شوؤن عربية

4 ملفات ساخنة على طاولة ترامب وبن سلمان


مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية ٥ مارس ٢٠١٨
سيعمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على تعزيز العلاقات الأمريكية السعودية، خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية المقرر أن تتم في 19 مارس الجاري، علاوة على الترويج لرؤيته “2030” وتقوية العلاقات مع المجتمع الأعمال بالولايات المتحدة.
وسيسعى بن سلمان خلال زيارته إلى الاستفادة من سياسية ترامب والتي تحمل شعار “أمريكا أولا”، والتي من شأنها تعزيز العلاقات الاستراتيجية الأمريكية السعودية والتي وصل عمرها ثمانية أعوام.
من المتوقع أن يناقش بن سلمان وترامب عدة قضايا متعلقة بالأمن الإقليمي، ويتطرقا إلى مسألة التعاون من أجل التصدي لتعاظم نفوذ إيران في المنطقة، والقضاء على بقايا داعش في سوريا والعراق، وسيحاول ترامب الحصول على دعم السعودية من أجل الدفع لتحقيق خطة سلام إسرائيلية فلسطينية. يمكن تلخيص ابرز القضايا التي سيتم بحثها خلال الزيارة في التالي :
١ – أزمة الخليج : من المتوقع أن يمنح ترامب وبن سلمان أولولية كبيرة لأزمة الخليج، والتي بدأت منذ الـ24 من مايو الماضي، وفي إطار سعيها لحل الأزمة الخليجية، استضافت واشنطن الجلسة الافتتاحية للحوارالاستراتيجي القطري الأمريكي في 30 يناير الماضي في خطوة اعتبرت انتصارا دبلوماسيا للدوحة واكدت أن واشنطن ترى استقرار الخليج عامل أساسي لاستقرار الأمن القومي. خاصة وان اجتماع ترامب- بن سلمان يرتبط باستراتيجية الأمن القومي التي أطلقتها الإدارة الأميكية والتي تعتبر السعودية وإسرائيل ركائز أساسية لتنفيذ جدول أعمال واشنطن الإقليمي.
٢ – سوريا والشرق الأوسط : من المرجح أن يتطرق الزعيمان إلى سبل التعاون مع روسيا وإيران وتركيا فيما يتعلق بالأزمة السورية، ولكن وسط حملة ترامب لتقريب المسافات بين تل أبيب والرياض، كجزء من خطته الاستراتيجية لعزل طهران من المنطقة، يعاني الموقف السعودي من الفلسطنيين بشكل كبير، ما يعوق قدرة المملكة على المساعدة على تسريع عملية السلام في الشرق الأوسط، بحسب المجلة. وأكد ترامب في أكثر من مناسبة عن رغبته في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودعا الرياض وأبوظبي والقاهرة من أجل الضغط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وقد سعت الإدارة الأمريكية، بالتوازي مع ذلك، إلى تزويد المملكة بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لمنع المتمردين الحوثيين اليمنيين من تحقيق مكاسب استراتيجية بعد أن اجتاحوا العاصمة اليمنية، صنعاء، في سبتمبر 2014 وأجبروا الرئيس عبدربه منصور هادي في المنفى في السعودية.
٣ – اليمن : تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران يُمكنه أن يؤثر على الرياض، التي يشنّ جيشها بالفعل حربًا مكلفة ضد الحوثيين. ومع ذلك، وبعد ما يقرب من 3 سنوات من حرب التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين، تحوّل الصراع إلى طريق مسدود وفشلت المملكة في إضعاف موقف الحوثيين كأفضل فاعل سياسي في اليمن.وكشف مشرعون أمريكيون، الخميس الماضي، عن خطط لاستخدام قانون صدر قبل عقود من الزمن لإجراء تصويت في مجلس الشيوخ على سحب البلاد من الحرب الأهلية الدائرة في اليمن، حسبما أوردت وكالة رويترز الإخبارية.ومن المتوقع أن يحتل الدور السعودي في حرب اليمن صدارة الملفات المطروحة على طاولة ترامب وبن سلمان في لقائهما الذي لم يتحدّد موعده بعد. ومن الجدير بالذكر فانه وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، بذلت وزارة الخارجية الأمريكية جهودًا دبلوماسية غير مُعلنة للضغط على الرياض وأبوظبي لفتح ميناء الحديدة اليمنى للحصول على الإمدادت الإنسانية. لذلك من المتوقع أن تتسبّب الأوضاع في اليمن في عواقب وخيمة على الأمن السعودي في ضوء سلسلة الهجمات الصاروخية الحوثية الأخيرة التي استهدفت المملكة، والتي تشير إلى أن الحوثيين يستطيعون -بدعم إيراني- تصعيد ضرباتهم الصاروخية على الرياض.وبينما توشك الحرب في سوريا على الانتهاء، يمكن لليمن أن يصبح “المِنصة” التي تُصعّد من خلالها طهران الأوضاع مع واشنطن، بتوجيه هجمات صاروخية تستهدف الرياض. ومن ثمّ فإن لقاء ترامب وبن سلمان المُرتقب سيركز على الأرجح على هذه المُعطيات، إلى جانب تحديد خطوات ملموسة حول كيفية التعامل مع الأزمة السورية، والعمل على التوصل لإيجاد تسوية سياسية مع نظام الأسد المدعوم من موسكو وطهران ضد جماعات المعارضة التي كانت واشنطن والرياض تدعمها سابقًا.
٤ -التعاون الاقتصادي : من المُقرر أن يُعقد لقاء ترامب وبن سلمان ضمن إطار المجموعة الاستشارية الاستراتيجية المشتركة، التي انطلقت في الرياض عام 2017. وأُطلِقت هذه المجموعة بالتوازي مع خطاب ترامب للزعماء العرب الأفارقة بالعاصمة السعودية. وستتناوب هذه المجموعة، التي ستجتمع على الأقل مرة في العام، في الانتقال بين البلدين، وستركز على تناول عدد من القضايا التي تشمل التعاون الأمني وتمويل مكافحة الإرهاب والطاقة والاقتصاد والتجارة. ولم يتضح بعد ما إذا كان ممثلون من مجتمع الأعمال بالبلدين سيشاركون في المجموعة هذه المرة، مثلما فعلوا خلال زيارة ترامب الأولى إلى السعودية.ومن غير المُرجَّح أن تساعد السياسات الاقتصادية الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية بنفسها في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط.
الخلاصة : اللقاء ربما يكون مُغريًا لترامب وبن سلمان للاستفادة من قوة هذه الشراكة الثنائية، من خلال التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، الا انه لن يساعد كثيرًا في حل الأزمات الطارئة بالمنطقة.وعِوضًا عن ذلك، فإن حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على دول مجلس التعاون الخليجي لن تؤدي إلى تفاقم الآليات المذكورة سابقًا فقط، لكنها ستؤجّج الصراع بين واشنطن وطهران وبين رام الله والرياض، الذي بدوره يشعل الحرب الموكلة بين أمراء الخليج وقادة داعش. وبالرغم من هذه المخاطر، فان لقاء ترامب وبن سلمان يقدم الفرصة لحل بعض الأزمات في المنطقة، حتى بعد قراره بشأن القدس الذي أثار غضبًا واسعًا في العالم العربي ، ورغم قراره بتحذير إيران من خلال استخدام خطة العمل المشتركة الشاملة كوسيلة ضغط ودعم المتظاهرين الإيرانيين علنًا كجزء من الجهود الاستراتيجية لإجبار طهران تعديل سياساتها بالمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى