أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – الأمة والحبل الوثيق

بكر أبوبكر – 2/8/2020

من المهم أن يكون لدينا سعيٌ واضح للفهم، كما السعي للتغيير لأن المدخل لأي خطوة صحيحة نحو التقدم هو الوعي والفهم، وعليه فإن التبنيلأي مباديء يكون مرتبطًابالتفكر والتأمل مادام التغيير هو الهدف.

إننا نحتاج لربط الأمة بحبلٍ وثيقِ الالتفاف حول مبادئ أو مقومات منها:

1. التاريخ الجامع، والجغرافيا المتصلة
2. العلاقات الاجتماعية واللسان العربي الجامع،
3. الحضارة والثقافة الديمقراطية المشتركة،
4. الحرية والكرامة وقبول التنوع في الإطار العربي الجغرافي المنفتح.
5. “الفهم” الرحب الفكرالاسلامي في منطقتنا،وبمسيحيينا،
6. وضمن مركزية فلسطين كوعاء جامع.
7. والارتباط بالمفهوم المصلحي الاقتصادي التكاملي لهذه الأمة.
8. المفهوم الانساني والتقدمي في التطوروتحقيق المستقبل الواعد،

كل هذا في الدائرة المكونة لجدار الأمة العربية الأول وهو الجدار الحامي لمركزية فلسطين وقضية فلسطين وتحررها،يلي ذلك المحيط الاقليمي كدائرة لاحقة.

وإن لم يوجد من يتبنى مثل هذه الفكرة أو المقومات فذلك لا يقطع بعدم صلاحيتها،وانما اختلاف النظرة منها، وقدرة حامليها على نشرها أو غرسها.

حُسن التقبل للفكرة يحتاج لدعوة ولأطر جامعة ويحتاج عوامل ذاتية وموضوعية ان لم تتوفر الآن، قابلة للتوفر مستقبلا في ظل متغيرات الاقليم والعالم.

اختفى مفهوم التحليل الأحادي للتاريخ أو المتغيرات ذاك التحليل الذي يرتبط بعنصر موحد واحد وذلكلأن تشابك واجتماع مجموعة من العناصر الفكرية والميدانية الواقعية مع النشاط التنظيمي-الفكري الداخلي ضمن البوابة المفتوحة على المتغيرات هو القادر على إحداث الفرق والتغيير وصنع التاريخ.

بمعنى آخر فان الدين الاسلامي هكذا مجردا قد لايكون بين معتنقيه خلاف، ولكن الخلاف الحقيقي في اتجاهات ثلاثة رئيسة:

الأول: طريقة الفهم، ومنه تنشأ التيارات

والثاني: في الاستغلال، وهو ماتقوم به غالب الأنظمة والمتطرفين فداء للكرسي والمصلحة وأوهام الخلود.

والثالث هو في إدراك معنى التنوع في ظل الصراع وقبوله.

وعليه تستطيع أن نستخدم المقوّم أو العامل الأساس (الدين) ليس مجردا، وإنما مرتبطا ب]الفهم[ او ]الاستغلال[أو ]الادراك السليم للتنوع[فيتوفر لدينا عاملان من ثلاثة وهما لوحدهما لايفسران حركة التحشيد أو التجميع أو التغيير.

إذ لابد من النظر في عوامل أخرى كثيرة تتعلق بالمستهدفين بالفكرة، وطرائق تحشيدهم وطبيعة القوى المتحكمة بالمجتمع…الخ، ما يحتاج هنا لعامل الربط والتشبيك وتوسيع مساحات الاتفاق والاطر القائمة.

وبالقطع فإن عامل ضخ مجموعة من القيم قد يمهّد او يقترن بالعوامل الجامعة السابقة لتُحدث التغيير بالمجتمع أي مجتمع.

لذا فان نظرية ماركس-لينين التي حبلت بالتفسير الطبقي ولدت فناءها من ذاتها متى ما تجمدت، كما الحال في النظريات الاسلاموية الإقصائية الجديدة سواء التي تستخدم الناس وتستغلهمتحت رداء الدين شعارا بلامضمون، او تستغله لهدف مصلحي للبلد او التنظيم أو الزعيم وهي الغالب فإنها تحمل بذور فنائها في داخلها.

إن نظرية تكامل العوامل أو تضافرها وفق فهم صحيح للمرحلة القائمة، وفي إطار الوعي بالمتغيرات الداخلية والخارجية، وتتبع مسار المتغير الاقتصادي والثقافي الفكري وعبر توسيع الوعاء في فهم التناقضات واحسان التوازن بينها هو القادر على إحداث الفرق.

قد يسأل سائل أين كل هذا الفكر النظري من التطبيق؟

سؤال مشروع ولكن مشروعيته ان استندت لنظرة أحادية العوامل في التفسير،أو لوهم أن لاحركة للتاريخ، وإنه مجرد يكرر نفسه!أو لعدم وجود إدراك واعي لحقيقة قوى التغيير وتحليلها بالضرورة ستنتج فهما منحرفا أو خاطئا.

لذا فان التمهيد، ثم التبشير أو كليهما مراحل هامة يتبعها التحشيد في إطار قبول التنوع لتحقيق النشر والتوسع، ما يقتضي مد الخيوط وإمساك العقل عن التناقضات الثانوية، وتكريس النظرة باتجاه ثابت وبخطى متعرجة (تكتيكات)ضمن السير في حقول الالغام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى