ترجمات عبرية

يوفال كارني يكتب – بانتظار غانتس

يديعوت – بقلم  يوفال  كارني  – 25/12/2018

أمس ايضا، بعد أن وقع القرار بتقديم موعد الانتخابات ليتحدد في شهر نيسان، فان الغموض الذي يلف رئيس الاركاب السابق بيني غانتس لم يتبدد. فمن المتوقع لغانتس ان يكون احد العناوين في انتخابات 2019، ولكنه لا يزال يعتبر حتى الان لغزا: فهو لم يتحدث ولم يعبر عن نواياه السياسية، ولم يعرض مواقفه على الجمهور. غانتس يسكت – والمقاعد ترتفع. لعل هذا هو التطلع الى “شيء جديد” الذي يطل علينا تقريبا قبل كل حملة انتخابات.

لقد حافظ غانتس في الاشهر الاخيرة على صمت صاخب، بل ورفض حتى الحديث بانفتاح حتى مع الاشخاص المقربين اليه. اما الخطوة التي اعدها من خلف الكواليس كي ينقض على الانتخابات القريبة القادمة فقد تمت بسرية تامة. امام غانتس توجد امكانيتان مركزيتان: إما الانضمام لاحد الاحزاب الكبرى او التنافس في حزب جديد. لقد اصبح غانتس الشخصية التي يغازلها زعماء العديد من الاحزاب، مثل بنيامين نتنياهو، يئير لبيد وآفي غباي. ونشر في الماضي ان نتنياهو عرض على غانتس حقيبة الخارجية (نتنياهو نفى وغانتس رفض التعقيب) كي ينضم الى الليكود ويزيل عن نتنياهو تهديدا سياسيا مقلقا. وكان لبيد وغباي عرضا له على طبق من فضة المكان الثاني في القائمة ومنصب وزير الدفاع اذا شكل اي منهما الحكومة. ويوم الخميس الماضي عرض غباي استطلاعا على اعضاء حزبه يفيد بانه اذا كان غانتس رقم 2 في المعسكر الصهيوني، فان الحزب سيرتفع الى 29 مقعدا.

روى أحد الاشخاص المقربين من غانتس بانه كلما ارتفعت اسهم غانتس السياسية لدى الجمهور وناطحت الاستطلاعات السحاب، أحب فكرة التنافس في قائمة خاصة به كرقم 1. فلماذا يكون ملزما لاحد ما آخر؟ “غانتس يمكنه أن يكون اليوم وزير دفاع في كل حكومة تقوم، ولهذا فهو غير مستعد لان يراهن فينضم الى حزب ما بل ان يتنافس بنفسه مستقلا”، قال احد المحافل الذي تحدث مع غانتس مؤخرا. “هو رجل متفكر جدا وكل شيء يفكر فيه ويفحصه الف مرة. واحيانا يكون هذا في غير صالحه”.

لبيني غانتس عدد من الاشخاص المقربين سياسيا، مثل عدينا بار شلوم، رئيس مجلس يروحام السابق ميخائيل بيتان، المحامية رحيل ترجمان وكذا مستشارون شخصيون يعملون معه من خلف الكواليس. قبل بضعة اسابيع ابلغ المقربون من غانتس بانهم اقاموا حزب “اخي اسرائيلي”، كي يكون منصة سياسية لغانتس للتنافس به. اما غانتس فرفض هذه الامكانية واعلن مقربيه ميخائيل بيتان في منتهى السبت الماضي بانه قرر الاستقالة من منصبه كرئيس حزب “اخي اسرائيلي” كي ينضم في المستقبل الى اطار سياسي يقيمه غانتس بنفسه. وحسب بعض المنشورات، فان غانتس سجل حزبا جديدا سيتنافس في اطاره في الانتخابات القادمة ولكنه لن يكشف النقاب عن تفاصيله. وكان ايهود باراك قال امس انه يفكر بان ينضم بنفسه الى كتلة مانعة ضد نتنياهو ولكنه ادعى بانه اذا تنافس غانتس في حزب مستقل فانه سيرتكب خطأ لانه سيتنافس امام نتنياهو ثلاثة احزاب متوسطة وليس حزب واحد كبير ليكون “رأسا برأس” ضد نتنياهو.

قد يكون بيني غانتس الامل لكل من يبحث عن بديل لنتنياهو، ولكن يجب ان نتذكر بان اشعة الشمس لم تكشف شيئا عن شخصية غانتس السياسي وليس رئيس الاركان. خطأ صغير، تصريح في غير مكانه، اقتباسات من حديث مغلق او تسجيل خفي – يمكن ان تحول مرشحا رائدا الى فشل سياسي ذريع. في الجيش كان غانتس فريقا، اما في السياسية فهو لا يزال نفرا. كل شيء قد يقوم أو يسقط على السلوك.

يثير غانتس غير قليل من المخاوف في اوساط نتنياهو ورجاله. نتنياهو، كما اسلفنا كان يسره ان يراه في الليكود. اما احتمال حصول هذا فهو قليل. قبل بضعة اسابيع روى وزير كبير في الليكود مقرب من الزوجين نتنياهو في حديث خاص ان لديه “مادة كافية” محرجة عن غانتس وهو سينشرها في اللحظة التي يقرر فيها غانتس الدخول الى الحياة السياسية. على صمت غانتس ان ينتهي في الايام القريبة القادمة. لغزه قد يحل، ولكن غانتس سيكون بلا شك احد الشخصيات المشوقة في انتخاات 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى