أقلام وأراء

يونس السيد يكتب – نتنياهو وظلال رابين

يونس السيد 6/8/2020

يستحضر وزير الأمن الداخلي «الإسرائيلي» امير اوحانا، أجواء التظاهرات التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، اسحق رابين، مشيراً إلى أنها كانت باهتة مقارنة بأجواء الكراهية، والتحريض،، والعنف التي ترافق التظاهرات الحالية المطالبة برحيل نتنياهو، والمستمرة للأسبوع السادس على التوالي، محذراً من أنها قد تنتهي ب«حمام دم» في إشارة إلى إمكانية اغتيال نتنياهو.

اوحانا، المعروف بقربه من عائلة نتنياهو، بات يخشى على صديقه القديم الغارق في ملفات الفساد، ومحاكمته المرتقبة، وخلافاته المتفاقمة مع شركائه في الائتلاف الحكومي حول العديد من القضايا، أبرزها سرقة الأراضي الفلسطينية، أو ما يسمى ب«الضم»، والموازنة العامة، التي قد تدفع نحو تفكك هذا الائتلاف والذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة.

وقبل هذا، وبعده، فشل نتنياهو في معالجة جائحة «كورونا»، والتداعيات الاقتصادية الناجمة عنها، والتي كانت سبباً مباشراً في تأجيج التظاهرات المناهضة له. ويرى اوحانا في مقابلة مع مقابلة مع صحفية، نشرت قبل أيام، أن هذه التظاهرات «ستنتهي بإراقة الدماء»، مستدركاً أنه «لن تكون هناك حرب أهلية، لكن العنف يتزايد مع الوقت.

هناك أجواء من الكراهيّة في هذه التظاهرات، وهذه المرّة توجد انقسامات حادّة بين الطرفين، الانقسامات دائمًا كانت، وستكون موجودة، لكن الأجواء التي سبقت اغتيال رابين باهتة بالمقارنة مع ما يجري الآن»، ويدور الحديث هنا عن العنف اللافت الذي يرافق هذه التظاهرات، واعتداء أنصار نتنياهو على المتظاهرين، والصحفيين أمام مقر إقامته في القدس المحتلة.

نتنياهو نفسه لم يتردد في مهاجمة التظاهرات وكَيل التهم لوسائل الإعلام، مدعياً أن الاحتجاجات ضده هي «محاولة لسحق الديمقراطية»، وأنها تشهد «انتهاكاً لجميع القواعد»، واصفاً التظاهرات بأنها «حاضنة لفيروس كورونا»، واعتبر نتنياهو وسائل الإعلام بأنها «تحرض على العنف»، ومعتبراً أنها «لا تعمل على تغطية المظاهرات، بل تشارك فيها».

وفي المقابل، هناك من يرى أن التظاهرات لن تتراجع، بل إنها تزداد اتساعاً وتركيزاً، حيث شملت آخر موجاتها أكثر من 270 موقعاً وتقاطعاً وجسراً في مناطق مختلفة، أكبرها أمام مقر إقامة نتنياهو الرسمي في القدس المحتلة، وحمل بعض المتظاهرين خلالها شعار «كن سالماً واستقل»، والبعض الآخر طالب بإيداع نتنياهو السجن. وبحسب المحللين «الإسرائيليين» فإن على نتنياهو أن يقلق، فهذه الموجة من الاحتجاجات مستمرة، ويتصدرها الشباب الذين يشاركون فيها بكثافة، فيما يعجز نتنياهو عن احتوائها، وهناك خشية من قيام اليمين، واليمين المتطرف، في توريطه في الذهاب إلى انتخابات مبكرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من المشكوك فيه كثيراً أن يكون الرهان عليها قادراً على إخراجه من أزماته المتعددة.

وبالعودة إلى تحذيرات اوحانا، قد تكون ظلال رابين تخيم على الأجواء التي يعيشها نتنياهو اليوم، مع فارق واحد، هو أن الأدوار تغيرت، إذ إن اليمين المتطرف هو من يدعم نتنياهو، من دون أن يكون قادراً على نهاية «دموية»، كما يتوقع اوحانا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى