أقلام وأراء

يونس السيد يكتب – نتنياهو .. فرحة لم تكتمل

يونس السيد 7/3/2020

فاز اليمين واليمين «الإسرائيلي» المتطرف بانتخابات «الكنيست 23»، التي وصفت بأنها شهدت أقذر حملة انتخابية؛ من حيث عمليات التجسس والاتهامات المتبادلة؛ لكنه لم يكن فوزاً حاسماً يسمح لزعيمه نتنياهو بتشكيل حكومة يمينية ضيقة؛ إذ سرعان ما اكتشف نتنياهو أن الفرحة والتهليل ب«الإنجاز التاريخي» مجرد وهم، وأنه لا يزال غير قادر على تشكيل الحكومة الجديدة.

كان نتنياهو قد وضع معسكره وخصومه في الساعات الأخيرة عشية الانتخابات أمام خيارين: إما فوزه بها وإما الذهاب إلى انتخابات رابعة، وكان له ما أراد، وقد فاز حزب الليكود ب36 مقعداً، متقدماً بثلاثة مقاعد على «أزرق أبيض» الذي يتزعمه الجنرال بيني جانتس، الذي حصل بدوره على 33 مقعداً؛ لكن باحتساب كل مقاعد كتلة اليمين؛ فإنها تصل إلى 58 مقعداً، مقابل 40 لكتلة يمين الوسط، وما يُسمى اليسار (كحول لافان وتحالف العمل – ميرتس)، من دون احتساب مقاعد «القائمة المشتركة» التي حققت إنجازاً كبيراً بالفعل؛ بحصولها على 15 مقعداً، وحزب ليبرمان اليميني المتطرف «إسرائيل بيتينو» الذي حصل على 7 مقاعد.

هذه النتائج المشابهة إلى حد بعيد لنتائج انتخابات إبريل/نيسان الماضي، تعني أن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده، اعتماداً على حلفائه، خصوصاً وأن ليبرمان الذي عاد ليحتل موقعه ك«بيضة قبان» أو «صانع الملوك»، كما يسمونه في «إسرائيل»، أعلن بوضوح أنه لا شيء قد تغير، وأنه لن يشارك في حكومة ضيقة برئاسة نتنياهو.

بهذا المعنى، لم يعد أمام نتنياهو، سوى العمل على خطين؛ إما العودة للتفاوض مع معسكر جانتس؛ لتشكيل «حكومة وحدة»، والتناوب على رئاستها، بما يعنيه من اضطراره لقبول شروط هذا المعسكر كأن يحل ثانياً في عملية التناوب، وهذا ما لا يخدمه في مواجهة القضاء، وإما العمل على شق معسكر جانتس؛ للحصول على المقاعد الثلاثة المتبقية، وبالتالي أغلبية ال61 مقعداً اللازمة لتمكينه من تشكيل الحكومة، وهو أمر ليس مضموناً على الإطلاق.

الأسوأ من ذلك، أن هناك اتجاهاً لتشريع قانون جديد في «الكنيست» يجري العمل عليه بوتيرة متسارعة؛ يقضي بمنع أي متهم بقضايا جنائية من تشكيل حكومة اعتبار من «الكنيست24» المقبل؛ وذلك درءاً لشبهات تخصيص هذا القانون لنتنياهو وحده.

لكن هذا في الواقع يضع نتنياهو تحت مزيد من الضغط؛ من حيث الرهان على إمكانية إجراء انتخابات مبكرة رابعة، وبالتالي قد يجبره على خيار «حكومة الوحدة». وإذا صحت الأنباء التي تتردد عن أن الرئيس «الإسرائيلي» رؤفين روبلين يبحث عدم تفويض نتنياهو أو جانتس بتشكيل الحكومة؛ بل إسناد هذا التفويض إلى «الكنيست» مباشرة؛ لاختيار شخصية قادرة على تشكيل الحكومة في غضون ثلاثة أسابيع، وفي حالة الفشل سيضطر «الكنيست» إلى حل نفسه، والذهاب إلى انتخابات مبكرة رابعة، وهي النتيجة التي لا يتمناها نتنياهو على الإطلاق؛ لأنها قد تعني خسارته للسلطة، وأن مصيره ومستقبله السياسي باتا في يد القضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى