ينظموا أنفسهم بشكل افضل لاحباطها. على دولة اسرائيل أن تحدد مصالحها الحيوية وان تثبتها في خطوة واحدة، تتطلب مواجهة قصيرة مع من سعوا الى “معاقبتها” بسببها ومواجهة طويلة لتثبيتها. مصالحنا تحددت جيدا في الخطة التي عرضة قبل بضعة اشهر: ضم الغور والكتل الاستيطانية الى مجالنا السيادي الذي يفترض توطين سكان عرب قلائل فقط.
ينبغي أن نفهم ماذا سيكون الثمن، اذا ما ترددنا الان. لحظنا، “صديقنا” الرئيس براك اوباما فتح لنا كوة بما من شأنه أن يحصل. فقد خطط على ما يبدو لان يبرر في مجلس الامن للامم المتحدة قرارا بان تكون حدود الـ 67 الخطيرة هي حدود اسرائيل – فلسطين. من لا يقرر الآن السيادة على نهر الاردن، سيحصل هناك على الفلسطينيين في المستقبل غير البعيد.



