ترجمات عبرية

هآرتس – الفترة التي كانت فيها طالبان تعتبر ملوك التويتر ..!

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 30/8/2021

” المهمة الصعبة للمتحدث باسم طالبان هي بناء صورة جديدة للحركة والتوضيح للافغانيين الراحة والامان الذي ينتظرهم “.

“هل يوجد لديكم هاتف محمول؟”، سأل المراسل “سفير” طالبان، عبد السلام زعيف. “هل تعتقد ذلك، أيها الغبي؟ هل لديك اسئلة لا اعرف هل اجيب عليها أو اتجاهلها”، اجاب السفير. “توجد لدينا علب كوتج مربوطة بسلك، ايضا انتهى هذا السلك. عندما تريد أن تتحدث مع شخص فأنت تتصل معه، واذا رد عليك أن تذهب الى بيته وتقول له: مرحبا، ماذا تريد أن تقول؟”. زعيف وطالبان تم عرضهما في هذه المسرحية القديمة كشخصيات هزلية وبدائية تحكم دولة ممزقة ومعدمة. عندما يسأل المراسل زعيف اذا كانت طالبان ستوافق على تسليم اسامة بن لادن يجيب زعيف: “سنسلمه، سنسلمه بشرط أن لا تقوم امريكا، بأي حال من الاحوال”. أن لا تقوم بماذا، سأل المراسل. “لا اعرف”، اجاب زعيف.

الآن في طالبان يعرفون جيدا ما الذي يريدونه، كيف يجرون المفاوضات ويديرون اتصالات دقيقة. هواتف ذكية لم تكن لديهم في حينه، وحتى هواتف عادية لم تكن قد وصلت الى كل مكان في الدولة التي كانوا يسيطرون عليه في الاعوام 1996 – 2001. الاتصالات العملياتية اجروها عبر اجهزة اتصال، الكثير منها من انتاج امريكي، بقايا الغنائم التي سقطت في أيديهم بعد أن طردوا سلطة أمراء الحرب، المجاهدين، الذين اداروا حرب اهلية دموية بعد أن هزموا الاتحاد السوفييتي.

الاتصالات المدنية التي شملت التعليمات الصارمة للسكان، اجرتها طالبان بواسطة المنشورات، الراديو والتلفزيون، نشر معلومات شخصية وجها لوجه وفي العروض المخيفة التي قتلوا فيها ورجموا وأحرقوا من تم اتهامه بالمس بالدين والعادات. كل حدث من هذه الاحداث استخدم كعرض اعلامي مرعب للسكان المحليين والعالم. 

في داعش طوروا هذه الطريقة. فعمليات الاعدام التي نفذوها قاموا باخراجها بشكل جيد، وجندوا خبراء للاخراج والتصوير والصياغة، واحيانا التدريب قبل التنفيذ. وقد اقاموا قسم للدعاية باسم “الحياة مركز اتصالات”، الذي اصدر مجلة باسم “دابق” وفتح حسابات في الفيس بوك، ونشر مضامينه ايضا باللغة الانجليزية والالمانية والروسية والفرنسية اضافة الى اللغة العربية، وحول الشبكات الاجتماعية الى سلاح ناجع، اهميته فاقت السلاح والذخيرة التي كانت بحوزته.

ولكن طالبان سبقت داعش بعدة سنوات عندما اقامت موقع الانترنت الرسمي الاول لها. في العام 2008 أخضعت كل جهاز يتحدث باسمها لقيادة وادارة ذبيح الله مجاهد. ورغم الخلافات الداخلية بين الفصائل إلا أنه في أمر واحد نجح المجلس العام للحركة، قواتا شورى”، بفرض اتفاق نسبي: الدعاية ستكون خاضعة للجسم المركزي. 

في العام 2011 انضمت طالبان للتويتر، الذي تحول الى وسيلة اتصال رئيسية بعد أن تم اغراق الدولة بملايين الهواتف الذكية والوصول الى الانترنت شمل اكثر من 60 في المئة من السكان. في 2016 قاموا بتطوير تطبيق تم تنزيله في دكان بيع التطبيقات في “غوغل”، ولكن تمت ازالته على الفور. إن استخدام الشبكات الاجتماعية لم يعف طالبان من الحاجة الى مواصلة استخدام وسائل الاتصال التقليدية مثل تسجيلات الفيديو و”المنشورات الليلية”، التي فيها تهديدات وتحذيرات، من اجل نشر مواقفهم في القرى التي الوصول الى الانترنت فيها ضئيل والشبكات غير مهمة. 

طالبان ارسلت الى المناطق النائية رجال دعاية لنشر قصص بطولتها والتأكد من أن جهاز التعليم ينقل المضامين “الصحيحة”. ابحاث قام باجرائها مركز “اتلانتيك كاونسل” ومجلة “وايرد” تدل على الاستثمارات الضخمة لطالبان في الصراع الاعلامي ضد الحكومة الافغانية، وبعد ذلك ضد داعش، وبالاساس فرع داعش في افغانستان. في السنة الاخيرة نشرت طالبان 38 ألف رسالة تقريبا، أي 45 ضعف الرسائل التي نشرها داعش في الدولة. 

ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي لطالبان، ادار قسم الدعاية، الذي كان مسؤول عنه، بواسطة علب الكوتج المربوطة بالخيوط. وقد اجرى عشرات المقابلات، منها لمراسلين غربيين، من خلال الهاتف المحمول أو في الشبكات الاجتماعية، ودائما دون كشف وجهه. سريته ولدت الانطباع بأن الامر لا يتعلق بشخص حقيقي، بل جسم تبنى اسم شخص. “من غير المعقول أن شخص واحد يمكنه استقبال هذا العدد الكبير من المكالمات الهاتفية. الحديث يدور عن الكثير من الاشخاص”، قال مصدر استخباري لـ “نيويورك تايمز” في العام 2011. ظهوره العلني الاول في 17 آب، عندما جلس على كرسي وزير الاتصالات الافغاني (الذي قتل قبل فترة قصيرة من ذلك) واعلن عن احتلال كابل، بدد الشك. 

المهمة الصعبة الآن هي بناء صورة جديدة لطالبان. في التصريحات التي نشرها مجاهد، تعهدت الحركة بعدم المس بحقوق الانسان. شخصيات رفيعة في الحركة طلب منها زيارة المصانع والتقاط الصور هناك، التي تعمل فيها النساء والتحدث معهن. آخرون طلب منهم التجول في الشوارع بملابس مدنية وعرض الهواتف الذكية الثمينة لهم من اجل اظهار الثقة بالنفس والهدوء والامن الشخصي الذي يتوقع أن يجده المواطنون. منشورات كثيرة من المنشورات التي ينشرونها موجهة ضد داعش. على حساب التوتير المكتظ لمجاهد مسجل اكثر من 37 ألف متابع، وكثيرون ينضمون كل يوم. بالمناسبة، عبد السلام زعيف (بطل يتسبان) يوجد له اكثر من 117 ألف متابع. في العام 2001 تم اعتقاله وسجن في معتقل غوانتنامو في كوبا، وتم اطلاق سراحه في العام 2005.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى