ترجمات عبرية

يوسي ملمان ​يكتب – بعيدون عن التهديد الاستراتيجي

معاريف – مقال – 14/2/2019

بقلم: يوسي ملمان ​

بخلاف الانطباع الذي يحاول رئيس الوزراء اثارته لدى الجمهور لاعتبارات سياسية حزبية، فان الوضع الاستراتيجي والاستخدامي لاسرائيل يتحسن فقط والمخاطر والتهديدات عليها قليلة. وهي بالتأكيد بعيدة عن تعريف “التهديد الوجودي”. الى ذلك يشير تقريران جديدان: واحد هو الميزان الاستراتيجي الذي رفعته الى الكابنت قيادة الامن القومي، والثاني – التقدير الاستخباري السنوي لدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية “امان”.

في تقرير قيادة الامن القومي جاء ان هناك “تحسن في وضع اسرائيل الاستراتيجي”، مصدره في خليط من “قوتها وذخائرها”. وهذه تستند بالطبع الى القوة العسكرية للجيش الاسرائيلي وجهاز الامن، بما فيه اسرة الاستخبارات التي تحظى بثناء عظيم في العالم على قدراتها في الحصول على المعلومات واحباط الارهاب، ولكن ايضا الى العلاقات الممتازة مع الولايات المتحدة وعلاقات الثقة مع روسيا.

في تقرير قيادة الامن القومي هناك تشديد ايضا على أن اسرائيل تخلق شراكات جديدة مع الدول السنية، التي تنسجم في رؤيتها مع الحاجة الى صد مساعي التوسع لايران في الشرق الاوسط، ومثلها المخاوف من امكانية ان يكون لايران سلاح نووي. وحسب قيادة الامن القومي، فان الاعتراف بخطورة النظام في طهران – تطوير صواريخ بعيدة المدى وتمويل ومساعدة الارهاب، اضافة الى برنامجها النووي – يتسلل ويتغلغل ايضا في وعي دول في اوروبا وعلى رأسها فرنسا، حتى لو كانت، بخلاف الولايات المتحدة، تواصل التمسك بالاتفاق النووي مع ايران.

وحسب الميزان الاستراتيجي لقيادة الامن القومي، فان التحسن في وضع اسرائيل يعتمد ايضا على اقتصاد مستقر وحدود آمنة. ولكن في قيادة الامن القومي ايضا، مثلما في شعبة الاستخبارات العسكرية، يشددون على التحديات التي من شأنها ان تؤدي الى انعطافات هامة في العام 2019 والتأثير على اسرائيل ومكانتها في الشرق الاوسط. صحيح ان حماس تواصل كونها مردوعة، ولكن يتعاظم الخطر لحرب مع المنظمة، حتى لو لم تكن معنية فيها بسبب الضائقة الانسانية في القطاع. وهي من شأنها أن تصل الى الاستنتاج بانه لا مفر لها غير الصدام مع اسرائيل كي تحطم الوضع الراهن وتخرج من المتاهة.

ان الضائقة الاقتصادية المتعاظمة من العقوبات التي تفرضها عليها ادارة الرئيس ترامب، من شأنها أن تؤدي ايضا بايران الى ان تتخذ بضع خطوات مقلقة في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي. وحسب تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية، فهي من غير المتوقع أن تلغي الاتفاق النووي، ولكن من المتوقع أن تدخل في مجالاته الغامضة. يمكن لهذا أن يجد تعبيره في الاعمال لتخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة، او في التطوير الاكثر تسارعا لاجهزة الطرد المركزي، لتخصيب اليورانيوم.

تطوير مثير للاهتمام آخر هو أن الاستخبارات الاسرائيلية عادت لتفتح عينها على العراق، بعد سنوات طويلة (منذ سقوط صدام حسين) والتي لم تكن فيها هذه الساحة تقريبا على جدول اعمالها. وينبع الاهتمام المتجدد من حقيقة أن ايران تصعد جهودها للتأثير على هذه الدولة. وتأخذ الاستخبارات الاسرائيلية بالحسبان انه في السيناريو الاسوأ، اذا اضطرت ايران لان تنسحب من سوريا فمن شأنها ان تجعل العراق خط تماسها مع اسرائيل. في مثل هذا السيناريو، الذي تمنع فيه اسرائيل عنها نشر الصواريخ في سوريا، من شأنها أن تنصب صواريخ بعيدة المدى في العراق.

في جهاز الامن يتعاظم القلق من أن دول اخرى في المنطقة، اضافة الى ايران، ستحاول تطوير برنامج نووي. وأولا وقبل كل شيء هناك تخوف من أن تصعد السعودية الى هذا المسار وثمة على ذلك بضعة مؤشرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى