أقلام وأراء

يونس السيد يكتب – فرصة نتنياهو الأخيرة

يونس السيد – 14/12/2019

أسدل الستار على كل الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة «إسرائيلية» بعد جولتي انتخاب تشريعيتين في 9 إبريل/نيسان، و17 سبتمبر/أيلول الماضيين، وقرر «الكنيست» حل نفسه، وإجراء انتخابات ثالثة في الثاني من مارس/آذار المقبل، مانحاً نتنياهو فرصة أخيرة بالفعل لتشكيل حكومة جديدة في حال فوزه بالانتخابات أو مواجهة مصيره المنتظر منذ وقت طويل في المحكمة على خلفية اتهامه بالتورط في ملفات فساد عديدة.

سبق قرار «الكنيست» حل نفسه، والذهاب إلى انتخابات ثالثة في أقل من عام، فشل نتنياهو زعيم تكتل «الليكود»، وبيني جانتس زعيم تحالف «أزرق – أبيض» في تأمين تأييد 61 عضواً من أصل 120 عضواً في «الكنيست» لتشكيل الحكومة، ما دفع الرئيس «الإسرائيلي» رؤفين ريبلين إلى نقل تفويض التكليف إلى «الكنيست» ليفسح المجال أمام أي عضو يستطيع الحصول على الأصوات اللازمة لتشكيل الحكومة خلال مهلة 21 يوماً، بحسب القانون، وهي مهلة انتهت بالإخفاق أيضاً منتصف ليل الأربعاء الخميس الماضي. لكن، في غضون ذلك، أصيبت «إسرائيل» بشلل شبه تام على صعيد المؤسسات، واتخاذ القرار، ودخلت في أزمة حكم في سابقة هي الأولى على هذا الصعيد منذ إنشائها، والأرجح أنها دخلت في دوامة حلقة مفرغة يتوقف الخروج منها على نتائج الانتخابات المقبلة.

ومع اختفاء شبه تام لما يُسمى ب«أحزاب اليسار ويسار الوسط» بما في ذلك حزب «العمل» التاريخي، فإن اليمين واليمين المتطرف يعود لمنافسة نفسه في هذه الانتخابات. وقد منحت استطلاعات الرأي الأولية التي أجريت عقب الإعلان عن حل «الكنيست» الحزبين الكبيرين حظوظاً متقاربة في عدد مقاعد الانتخابات المقبلة، وهو ما يتماهى مع توقعات المحللين التي تشير إلى عدم تحقيق فوز حاسم لأي من الحزبين المتنافسين يستطيع من خلاله تشكيل حكومة بمفرده، ما يعني العودة إلى المربع الأول، واللجوء إلى مفاوضات ائتلافية جديدة يطغى عليها طابع الابتزاز والمساومات مع الأحزاب والكتل الصغيرة التي تسعى دائماً لانتزاع مكاسب في مثل هذه الظروف؛ لكن قبل ذلك، يتعين حسم الموقف الداخلي في حزب «الليكود» وما إذا كان نتنياهو سيتمكن من حسم الانتخابات الداخلية للحزب التي تقررت في 26 ديسمبر/كانون الأول الحالي، والفوز برئاسة الحزب بعدما برز منافسون داخليون يتقدمهم جدعون ساعر، متسلحين باتهامات الرشوة والخداع وخيانة الأمانة الموجهة لنتنياهو.

من جهته، نتنياهو المتشبث بالسلطة حتى النخاع، الذي يخالف كل التوقعات، يعتقد أن الانتخابات الداخلية في حزبه مضمونة لمصلحته، وأنه قادر على تحقيق فوز كبير على خصمه جانتس في الانتخابات المقبلة؛ لكن هناك من يشكك، حتى من داخل حزبه، في قدرته على تحقيق ذلك بعد فشله مرتين، وبالتالي فإنه يقف على مفترق طرق خطر قد يحدد مصيره الشخصي الذي قد يودي به إلى السجن، وهو ما عبر عنه عضو «الكنيست» ورئيس الائتلاف الحكومي السابق دافيد بيتان بأن على نتنياهو القيام بعمله وإنجاز المهمة بالحصول على تأييد 61 عضواً في «الكنيست» وهذه فرصته الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى