ترجمات عبرية

يديعوت: نـتـنـيـاهـو وسـؤال «الإخـطـارات»

يديعوت ٣١-١٠-٢٠٢٣م، بقلم: يوسي يهوشع: نـتـنـيـاهـو وسـؤال «الإخـطـارات»

في الساعة 1:10 في الليلة التي بين السبت والأحد، سُمع أمر من قائد الكتيبة لجنوده: “المحطة 7، تحركوا إلى الهدف”. قائد سرية قاد مقاتليه إلى أرض العدو. أهاليهم كانوا يعرفون بأنهم يمكنهم أن يودعوا نوم الليل في الزمن القريب القادم. في عائلات أكثر من 200 مخطوف لم يعودوا ينامون منذ 7 أكتوبر. العقل ببساطة يرفض التصديق أن في تلك الساعة المصيرية إياها، انشغل رئيس الوزراء بتغريدة ضد قادة جهاز الأمن تتهمهم في أنهم لم يحذروا من خطر الحرب.
قبل ثلاث ساعات من ذلك فقط، نظر نتنياهو إلى كل الدولة في قلب العين وقال، إن “مهمة حياته” هي القضاء على “حماس”. هذا لم يمنعه من محاولة إسقاط الملف على المحافل المرؤوسة أو إلى الحكومة التي يترأسها. “لم يعطَ في أي وضع وفي أي مرحلة إخطار لرئيس الوزراء عن نية حرب من جانب (حماس)”، كتب نتنياهو، “بل العكس، كل محافل الأمن بمن فيهم رئيس (أمان) ورئيس (الشاباك)، قدروا بأن (حماس) مردوعة ووجهتها إلى التسوية”.
كما كُتب هنا من اللحظة الأولى، وللحقيقة لا أحد ينفي ذلك، لم يكن إخطار من “الشاباك” وشعبة الاستخبارات لأحداث 7 أكتوبر. هذا فشل ذريع لكل ذوي الشأن: رئيس “الشاباك”، رئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات. كلهم يعرفون منذ الآن أن يذكروا في أي ساعة وضع نتنياهو في صورة الوضع في صباح المصيبة. 6:29، حين كان متأخرا جدا الاستعداد والصد. لكن في كل ما يتعلق بتشخيص العدو للفرص، فإن نتنياهو لم يتلقَ مجرد إخطار: فقد تلقى مثل العديد من هذه الإخطارات.
“الأعداء يشخصون نقطة ضعف تاريخية”، كُتب أسود على أبيض في التحذير الذي رفعته شعبة الاستخبارات لنتنياهو، في ظل المعارضة الحادة للإصلاح القضائي. هذه الكلمات طبعت في العنوان الرئيس لـ”يديعوت أحرونوت” من قبل كاتب هذه السطور. نشرنا تحذيرات أخرى: لرئيس “الشاباك”، للطيارين في سلاح الجو، لكبار مسؤولي الجيش في الماضي وكذا لرئيس الأركان نفسه. هذه كانت إخطارات من مواجهة متعددة الجبهات، ولم يكن فيها لمسة سياسة، بل فقط محاولة مهنية للشرح ما الذي يراه العدو: الولايات المتحدة تبتعد عن الشرق الأوسط. الأزمة بين القدس وواشنطن والأزمة في المجتمع، التي انتقلت إلى الجيش وخلقت فيه شرخا داخليا عميقا وخطيرا.
نعم، اخطأ قادة جهاز الأمن في التقديرات. اسرهم المفهوم الذي يقول، إن “حماس” مردوعة، فشلوا فشلا ذريعا في تحذير المخاطر في الأسابيع الأخيرة وحتى في ليلة الهجوم. وحتى بعد أن وقع الأفظع بين كل شيء، استغرق الجيش ساعات طويلة ومصيرية كي يصحو وينطلق إلى الدفاع. لا ينبغي أن يكون شك: قادة المنظومة لم يعترفوا فقط بأنهم ضالعون في القصور – معقول الافتراض بأن بعد الحرب سينتقلون أيضا إلى الأفعال، ويغادرون مناصبهم، التي استعدوا لها على مدى عشرات السنين من الخدمة المتفانية. لكن هذا هو معنى الكلمة التي تتكرر المرة تلو الأخرى في الخطاب الإسرائيلي: المسؤولية.
وعليه، بالمناسبة، محظور أن ننساها على مدى كل الطريق. كاتب هذه السطور انتقد في الأشهر الأخيرة انتقادا لاذعا دعوات عدم الامتثال في الاحتجاج على الإصلاح وأشار إلى الخطر الكامن في ذلك. فإلى جانب الدعوات لرئيس الوزراء التوقف وفورا كان الطيارون ملزمين بأن يعودوا إلى حجرات طائراتهم بالضبط خوفا من فتح بوابات الجحيم. اعترف وبلا خجل: السيناريو الكابوسي لدي كان في الساحة الشمالية وليس في الجبهة الجنوبية. في هذا السياق من المهم أن نذكر: هجوم مفاجئ من “حزب الله” كان من شأنه أن يكون أسوأ بكثير من الثمن الباهظ الذي دفعناه على هجوم “حماس” المفاجئ. للطيارين، مع كل التقدير، كان محظورا أن يلعبوا في هذا المسدس. لفرحتنا جميعا، في لحظة الحقيقة ليس فقط لم يكن عدم امتثال – بل إن الصفوف امتلأت بحجوم غير مسبوقة.
يتذكر نتنياهو كيف أنه رفض لقاء رئيس الأركان الذي حاول أن يحذره من تقدم التشريع، أو كيف أقال وزير الدفاع بسبب خطاب. والآن، تصوروا أن الاحتجاج في “ليلة غالانت” ما كان ليردع نتنياهو: فمن كان سيكون وزير الدفاع الآن؟ سموتريتش؟ بن غفير؟ آفي ديختر؟
“نتنياهو، شخص كثير الحقوق يعيش مأزقا سياسيا ما، ملزم بأن يتسامى وان يضع حدا لهذه القصة”، كتبت في 7 تموز. “بعد أن يحصل هذا سيخبو الاحتجاج وسينتقل المجتمع الإسرائيلي إلى مهمة حرجة: الاستعداد لحرب لم تشهد الجبهة الداخلية لها مثيل. وحتى لو لم يحصل هذا فورا، فلا يمكن عدم الحديث عن هذا بعد اليوم وبالصوت الأعلى الممكن: تحصين البلدات، قدرة منظومات الدفاع في وجه آلاف الصواريخ في اليوم، جاهزية الجيش البري الذي توجد 27 كتيبة منه في الضفة، حالة الوحدات، التعاون مع البيت الأبيض وغيرها. كل واحد من هذه البنود آنفة الذكر اكثر حرجا بكثير من علة المعقولية”.
ومثل إلغاء إقالة غالانت، شطب التغريدة والاعتذار الشاذ من نتنياهو وكأنهما جاءا لتصفير الساعة. غير أن هذا لا يعمل على هذا النحو: التغريدة البائسة وان كانت لم تعد توجد بيننا، لكن الحقيقة لن ترحل إلى أي مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى