الاستيطان

«112» شركة في خدمة الاستيطان

محمد سلامة *- 22/9/2020

مؤسسة «امباكت» لحقوق الإنسان ومقرها لندن كشفت أن «112» شركة إسرائيلية تعمل على شراء العقارات والأملاك من الفلسطينيين في الضفة الغربية بصورة غير شرعية لصالح المستوطنين الصهاينة ومن بينها بنك لئومي إسرائيل وبنك هبوعليم وشركات وساطة، مؤشرة على أعمال مخالفة للقانون الدولي، وأن بعضها بمثابة سرقة أرض خاصة من أصحابها بطرق مختلفة.

مؤسسة «امباكت» كشفت من خلال معلومات موثقة حصلت عليها أن التحايل لعمل القائمين على هذه الشركات يهدف إلى تسمين المستوطنات والمستوطنين، وأن شركات معروفة تقوم بشراء الأراضي بأسعار خيالية، ثم تقوم ببيعها إلى شركات إسرائيلية بأسعار منافسة وأحيانا أقل، ويتضح من ذلك أن التناوب في اللعب على البسطاء وممن يحتاجون المال هم الاكثر عرضة لسلب اراضيهم، والمفارقة أن المشتري للأرض قد يخسر مبالغ كبيرة قبل تحويلها لشركة إسرائيلية، وهذا كله مخالف لعمل هذه الشركات والتراخيص الممنوحة لها، كون الضفة الغربية أرض محتلة ولا يحق لمؤسسات للصهاينة أن تتملك الارض الفلسطينية تحت عناوين شراء من شركات غير يهودية.

السؤال الذي يتبادر لذهن القارىء..ماذا أنجزت الـ«112» شركة حتى الآن وما هو مطلوب منها مستقبلا؟!، الجواب.. ان هذه الأنشطة للشركات والمؤسسات الصهيونية وأخواتها نجحت في توطين اكثر من نصف مليون إسرائيلي متطرف في مئات المستوطنات المنتشرة فى طول وعرض الضفة الغربية المحتلة، وأنها أوجدت مساحات كبيرة من الأرض جرى مصادرتها تحت مبرر حماية المستوطنين، وما زالت تعمل بوتيرة أسرع في الوقت الحالي، والمطلوب منها في المستقبل أن تتكيف مع خطة السلام الأمريكية والمعروفة باسم صفقة القرن، بحيث تركز انشطتها على شراء الأراضي والعقارات بامتداد الجغرافيا في منطقة الأغوار، إضافة إلى تكريس واقع جديد على الأرض لصالح المستوطنين الصهاينة، وبحيث يتوقف تمدد القرى والبلدات الفلسطينية وأن يصار إلى تحديد حدودها ضمن مساحات مغلقة ومحاصرتها بالاستيطان.

مجلس المستوطنات الإسرائيلي يفضل العمل مع الشركات غير الإسرائيلية لأسباب عديدة أهمها إنها تبعده عن الاحتكاك مع الفلاحين أصحاب الأرض وتتجنب قصص المحاكم والتزوير ومشاكل عديدة لها علاقة بأصحاب الأرض الورثة والمالكين لها، وبكل الأحوال فإن نشاطها المكثف كان بالقدس وضواحيها وانتقل الآن إلى الأغوار ضمن أجندات خطة الضم للاغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية ليصار بعد سنوات الزعم بأن ثلثي الأراضي مشتراة ويحق إخضاعها للسيادة الإسرائيلية،واستمرار هذا الوضع قد يدفع بالفلسطينيين ليس إلى انتفاضة سلمية بل ثورة شعبية عارمة قد تتطور إلى مقاومة مسلحة لا تتوقف إلا بزوال الاحتلال عن كامل الضفة الغربية المحتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى