ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – فلتحيا الجراحة الاستراتيجية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 13/11/2019

اليكم اختبار قصير للذاكرة. من يستطيع تسمية قائد المنطقة الجنوبية أو قائد المنطقة الشمالية، بسرعة ومن الذاكرة وبدون الاستعانة بـ “غوغل”. في استطلاع غير موثوق اجريته صباح أمس، فشل في الاختبار الاشخاص السبعة المستطلعين. ولكن من هو قائد اللواء الشمالي للجهاد الاسلامي، بهاء أبو العطا، هذا عرفوه جميعهم. هذا هو البطل الاسرائيلي الجديد الذي اقتحم بمرة واحدة الوعي، ليس بفضل افعاله وعملياته ونضاله ضد قيادة الجهاد الاسلامي، بل بفضل صافرات الانذار التي ازعجت نوم سكان تل ابيب وسكان غلاف غزة واسدود وعسقلان ويفنه. وايضا بسبب يوم العطلة من العمل الذي منحه بموته لمئات آلاف المواطنين الاسرائيليين.

ولكن من الافضل أن لا نصرخ فرحا. المتحدث بلسان الجيش وعد المواطنين المذعورين بأنه “لن نعود الى سياسة التصفيات”. وهو محق. ليس لأنه لن يكون المزيد من التصفيات، بل لأنه لا توجد سياسة، يوجد ارتجال ويوجد محاسبات سياسية، وفي الاساس من المهم الاظهار للجمهور الاسرائيلي بأنه يوجد سيد للبيت لا يتحمل عدم الاهلية حتى لو كان غارقا في مستنقع قضائي مقرف.

هذا احتفال لمرة واحدة، نوع من احتفال نقل السلطة من وزير الدفاع السابق بنيامين نتنياهو الى وزير الدفاع الجديد نفتالي بينيت. في شهر ايلول كتب بينيت في صفحته في الفيس بوك بأن “حماس كفت عن الخوف من اسرائيل. أمن اسرائيل سيعاد عن طريق رؤساء حماس الذين يتتم تصفيتهم وليس عن طريق المؤامرات الصحفية”. هذه الاقوال البليغة جاءت بعد اطلاق الصواريخ على اسدود التي جعلت نتنياهو يهرب عن المنصة. الآن يمكن لبينيت الذي لم يشارك في احتفال توزيع الميداليات الذي عقده نتنياهو الاستهزاء من تعهد افيغدور ليبرمان الفارغ، بتصفية اسماعيل هنية خلال 48 ساعة. الهدف تم انجازه. 

التصفيات المركزة ليست اختراع جديد. عندما كانت تعتبر “سياسة” أدت الى القتل الجراحي لكثير من رؤساء حماس مثل الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وستين قائد آخر، قادة ونشطاء في حماس والجهاد، الذين تمت “تصفيتهم” في العشرين سنة الماضية. هؤلاء لا يشملون رجال حزب الله وعلماء ايرانيين الذين تصفيتهم الاستعراضية لم تقلص بصورة خاصة التهديد الامني الكبير على اسرائيل.

التهدئة النسبية الاخيرة مع غزة جاءت بالذات بفضل الاتفاقات والتفاهمات والدفعات المالية، الى أن جاءت الانتخابات وحولت “حقائب الاموال” الى شتائم وتعبير عن الضعف. وفي المقابل رفعت استخدام “التصفيات المركزة” الى درجة الرمز للشجاعة السياسية. من لم يتعهد بتطبيق ذلك؟ يئير لبيد هو المؤيد المتحمس والواضح لجراحة القتل. بني غانتس هو من أتباع اليد الصلبة. ومثله بوغي يعلون. ولقد تحدثنا في السابق عن بينيت وليبرمان. ويبدو أنه على هذا الاتفاق وحده كان يمكن تشكيل حكومة وحدة.

ولكن لا يوجد لأي واحد منهم سياسة منظمة فيما يتعلق بالقطاع، ليس قبل التصفيات المركزة وليس بعدها. ونحن نأمل أن لا يكون أي واحد منهم غبي الى مستوى التقرير بأن التصفيات ستحل حقا مشكلة اطلاق الصواريخ والطائرات الورقية الحارقة والبالونات المتفجرة. لو أنهم اعتقدوا ذلك لما كان هناك أي مجال لالغاء استمرار سياسة التصفيات بجرة قلم. ولكن لا يوجد مثل استعراض العضلات ما يمكنه أن يمنح نقاط سياسية مهمة، في فترة فيها متهم بمخالفات جنائية ووزير دفاعه، يجب عليهما مواجهة ثلاثة جنرالات وربع جنرال. 

يمكننا أن نتوقع من الآن بأن هذا الانتصار سيترجمه من قاموا بالتصفية الى رواية سياسية مسمومة. مثلا، هل كانت حكومة برئاسة غانتس وتأييد احمد الطيبي وايمن عودة يمكنها تصفية أبو العطا؟ هل يوجد من يدور في ذهنه عزل رئيس حكومة جريء جدا؟ هذه فقط هي البداية. في هذه الاثناء، يوصى بأن تبقى قرب الاماكن الآمنة. اذا لم يتم تشكيل حكومة وحدة وذهبنا الى الانتخابات، فسيبرز نجم غزة ايضا في الحملة الانتخابية الثالثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى