ترجمات عبرية

يوآف ليمور يكتب – دوافع لا تنتهي للعمليات

اسرائيل اليوم – مقال – 14/2/2019

بقلم: يوآف ليمور

بشكل طبيعي، فان العناوين التي عنيت أمس بعمليات حماس التي احبطت، لاحقت التفاصيل اللذيذة: الطريقة التي وصلت فيها التعليمات، الرسائل المشفرة، الرموز المتفق عليها. فليس هناك مثل مذيع تلفزيوني يضع كأسا أو يستخدم جملة محددة لاثارة الخيال عن الطريقة التي تجري فيها الامور.

اما الحقيقة فهي أن حماس لا تختلف في ذلك عن جهات اخرى تعمل بالسرية – من أجهزة الاستخبارات وحتى منظمات الجريمة والارهاب. بعشرات السنين قلها استخدموا وسائل الاعلام لنقل وتلقي الرسائل والاوامر: جواسيس تم تفعيلهم من خلال اعلانات بريئة، ظاهرا، في صحيفة او رسائل مشفرة في الاخبار في الاذاعة، والمخربون شفروا المعلومات من خلال كلمات سرية. في عالم المعلومات فيه هي قوة، فهم الجميع بان الحفاظ على المعلومات هو شرط اساس للعمل.

ولكن مع كل الاحترام لالعاب الجواسيس، فان القصة الحقيقية أكبر بكثير، وهي تتعلق بتنفيذ العمليات في يهودا والسامرة. يدور الحديث عن مشروع مركزي للمنظمة، يستثمر فيه جهد ومال كثيرين. في 2018 احبطت مئات العمليات، معظمها بادرت اليها حماس؛ والاسابيع الاخيرة تدل على ان المعطيات في 2019 ستكون مشابهة.

منذ حملة السور الواقي تجد حماس صعوبة في اعادة بناء شبكاتها العسكرية في يهودا والسامرة. فالاحباطات والاعتقالات المكثفة التي ينفذها الجيش والمخابرات الاسرائيلية، وحقيقة أن معظم قيادة المنظمة في الضفة صفيت أو القي القبض عليها وسجنت، نقلت المبادرة الى الارهاب الى خارج المناطق. وحتى السنة الماضية تركزت تعليمات العمليات في قيادة الخارج لدى حماس (التي تعمل بالتوازي في تركيا وفي لبنان بقيادة صالح العاروري من محرري صفقة شاليط)، ولكن عدم نجاحها في تنفيذ عمليات كبيرة نقل المركز الى القطاع – من هناك يبذل جهد يومي لتفعيل المخربين في الضفة للقيام بعمليات جماعية.

من خلال هذه العمليات تسعى حماس الى رفع ثلاثة اعلام: الاثبات بانها تواصل الكفاح المسلح ضد اسرائيل، الانتقام من الوضع في قطاع غزة والمس (وان كان بشكل غير مباشر) بالسلطة الفلسطينية والقضم من مكانتها، بنية السيطرة عليها في المستقبل. كما أن تحذيرات اسرائيل بان عملية كبيرة في الضفة ستجر بالضرورة ردا قاسيا في القطاع، لا تردع حماس؛ فالمنظمة تعتقد على ما يبدو بانها ستنجح في الفصل بين الضفة وغزة، رغم تجربتها من حملة الجرف الصامد التي بدأت باختطاف الفتيان الثلاثة في الضفة.

ان جهود العمليات التي تقوم بها حماس تقبع في اساس التقدير الاستخباري السنوي لشعبة الاستخبارات العسكرية. وبطبيعة الامور يركز رجال الاستخبارات على ايران والساحة الشمالية (سوريا، حزب الله والعراق والنفوذ الروسي)، ولكنهم يشيرون بصراحة الى انعدام الاستقرار في الساحة الفلسطينية على خلفية اقتراب الخلافة في السلطة الفلسطينية والوضع الصعب في القطاع. تحذر شعبة الاستخبارات بان احتمال التصعيد في غزة عال – والاطراف من شأنها أن تنزلق الى الحرب دون أن ترغب في ذلك، ضمن امور اخرى كنتيجة لعملية كبيرة في  الضفة او في اسرائيل.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى